العناكب تحت تأثير المخدرات: تجربة ناسا الغريبة بين العِلم والذهول!

3 د
قدمت ناسا عناكبًا مواد مخدرة ولاحظت تغيرات غريبة في هندسة شباكها.
أظهرت العناكب عند تناول LSD اضطرابًا وتركًا للشبكات دون إكمالها.
أنتجت العناكب تحت تأثير المواد المخدرة شباكًا غير منتظمة وغير فعالة.
ربط الباحثون الكافيين بتأثير أكبر على الجهاز العصبي للعناكب.
دُهِش العلماء من تأثير الكافيين كسلاح دفاعي طبيعي ضد الحشرات.
تشتهر وكالة ناسا عالميًا بمهماتها الاستكشافية المذهلة في الفضاء، مثل استكشاف المريخ ورحلات أبولو الجريئة إلى القمر. ولكن هل خطر في بالك أبدًا أن تقوم ناسا بمنح عناكب بعض المواد المخدرة، لتراقب تأثيرها على طريقة بنائها لشبكاتها؟ صدق أو لا تصدق، هذا ما حدث بالفعل!
تعود جذور هذه التجربة الغريبة لعام 1948، عندما بدأ عالم الأدوية السويسري بيتر إن. ويت بإجراء بحوث لدراسة تأثير بعض العقاقير على عناكب حريرية ذهبية من نوع "أورب ويفر". قام ويت بإعطاء العناكب مواد مثل الأمفيتامين والكافيين والميكالين والأسيد (LSD)، وحتى قام بتعريضها لغاز أول أكسيد الكربون! وكان الهدف من هذه التجارب مراقبة إلى أي مدى ستؤثر هذه المواد في قدرتها على بناء شبكاتها المحكمة.
الشبكة التي ينصبها العنكبوت "أورب ويفر" عادة ما تكون محكمة للغاية، لكنها تحولت لأشكال غريبة وغير منتظمة بعد تناول العقاقير. حيث تتميز شبكات هذه العناكب في الوضع الطبيعي بهندسة دقيقة، تبدأ بخيوط هيكلية تشبه حرف "Y"، ثم تتمدد شيئًا فشيئًا مع الخيوط دوّامية الشكل، بهدف التقاط الحشرات.
كيف تأثرت العناكب بالمخدرات وكيف لاحظ العلماء الفرق؟
قام الباحثون بتقديم جرعات مختلفة من مادة LSD للعناكب. وجدوا نتيجة مثيرة: الجرعات العالية أحدثت اضطرابًا قويًا دفع بعض العناكب إلى ترك شبكاتها دون إكمالها! بينما الجرعات القليلة أنتجت شبكات ثلاثية الأبعاد تبدو غريبة وجميلة، وأطلق عليها الباحثون اسم "شباك سايكيديلية"، ولكنها بالطبع كانت مشوهة وغير مفيدة لاصطياد الحشرات. أما العناكب التي حصلت على مادة المسكالين المخدرة، فقد صنعت شباكًا أكبر حجمًا بشكل طفيف.
ولم يتوقف الأمر عند الماضي البعيد، بل قامت وكالة ناسا في التسعينيات، وبالتحديد في عام 1995، بإعادة هذه التجارب مرة أخرى في مركز مارشال للرحلات الفضائية بأريزونا. الهدف من تكرار هذه التجربة كان معرفة مدى سمية المواد الكيميائية من خلال ملاحظة تغييرات دقيقة في بنية الشباك بدلًا من التجريب على الحيوانات الأكثر تطورًا.
وكما كان متوقعًا، لاحظ الباحثون تغيرات ملحوظة وخاصة في شبكات العناكب التي حصلت على مادة الكافيين، إذ جاءت شبكاتها أكثر اضطرابًا مما هي عليه في الحالات الأخرى! وربط العلماء ذلك بإمكانية أن يكون للكافيين تأثير أقوى وأكثر سمّية على الجهاز العصبي مما كان يُعتقد سابقًا. وعلق الفريق بأن نموذج الشبكة يشبه بنية البلورات في بعض الجوانب، ما ساعدهم في تحديد مستوى السمية عن طريق قياس الأطوال والمساحات وعدد الزوايا المكتملة في خلايا الشبكة بدقة عالية.
وبرغم شهرة وتأثير بعض المواد مثل الأسيد على الإنسان، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن الكافيين تحديدًا قد تطور لدى النباتات بالأصل كسلاح دفاعي ضد الحشرات والعناكب، وعبروا عن دهشتهم من قوة تأثيره على الجهاز العصبي لهذه الكائنات الصغيرة.
مع أن هذه التجربة تبدو مزحة في بادئ الأمر، إلا أنها توفر طريقة غير اعتيادية وفعالة لفهم سمية المواد الكيميائية بشكل دقيق دون اللجوء لتجارب على كائنات أكثر تعقيدًا، وتسلّط الضوء أيضًا على مدى تأثير المواد البسيطة اليومية مثل الكافيين.
وتبقى هذه التجربة مثالًا فريدًا لكيفية استغلال مملكة الحيوانات في مراقبة تأثير المواد الكيميائية بطريقة مبتكرة قد تبدو للبعض غريبة بعض الشيء!
وربما كان من المفيد إضافة بعض التفاصيل حول كيفية إجراء التحليل الإحصائي لشباك العناكب لإغناء الموضوع بطريقة أوضح للقارئ الرياضي. كما يمكن التنويع في استخدام مصطلح "المادة الكيميائية" ليشمل تعبيرات مثل "المواد المخدرة" أو "المركبات الكيميائية" لإثراء النص من الناحية اللفظية.