بوتين لماسك: أنت كوروليف هذا العصر!

2 د
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإيلون ماسك، واصفًا إياه بالنسخة العصرية من سيرغي كوروليوف.
يشبه بوتين إنجازات ماسك في تكنولوجيا الفضاء بالنجاحات السوفييتية مع كوروليوف.
تجعل سبيس إكس من ماسك رمزًا للابتكار، خاصة من خلال المراكب الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام.
إشادة بوتين تبدو مفاجئة وسط التوترات بين روسيا وأمريكا بسبب الصراعات السياسية.
تشير المراقبات إلى أن المستقبل قد يحمل تعاونًا جديدًا في قطاع الفضاء رغم الخلافات.
خلال لقاء له يوم الخميس، أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل لافت للنظر على رجل الأعمال الأمريكي البارز إيلون ماسك، مؤسس شركة سبيس إكس، واصفًا إياه بأنه نسخة عصرية من سيرغي كوروليوف، المهندس العبقري الذي كان وراء نجاح الاتحاد السوفييتي في رحلات الفضاء خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
المقارنة مع أسطورة الفضاء السوفييتي
وفي حديثه، أشار بوتين إلى أن ما يفعله إيلون ماسك هذه الأيام من إنجازات في مجال تكنولوجيا الفضاء يحمل الكثير من التشابه مع ما حققه سيرغي كوروليوف قبل عقود، حين وضع الأخير حجر الأساس لبرامج الفضاء السوفييتية الأولى وتمكن من إطلاق أول رحلة فضائية مأهولة، وأشهرها رحلة يوري غاغارين التاريخية عام 1961.
وأضاف الرئيس الروسي خلال التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الروسية تاس قائلًا:
"ماسك نجح في إحياء القيمة الرمزية والعلمية في الاستكشاف الفضائي، تمامًا كما فعل كوروليوف من قبله"
إيلون ماسك بين الطموح والعبقرية
يذكر أن القطاعات التي يعمل بها إيلون ماسك لا تقتصر فقط على مجال الفضاء من خلال شركته سبيس إكس، بل تشمل أيضًا السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة النظيفة عبر شركة تيسلا، وأنظمة النقل بالأنفاق السريعة عبر شركة بورينغ، وحتى التدخل مؤخرًا بمجال الذكاء الاصطناعي مع تأسيس شركة "xAI".
لكن كانت سبيس إكس تحديدًا نقطة الإلهام الرئيسية لبوتين، إذ حققت الشركة في السنوات الأخيرة إنجازات هائلة، من أبرزها تصميم وإطلاق مكوكات قابلة لإعادة الاستخدام، وخدمة التوصيل الفضائي مثل إطلاق أقمار صناعية ومهام التموين نحو محطة الفضاء الدولية، إلى جانب خططها المستقبلية نحو إرسال رواد فضاء إلى المريخ في رحلات مأهولة.
مستقبل قطاع الفضاء بين التنافس والتعاون
ومع تصاعد المنافسة الدولية نحو الفضاء، يرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات من كبار المسؤولين السياسيين قد تكون إيحاءً حول إمكانية التعاون في مجال الفضاء بين الدول مستقبلاً، لما يمثله هذا القطاع من أهمية على المستوى التقني، الاقتصادي والاستراتيجي.
تبقى الأيام القادمة شاهدة على إمكانية قيام تعاون دولي حقيقي في قطاع الاستكشاف الفضائي، وهل ستفتح هذه الكلمات الودية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نافذة جديدة من الحوار والتقارب العلمي رغم الخلافات الدبلوماسية الراهنة؟ أم ستبقى هذه الإشادة مجرد لحظة فردية عابرة وسط المناخ السياسي المضطرب؟