المريخ يستقبل زائرًا مجهولًا… هيكل غامض يثير جنون الباحثين

3 د
التقطت ناسا صورة مذهلة لجبل بركاني يخترق سحب المريخ.
قمة بركان Arsia Mons تخرج من الغيوم، تكشف نافذة جديدة لمناخ المريخ.
نظام التصوير THEMIS يوثق تحولات موسمية في غلاف المريخ الجوي.
تزداد السحب كثافة أثناء الأوج المداري، مكوِّنة حزام سحب الأبوليون.
الصورة تكشف ديناميات الطقس المريخي وتلقي ضوءًا على مستقبل الاستيطان المحتمل.
في مشهد لم يسبق أن رآه البشر من قبل، رصدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تكوينًا عملاقًا على سطح المريخ يبدو وكأنه يخترق السحب الكثيفة مع بزوغ فجر الكوكب الأحمر.
قمة بركان عملاق تتحدى الغيوم
التقط المسبار **مارس أوديسي**، الذي يدور حول الكوكب منذ عام 2001، صورة نادرة في الثاني من مايو 2025 تُظهر قمة جبلية شاهقة تخرج من طبقة سميكة من الغيوم الصباحية. العلماء في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا يرجحون أن هذه القمة تعود إلى بركان **Arsia Mons**، أحد أكبر البراكين على المريخ وأكثرها شهرة في منطقة **Tharsis** البركانية. هذا المشهد وصفه الباحثون بأنه “نافذة جديدة” لفهم الغلاف الجوي للمريخ.
وهنا يظهر الرابط المباشر بين قوة التضاريس المريخية وقدرة ناسا على كشف أسرار طبقات الغلاف الجوي العليا للكوكب.
أداة THEMIS تغيّر مهمتها
على الرغم من أن المسبار أُطلق أساسًا من أجل دراسة سطح المريخ، فإن فريقه العلمي غيّر زاوية المراقبة ليصور الأفق بدلًا من الأرض. هذه التقنية سمحت لـ **نظام التصوير الحراري THEMIS** بالتقاط ظواهر لم يكن من الممكن ملاحظتها من قبل، مثل تشكل السحب وكيفية تفاعلها مع التضاريس الجبلية الضخمة. ومع اختلاف المواسم، سجل العلماء فروقًا كبيرة في الصور، تكشف عن تحولات موسمية معقدة في مناخ المريخ.
وهذا يربط مباشرة بين هدف بعثة أوديسي الأصلي ودورها الجديد كأداة لفهم الطقس المريخي بعيد المدى.
السحب الاستوائية وأحزمة الأبوليون
خلال فترة **الأوج المداري**، عندما يكون المريخ في أبعد نقطة عن الشمس، تزداد السحب كثافة على طول خط استوائه. هذه الغيوم تتكوّن بفعل تيارات هوائية رطبة تصعد فوق المرتفعات، فتتبرد بسرعة لتتحول إلى ما يُعرف بـ **حزام سحب الأبوليون**. الصور التي التُقطت مؤخراً أوضحت كيف تتسلل قمة البركان من وسط الضباب لتكشف عن مشهد يدمج بين عظمة الطبيعة وسرها الغامض.
بهذا، يربط العلماء بين دراسة تلك الأحزمة السحابية وفهم ديناميات الطقس المريخي وتأثيراته على الحياة المستقبلية المحتملة هناك.
لمحة نحو المستقبل
هذه النتائج لا تعكس مجرد مشاهد مذهلة من المريخ، بل تمثل خطوة أساسية لفك ألغاز مناخ الكوكب وتطوره على المدى الطويل. قدرتنا على متابعة التغيرات في **الغلاف الجوي العلوي**، ورصد ظواهر مثل العواصف الترابية والسحب الجليدية والضغط الجوي المتغير، تمنح الباحثين أدوات جديدة لإعادة بناء تاريخ المناخ وتأمل إمكانية جعله صالحًا أكثر للبعثات البشرية القادمة.
وهذا يربط بين المشاهد اللحظية التي وفّرها المسبار وبين الرؤية البعيدة لاستغلال هذه المعرفة في استكشاف الكوكب وربما استيطانه يومًا ما.
خلاصة
من خلال صورة واحدة نادرة، تمكنت ناسا من فتح باب جديد لفهم أحد أكثر الكواكب إثارة في المجموعة الشمسية. المشاهد الملتقطة لا توثق جمال المريخ فحسب، بل تكشف عمّا يجري فوق سطحه من تغيرات جوية معقدة. ومع استمرار أوديسي في مهمته، يبدو أننا سنسمع المزيد عن أسرار الغيوم المريخية والجبال البركانية التي تواصل إثارة فضول البشرية.