تسلا تفاجئ مالكي “سايبرتراك” بإلغاء خاصية “أوتوبايلوت”: هل ستنجح عروض التعويض في تهدئة العاصفة؟

2 د
تلقت مجموعة من مالكي سايبرتراك رسالة من تسلا بعدم توفر خاصية "أوتوبايلوت".
عرضت تسلا اشتراكًا مجانيًا لمدة عام في خدمة "القيادة الذاتية الكاملة تحت الإشراف".
تفاعل مجتمع تسلا على السوشيال ميديا كان سلبيًا وشكك في قرار الشركة.
تثير هذه الخطوة تساؤلات حول خطط تسلا مع تنامي المنافسة في السيارات الكهربائية.
يبدو أن شركة تسلا لم تتوقف عن إثارة الجدل مؤخراً، ففي خطوة مفاجئة، تلقت مجموعة من مالكي شاحنة الدفع الكهربائية "سايبرتراك" (Cybertruck) رسالة غريبة من الشركة، تحتوي على عرض تعويض قد لا يكون على مستوى توقعاتهم.
لندخل في التفاصيل قليلاً: لطالما عُرفت تسلا بقيادتها لعجلة الابتكار في عالم السيارات الكهربائية، فلطالما تفاخرت الشركة بنظام القيادة الآلية "أوتوبايلوت" (Autopilot) الذي يعمل على تسهيل القيادة بشكل كبير وجعلها مريحة أكثر من أي وقت سابق، وذلك بفضل تقنياته الذكية المتطورة، والكاميرات الخارجية عالية الجودة، ومعالجات الصور فائقة السرعة.
لكن الأمور هذه المرة لم تسر كالمعتاد، حيث فوجئ مالكو سايبرتراك برسالة تؤكد عدم توفر خاصية "أوتوبايلوت" في مركباتهم الجديدة، وتحديداً لن تتوفر خاصية "التوجيه التلقائي" (Autosteer)، التي كانت من الخصائص الأساسية التي يعتمد عليها المستخدمون لتوفير تجربة قيادة مريحة وآمنة.
ولتدارك هذا الأمر، عرضت تسلا على المالكين، كخطوة تعويضية، اشتراكاً مجانياً مدته عام كامل في خدمة "القيادة الذاتية الكاملة تحت الإشراف" (Full Self-Driving Supervised)، والتي تعد نسخة متطورة من نظام القيادة الذاتية تتطلب إشراف السائق. رغم أن العرض من الناحية المادية يبدو مُغرياً، إلا أنه لم يلبي تطلعات الكثيرين ممن كانوا يعولون على وجود خاصية الأوتوبايلوت الميلاء مع سايبرتراك منذ البداية.
التفاعل لم يكن إيجابياً لدى مجتمع تسلا على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ شكك العديد من المستخدمين بحكمة هذه الخطوة. فقد وصف البعض العرض بأنه "غير مقبول"، في حين استغرب آخرون القرار وتساءلوا باستياء عن السبب الحقيقي وراء إلغاء خاصية كانت أساسية لدى الكثيرين.
ورغم أن الشرط الأساسي للحصول على الخدمة المجانية يقضي بالاشتراك قبل تاريخ 6 يونيو 2025، إلا أنه حتى مع إلغاء الاشتراك لاحقاً، فإن العرض يظل سارياً لمدة العام المعلن، مما يشير إلى محاولة واضحة من جانب الشركة لتهدئة مخاوف العملاء.
تثير هذه الخطوة أسئلة مهمة حول خطط تسلا المستقبلية، خاصة مع تنامي المنافسة الشرسة في قطاع السيارات الكهربائية والتقنيات الذكية. ربما سيكون أمام تسلا أن تقيّم الإجراءات قبل اتخاذها بشكل أدق، حتى لا تفقد جزءاً من ثقة عملائها الذين كانوا ينتظرون من الشركة الابتكار لا التراجع عن المزايا الأساسية.
في النهاية، ربما يكون التواصل الاستباقي والصريح من تسلا أكثر فاعلية من تقديم عروض لا تتماشى مع التوقعات، خصوصاً حين يتعلق الأمر بمنتج مبتكر مثل السايبرتراك. لكن السؤال يظل قائماً: هل ستتمكن الشركة من إقناع مالكي سياراتها بقيمة عروضها المستقبلية، أم سيكون عليها تعديل مسارها حسب ما يطلبه الجمهور؟ الأيام القادمة بلا شك ستحمل الإجابة.