جوجل تقترب من صفقة سحابية “تاريخية” مع أنثروبيك… مليارات الدولارات على الطاولة
ارتفعت أسهم جوجل بنسبة 3% بعد مفاوضات مع Anthropic لصفقة سحابية كبيرة.
يمكن أن تغير الصفقة خريطة سوق الخدمات السحابية وتؤثر على تدريب النماذج اللغوية.
رغم سيطرة أمازون، تسعى جوجل ليكون لها الدور الأكبر عبر استثماراتها في Anthropic.
يأتي تعاون Anthropic مع جوجل كخطوة لتقليل المخاطر بعد انقطاع خدمات AWS.
المنافسة تتحول إلى سباق لاحتضان نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر طموحًا.
في مساءٍ ارتفعت فيه شاشات البورصة بالألوان الخضراء، بدا أن وادي السيليكون يعيش لحظة إعادة تموضع جديدة بين عمالقة السحابة. فبينما كانت أسهم «جوجل» تقفز بعد ساعات التداول بنسبة قاربت 3%، كانت الأخبار تتحدث عن مفاوضات مبكرة مع شركة Anthropic قد تفتح الباب أمام صفقة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات في مجال الحوسبة السحابية. حدث اقتصادي ظاهر، لكنه يحمل في طياته تحولات أعمق في شكل القوة داخل منظومة الذكاء الاصطناعي.
توازن جديد في معركة السحابة الذكية
الصفقة المحتملة، بحسب تقرير رويترز، يمكن أن تغيّر خريطة القوى في سوق الخدمات السحابية، إذ تمنح Anthropic قوة حوسبية هائلة عبر Google Cloud، في الوقت الذي تهيمن فيه «أمازون» على الحصة الأكبر من تعاملات الشركة الناشئة. المسألة لم تعد مجرد توفير خوادم بل بناء بنية تحتية تتحكم بمستقبل تدريب النماذج اللغوية العملاقة، أي بالعقل الرقمي القادم.
استثمارات متشابكة ومصالح متقاطعة
جوجل تمتلك اليوم نحو 14% من Anthropic بعد سلسلة استثمارات بلغت 3 مليارات دولار حتى مطلع العام، وتُخطط لضخ تمويل إضافي عبر سندات قابلة للتحويل. ورغم أن «أمازون» سبقتها باستثمار بلغ 8 مليارات دولار جعلها المزود الرئيس لحوسبة Anthropic، فإن تقارب الشركة مع «جوجل» يكشف عن توازن اقتصادي حساس: كل شركة سحابية تسعى لأن تكون القلب الذي ينبض به الذكاء الاصطناعي القادم، ولو على حساب شراكات المنافسين.
اختبار الموثوقية بعد الانقطاع الكبير
تأتي تلك المباحثات في لحظة حساسة بعد انقطاع واسع لخدمات AWS في أكتوبر عطّل آلاف المؤسسات والبنوك حول العالم ليومٍ كامل. ما جعل صُنّاع القرار في شركات الذكاء الاصطناعي يفكرون بجدية في توزيع بنية التشغيل بين أكثر من مزود سحابي. من هنا تبدو رغبة Anthropic في توسيع اعتمادها على Google Cloud محاولة لتقليل المخاطر قبل أن تكون تحالفًا ماليًا.
من المنافسة على العملاء إلى الصراع على العقول
لم تعد المنافسة بين «مايكروسوفت» و«جوجل» و«أمازون» تقتصر على جذب المستخدمين أو استضافة البيانات؛ بل تحولت إلى سباق لاحتضان أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي طموحًا. تحالف «مايكروسوفت» مع OpenAI رفع نمو Azure بنسبة 39%، في حين تحاول Google اللحاق بفضل استثماراتها في Anthropic. كل خطوة تمثل تحديًا لمعادلة «من يملك الذكاء يملك السحابة».
ملامح مستقبل يعتمد على التحالفات
هذا التقاطع بين المال والمعرفة والتقنية يثبت أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يُبنى داخل مختبر واحد أو على منصة واحدة، بل عبر شبكة مصالح تمتد بين شركات توازن بين الابتكار والهيمنة. وربما تكشف السنوات القادمة أن التحالفات التجارية في الحوسبة السحابية ليست مجرد صفقات تمويل، بل عقود تأثير تحدد من يكتب الكود الذي سيقود المجتمعات الرقمية المقبلة.









