ذكاء اصطناعي

بعد 25 عامًا من البحث: البرازيل تكشف عن الـ Polylaminin… أول دواء قادر على تجديد النخاع الشوكي

محمد كمال
محمد كمال

3 د

دواء بوليلامينين يمكن أن يعيد الأمل لمرضى إصابات الحبل الشوكي.

أظهرت التجارب الأولية قدرته على استعادة الوظائف العصبية بشكل كامل.

الدواء مستخرج من بروتين طبيعي بالمشيمة يُحفز نمو الخلايا العصبية.

النتائج السريرية أظهرت استعادة المرضى لحركتهم بشكل شبه كامل.

البحوث تواصل وتعاون مع شركات الأدوية لتعزيز التطبيق العملي.

في سابقة علمية لافتة، شهدت مدينة ساو باولو هذا الأسبوع الكشف عن عقار تجريبي وُصف بأنه قادر على إعادة الأمل لآلاف الأشخاص ممن فقدوا القدرة على الحركة بسبب إصابات الحبل الشوكي. الاكتشاف الذي يحمل اسم **بوليلامينين** أصبح حديث الأوساط الطبية بعدما أظهر قدرة على إعادة الوظائف العصبية للمصابين بشكل كامل خلال التجارب الأولية.

هذا التطور لا يقتصر على بعده العلاجي فحسب، بل يمثل نقلة نوعية في فهمنا لآليات تجديد الجهاز العصبي، وهو ما يربط بين العمل البحثي الدؤوب في المختبرات وبين التطلع إلى حلول عملية لمشكلات بدت حتى وقت قريب مستعصية.


من رحم إنساني إلى علاج ثوري

القصة بدأت منذ أكثر من 25 عاماً عندما شرعت الباحثة البرازيلية **تاتيانا كويلو دي سامبايو**، أستاذة علم الأحياء بجامعة ريو دي جانيرو، بدراسة بروتين طبيعي يُعرف بـ"لامينين". هذا البروتين المستخرج من المشيمة أظهر قدرات كبيرة على تحفيز نمو الخلايا العصبية وتماسك النسيج العصبي بعد الإصابات. ومن خلال سنوات من التجارب والتحضيرات المخبرية، أسفر العمل عن إنتاج مركب معدّل عُرف لاحقاً ببوليلامينين.

الربط هنا بين الطبيعة والطب يُبرز كيف يستطيع عنصر حيوي يأتي من المشيمة البشرية أن يتحول، بعد تطوير علمي، إلى دواء قد يعيد الحياة الحركية لمن فقدها.


نتائج التجارب السريرية

خلال المرحلة التجريبية، تم تطبيق الدواء مباشرة على المنطقة المصابة في الحبل الشوكي. وكانت المفاجأة أن عدداً من المرضى، ممن تعرضوا لحوادث أدت إلى شلل نصفي أو رباعي، استعادوا قدرتهم على الحركة بشكل شبه كامل. التقارير الطبية المصاحبة أشارت كذلك إلى غياب آثار جانبية واضحة، ما عزز من حماسة الأطباء والباحثين بشأن الخطوة التالية وهي الانتقال إلى مراحل اختبار أوسع.

وهذه النتائج تعيد رسم الأفق أمام ملايين المرضى حول العالم الذين ينتظرون أي تقدم في مجال علاج الشلل الناجم عن إصابات العمود الفقري.


آفاق مستقبلية وتحديات

رغم التفاؤل الكبير، لا يزال الدواء في مرحلة مبكرة من التجارب ولا يمكن اعتباره متاحاً تجارياً أو علاجاً نهائياً بعد. الباحثون يشيرون إلى ضرورة استكمال الاختبارات السريرية على نطاق أكبر مع متابعة دقيقة للتأثيرات طويلة المدى. كما أن هناك تساؤلات تنظيمية وأخلاقية تتعلق بإنتاج البروتين واستخدامه على نطاق واسع.

لكن في المقابل، تُعتبر مشاركة مختبر "كريستاليا"، وهو واحد من أبرز شركات الأدوية في البرازيل، مؤشراً على وجود دعم مؤسسي قوي قد يسرّع من تحويل الابتكار إلى تطبيق عملي. وهذا يبرز العلاقة بين البحث العلمي والقطاع الصناعي في تحويل المعرفة النظرية إلى دواء فعّال.

ذو صلة

خاتمة

بوليلامينين ليس مجرد اسم جديد في سجل الصناعة الدوائية، بل يمثل قصة أمل تجمع بين العلم والإصرار الإنساني. وإذا أثبت نجاحه في المراحل القادمة كما أظهر في التجارب الأولى، فقد نكون أمام ثورة طبية تعيد تعريف حدود الممكن في علاج إصابات الحبل الشوكي. وبين التفاؤل الحذر والانتظار العلمي، يبقى هذا الدواء رمزاً لقدرة العقل البشري على كسر ما كان يُعد مستحيلاً.

ذو صلة