ذكاء اصطناعي

ترامب للجيل Z: “أنقذت تيك توك… أنتم مدينون لي!”

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

وجه ترامب رسالة لمستخدمي تيك توك، مشيرًا لإنقاذه للتطبيق من الحظر سابقًا.

أشار إلى أنه تدخل للسماح بصفقة استحواذ أمريكية لتجنب الحظر التام.

يسعى ترامب لإظهار نفسه كمنقذ للمنصة التي تستخدم بشكل واسع بين الشباب.

تعتبر هذه الخطوة سبيلًا لتوسيع قاعدته ودعم حملته الانتخابية المقبلة.

تبرز الرسالة تأثير الإعلام الرقمي في السياسة والتواصل مع جيل الشباب.

في مشهد جمع بين السياسة والإعلام الاجتماعي، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة مباشرة إلى ما سماه "الشباب من مستخدمي تيك توك"، مطالبًا جيل “زد” بالاعتراف بفضله في إنقاذ التطبيق الشهير من الحظر الكامل. الفيديو الذي صوّره ترامب من المكتب البيضاوي، حمل نغمة ودية حين قال:


"يا شباب تيك توك، لقد أنقذت تيك توك، أنتم مدينون لي كثيرًا".

وهذه الرسالة الرمزية لم تأتِ من فراغ، إذ ترتبط بتاريخ من التذبذب السياسي حول المنصة الصينية التي وُصفت مرارًا بأنها تهديد للأمن القومي الأمريكي، ما جعلها محور نقاش مستمر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

تناول ترامب في حديثه مسألة الحظر التي بدأها بنفسه عام 2020، حين وقع أمرًا تنفيذيًا يستهدف التطبيق، قبل أن تتغير المعادلة لاحقًا مع قانون أصدره الرئيس جو بايدن عام 2024 أجبر الشركة المالكة "بايت دانس" على بيع عملياتها داخل الولايات المتحدة أو مواجهة الطرد من السوق الأمريكية.

ومع احتدام الأزمة، تدخل ترامب نفسه في صفقة استحواذ مقترحة ما زالت قيد التنفيذ، تتيح لائتلاف من رجال الأعمال الأمريكيين المقربين منه، بينهم لاري إليسون وروبرت موردوخ ومايكل ديل، السيطرة على فرع المنصة الأمريكي.

وهذا التطور يعيد رسم ملامح علاقة واشنطن بالتكنولوجيا الصينية، إذ أعلن ترامب توقيعه على أمر تنفيذي جديد يسمح بإتمام صفقة قيمتها نحو 14 مليار دولار، في خطوة تعني فعليًا إنقاذ المنصة من الحظر التام. ويبدو أن الرئيس يسعى لتحويل هذا القرار إلى نقطة قوة سياسية، معتبرًا نفسه منقذًا لمنصة يستخدمها أكثر من 170 مليون أمريكي يوميًا لمتابعة الأخبار والترفيه والمحتوى الإبداعي.


من الدعوة إلى الحظر إلى "منقذ المنصة"

هذا التحول في مواقف ترامب لم يمر بصمت في الأوساط السياسية والإعلامية، فقد رآه البعض دليلاً على مرونة براغماتية تعكس إدراكًا متزايدًا لقوة الإعلام الرقمي في التأثير على الأجيال الجديدة، فيما اعتبره آخرون تناقضًا واضحًا مع مواقفه السابقة ضد التكنولوجيا الصينية. ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أن تيك توك أصبح قناة حيوية للتواصل السياسي، خصوصًا مع تصاعد اهتمام الحملات الانتخابية بالوصول إلى المستخدمين الشباب الذين يميلون تقليديًا إلى دعم الديمقراطيين.

وهذا يربط بين رسائل ترامب الأخيرة ومحاولاته التودد إلى الناخبين الشباب الذين يشكّلون نحو ثلث مستخدمي التطبيق في أمريكا. فالمبادرة تبدو محاولة واضحة لتوسيع قاعدته أمام منافسين محتملين في السباق الرئاسي المقبل، مستعينًا بلغة بسيطة ومباشرة تلامس اهتمامات الجيل الجديد.

ذو صلة

في نهاية المطاف، يشكل هذا التحول لحظة لافتة في علاقة السياسة بالإعلام الاجتماعي، ويؤكد أن معركة النفوذ على المنصات الرقمية لم تعد مجرد قضية أمنية أو اقتصادية، بل أضحت أيضًا ساحة دعائية رئيسية تؤثر في الرأي العام وفي مستقبل الحملات الانتخابية الأمريكية.

ختامًا، يبدو أن تيك توك الذي واجه خطر الحظر في عهد ترامب أصبح الآن منصة يستخدمها الأخير لتوجيه خطاب سياسي أكثر قربًا من جيل “زد”، ليبرهن أن منطق القوة في الساحة الرقمية لا ينفصل عن براعة إدارة الصورة والرواية أمام جمهور متصل بشاشاته على مدار الساعة.

ذو صلة