ذكاء اصطناعي

تمرد صانعي السيارات الكبار عن نظام ابل الجديد Carplay Ultra يربك عملاقة التكنولوجيا

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تفاجأت آبل بعدم ترحيب شركات السيارات الكبرى بنظام "كار بلاي ألترا" الجديد.

فضلت مرسيدس وأودي وفولفو تجاهل النظام بسبب رغبتها في الحفاظ على استقلاليتها.

يتيح "كار بلاي ألترا" لآبل التحكم بوظائف السيارة الأساسية، ما يقلق المصنعين.

لا تزال آبل تحتفظ بشراكات مع شركات مثل هيونداي وكيا رغم التحديات.

يسعى المصنعون للحفاظ على السيطرة على بيانات المستخدمين وميزات السيارة لتحقيق إيرادات مستدامة.

فوجئت شركة آبل مؤخراً بحالة عدم الترحيب التي أبداها عدد من كبرى شركات صناعة السيارات تجاه نظامها الجديد "كار بلاي ألترا"، وهو النسخة الأحدث من نظامها الترفيهي المتكامل للسيارات. هذه الخطوة تأتي كمحاولة من شركات السيارات للحفاظ على استقلاليتها، ورفض السماح لآبل بالتحكم بمزيد من وظائف السيارة الأساسية.

بدأت القصة حين كشفت آبل النقاب عن نظامها "كار بلاي ألترا" في مايو الماضي، وتعهدت بأن عدداً من كبار مصنعي السيارات مثل مرسيدس وأودي وفولفو، سيكونون شركاء رئيسيين فيها. ولكن الأخبار الأخيرة تشير إلى رفض كل من مرسيدس-بنز، وأودي، وفولفو، وبوليستار، ورينو، تبني هذا النظام المتقدم، والاكتفاء حالياً بالاستخدام التقليدي السابق لنظام "كار بلاي".


لماذا رفضت شركات السيارات نظام "كار بلاي ألترا"؟

ببساطة شديدة، مصنعو السيارات هذه المرة أكثر حرصاً على السيطرة على بيانات المستخدمين ووظائف السيارة الأساسية، والتي يرونها فرصة لمصادر دخل مستدامة في المستقبل. يشمل نظام كار بلاي ألترا توسعاً واسع النطاق، يسمح لآبل بالتحكم في عناصر مثل لوحة التحكم الرئيسية في السيارة، ومؤشرات السرعة، والشاشات المدمجة داخل السيارة، وحتى بعض مهام التكييف والتحكم في الجو الداخلي، وهي ميزات ترغب الشركات المصنعة في الاحتفاظ بسيطرتها المباشرة عليها.

وفي تصريح يعكس هذا الرفض، نقل عن شركة رينو قولها: "لا تحاولوا أن تخترقوا أنظمتنا الخاصة"، فيما سبق أن أعلنت مرسيدس بوضوح تراجعها عن الشراكة في أبريل الماضي. يوضح ذلك جلياً أن سبب الرفض يتمثل في مسألة استراتيجية وليست تقنية، إذ يرى المصنعون هذه السيطرة من آبل تدخلاً غير مقبولٍ في استقلالية أنظمتهم.

ومع ذلك، فإن آبل لا تزال تملك حلفاء في قطاع السيارات. فقد أعلنت الشركة مؤخراً انضمام بعض الشركات الأخرى مثل هيونداي وكيا وجينيسيس، لكن الغالبية من العلامات التجارية الكبرى الأخرى - مثل BMW وتويوتا وفورد وجنرال موتورز - لم تعلن حتى الآن أي التزام واضح تجاه النظام الجديد.

هذا التحفظ من شركات السيارات يأتي في وقت تحاول فيه الصناعة العثور على فرص جديدة للنمو في سوق تقترب من بلوغ ذروتها فيما يخص مبيعات السيارات التقليدية. كما أن المنافسة الشرسة في قطاع السيارات الفاخرة تجعل من الضروري للشركات أن تميز نفسها بخصائص وميزات حصرية لا تستطيع شركة تقنية مثل آبل السيطرة عليها.


من "كار بلاي" إلى "كار بلاي ألترا": التغيير الجذري الذي لم يلقَ الترحيب

الواقع أن نظام كار بلاي التقليدي الذي تقدمه آبل يحظى حالياً بشعبية كبيرة، إذ يتوفر في نحو 98% من السيارات الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويستخدم عادة لتشغيل تطبيقات الموسيقى والخرائط والاتصال. لكن "كار بلاي ألترا" أخذ خطوة إضافية - خطوة كانت طموحة جداً بالنسبة لشركات السيارات الكبرى والتي تعتقد أنه قد يهدد بشكل مباشر استقلاليتها وإيراداتها المستقبلية.

ذو صلة

يبدو أن إستراتيجية آبل بالتغلغل بشكل أكبر في قطاع السيارات اصطدمت بحاجز الرفض من المصنعين الذين يسعون للتحكم بعناية في منصاتهم التكنولوجية الخاصة، ويعتبرون أن هذه الخطوة من الشركة العملاقة تعد تدخلاً غير مرغوب فيه.

ويبقى من المثير للاهتمام متابعة ما إذا كانت آبل قادرة على إيجاد طرق مبتكرة للتعاون مع مصنعي السيارات في المستقبل القريب، مع الحفاظ على تفهم حساسيتهم تجاه استقلال أنظمتهم الرقمية. ولتحسين الصورة، قد يكون تبنّي صيغة تعاونيّة أقل اقتحاماً للوظائف الأساسية للسيارة خياراً أفضل للشركة العملاقة في المراحل القادمة.

ذو صلة