انجاز صيني جديد: قطار مغناطيسي يحطم الأرقام القياسية بسرعة 650 كم/ساعة في 7 ثوانٍ!

3 د
أنجزت الصين تحقيق رقم قياسي عالمي في سرعة القطار المغناطيسي "ماجليف".
وصلت المكينة التجريبية لسرعة 650 كم/ساعة خلال 7 ثوانٍ فقط.
اختبرت التقنية في مختبر دونغهو، باستخدام أسلوب التسارع قصير المدى.
التطوير المستمر يهدف للوصول إلى سرعة تشغيلية حوالي 800 كم/ساعة.
تخيّل أن تنطلق بسرعة طائرة تجارية وأنت تستقل قطاراً! لا نتحدث هنا عن خيال علمي، بل عن الإنجاز الأخير والمذهل الذي حققه باحثون صينيون، بعد نجاحهم في تسريع مركبة اختبارية تزن أكثر من طن إلى 650 كيلومتراً في الساعة خلال سبع ثوانٍ فقط.
هذا الرقم العالمي القياسي تحقق في مختبر دونغهو، في مقاطعة هوبي وسط الصين، باستخدام تقنية النقل المغناطيسي عالي السرعة، أو ما يُعرف اختصارًا بـ "ماجليف" (Maglev)، وهي تقنية تعتمد على رفع القطار مغناطيسيًا عبر قوى كهرومغناطيسية تتفاعل بين القطار والسكة، ما يؤدي إلى التخلص نهائيًا من الاحتكاك بينهما.
تكنولوجيا مبتكرة واختبارات دقيقة
للوصول لهذه السرعة الفائقة خلال 7 ثوانٍ فقط وعلى مسار قصير لا يتجاوز ألف متر، استخدم الباحثون أسلوباً خاصاً يُعرف بالتسارع قصير المدى، خلافًا لطرق الاختبار التقليدية التي تحتاج مسارًا طويلاً يمتد لعشرات الكيلومترات. وصرّح "لي وي تشاو"، مدير مركز الابتكار لتقنية الدفع الكهرومغناطيسي للقطارات المغناطيسية فائقة السرعة، لشبكة الإعلام الصينية قائلاً: "هذا أسرع رقم يمكن الوصول إليه في العالم حتى الآن".
وتطلبت التجربة أجهزة متقدمة للغاية لقياس السرعة وتحديد الموقع بدقة قصوى وصلت إلى أربعة مليمترات فقط، وهو مستوى عالٍ من الدقة لا يتوفر في الكثير من التجارب والتقنيات الشائعة حاليًا.
هذا الابتكار لا يقتصر فقط على مرحلة التسارع، بل يتجاوزها إلى مرحلة التوقف. فبفضل القدرات الاستثنائية، استطاعت المركبة أن تبطئ من سرعتها من 650 كم/ساعة وصولًا إلى التوقف التام خلال مدى قصير لا يتجاوز 200 متر فقط. وبفضل هذه القدرة الدقيقة على التسارع والكبح، من المتوقع أن يصبح المسار الجديد منبرًا هامًا لأبحاث النقل المستقبلية.
وهذه القدرات الفريدة لم تُوظّف فقط لتحقيق الأرقام القياسية، بل ستمكّن مستقبلًا من تطوير قطارات فائقة السرعة تصل سرعتها التشغيلية المعتادة لحوالي 800 كيلومتر في الساعة، حسب تصريحات الباحثين. ويُتوقع استكمال جميع التجهيزات واختبارات السلامة للمسار الذي طوله 1000 متر نهاية العام الحالي.
تطبيقات واعدة للمستقبل
ولكن أهمية هذه التقنية لا تقف عند نقل الركاب فحسب، إذ لفت الباحثون إلى أن للتكنولوجيا الجديدة تطبيقات متعددة في مجالات عديدة بالمجتمع المدني ومراكز البحوث. فهذه التقنية، التي تتيح اندفاعاً هائلاً دون احتكاك أرضي، ستفتح الباب واسعاً أمام استكشافات علمية ومشاريع صناعية كبيرة.
النجاح الصيني الجديد في تقنيات الدفع المغناطيسي يبرهن مرة أخرى كيف أن التقدم العلمي يتواصل بسرعة وقوة ليغير وجه الطرق التي نتحرك بها ونتفاعل فيها مع العالم.
وفي الختام، من المهم الإشارة إلى أن رسائل واضحة وبسيطة قد تساعد القرّاء على فهم أعمق لهذا النوع من التقنيات، وربما تستخدم لاحقاً مصطلحات أو عبارات سهلة الفهم بدلًا من الأوصاف التقنية المُركبة. فالهدف دوماً تقديم محتوى يجذب القارئ العادي ويشجعه على مواصلة اكتشاف مثل هذه الابتكارات التكنولوجية الحديثة.