ذكاء اصطناعي

بركان جبل ليوتوبى لاكى-لاكى يثور مجددًا: تحديات الطبيعة تواجه السياح والسكان في إندونيسيا

فريق العمل
فريق العمل

3 د

ثار بركان جبل ليوتوبى لاكى-لاكى في إندونيسيا، مسبباً سحابة رمادية كثيفة.

رفعت السلطات مستوى التحذير حول البركان وتم إخلاء قرى قريبة بسرعة.

تعطلت حركة الطيران الدولية والمحلية بسبب الرماد البركاني وتأثيره على الطائرات.

البركان مشهور بنشاطه القوي، ما يذكر بكوارث سابقة وتحديات سكان المنطقة.

أكدت الأزمة على أهمية التحذير المبكر وتطوير أنظمة استجابة طارئة فعّالة.

عاش المسافرون وسكان إندونيسيا ساعات عصيبة ومتوترة بعد أن ثار فجأة بركان جبل ليوتوبى لاكى-لاكى، الواقع في جزيرة فلوريس السياحية شرقي بالي، محولاً سماء المنطقة إلى سحابة رمادية داكنة، ومذكّراً الجميع بقوة الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها.

وبحسب وكالة رصد البراكين الإندونيسية، انطلق عمود كثيف من الرماد بارتفاع قارب العشرة كيلومترات فوق قمة البركان، ما دفع السلطات إلى رفع مستوى التحذير من وقوع الكوارث لأقصى درجة ممكنة، بالإضافة إلى فرض منطقة خطر حول فوهة البركان بمساحة سبعة كيلومترات تقريباً. وفي خطوة احترازية عاجلة، تم إخلاء إحدى القرى القريبة من المكان، مع توصيات صارمة للسكان بارتداء الكمامات لتفادي استنشاق الرماد البركاني، والذي يحمل معه خطراً على صحة الجهاز التنفسي، إلى جانب تحذير آخر بشأن احتمالية حدوث طينية مدمّرة (اللّاهر)، وهي تدفقات مرعبة تنتج عن اختلاط الرماد البركاني بالأمطار الغزيرة.

هذه الأوضاع لم تقتصر آثارها على سكان المنطقة فقط، بل امتدت إلى حركة الطيران الدولي والعالمي. حيث اضطُرت العديد من شركات الطيران الكبرى مثل فيرجن أستراليا، وجيت ستار، وطيران نيوزيلندا، وشركات إقليمية أخرى من الهند والصين وماليزيا، إلى إلغاء رحلات من وإلى جزيرة بالي، خوفاً من خطورة الرماد البركاني في الجو وتأثيره على محركات الطائرات. لكن رغم ذلك، بقي مطار نغورا راي في بالي عاملاً ومستعداً، حيث أوضح مسؤولو المطار أن القرار النهائي بشأن تعليق الرحلات اعتمد على كل شركة بشكل منفصل، وعلى حسب ظروف خطوطها الجوية ومدى اقتراب مسارات رحلاتها من السحابة البركانية.

تأتي هذه التطورات لتعيد للأذهان التاريخ المضطرب لهذا البركان الذي لطالما عُرف بنشاطه الهائل؛ فقبل أقل من عام، تسبب ثوران قوي لجبل ليوتوبى لاكى-لاكى في حدوث كارثة بشرية راح ضحيتها تسعة أشخاص، بالإضافة للنزوح الجماعي لآلاف السكان. ويعد هذا الجبل جزءاً من منطقة الحزام الناري في المحيط الهادئ، وهي منطقة مشهورة بكثرة حدوث الزلازل والبراكين بسبب النشاط التكتوني الكثيف.

إن العيش في مناطق قريبة من براكين نشطة يمثل تحدياً كبيراً يتطلب استعداداً دائماً وجهوزية قصوى من السكان والسلطات معاً. ويذكرني هذا الحادث بتجربة شخصية خضتُها بنفسي منذ بضع سنوات في هذه المنطقة، حين تحولت رحلة استكشافية ممتعة لبركان آخر إلى سير متعثر ومحاولات محمومة للبحث عن ملجأ يحمي من تساقط الرماد. كانت تجربة قاسية علّمتني احترام التحذيرات التي تصدرها الجهات المختصة وأخذها دائماً بمحمل الجد.

ذو صلة

وفي مثل هذه الظروف، تبقى الإجراءات البسيطة كالكمامات الواقية عاملاً حاسماً لتقليل الضرر الصحي الناتج عن رماد البراكين الناعم؛ فاستنشاق جزيئاته الدقيقة يمكن أن يضر بالرئتين ويسبب التهابات شديدة.

وبالرغم من المخاوف الحالية، أظهرت هذه الأزمة أيضاً قوة المجتمع الإندونيسي وقدرته الكبيرة على مواجهة مخاطر الطبيعة بتضامن وإنسانية وسرعة استجابة ملحوظة، كما أكدت أهمية تطوير مزيد من أنظمة التحذير المبكر ودعم فرق الاستجابة للطوارئ بشكل أكبر، لتقليل المخاطر المحتملة، مع تعزيز التوعية المستمرة، الأمر الذي يوفر للمجتمع فرصة أفضل في التعامل مع ظواهر الطبيعة المفاجئة مستقبلاً.

ذو صلة