جوجل تُربك المستخدمين: هل يتجاوز Gemini حدود الخصوصية بتحديثاته المريبة؟

3 د
أعلنت جوجل عن تحديث جديد يسمح للمساعد الذكي جيميني بالعمل دون موافقة المستخدم.
الرسالة أثارت القلق بشأن الخصوصية، حيث تُركت تفاصيل الإعدادات غير واضحة.
المستخدمون عبّروا عن مخاوفهم في وسائل التواصل الاجتماعي ويتساءلون عن حق جوجل في الوصول للبيانات.
جوجل لم توضح حتى الآن كيفية تعطيل المزايا الجديدة أو مدى تدخل جيميني.
الأمر يتطلب مراقبة إعدادات الخصوصية وتحديثات الجهاز لضمان حماية البيانات الشخصية.
تخيل أن تستيقظ صباحًا وتجد رسالة في صندوق بريدك الإلكتروني تخبرك بها جوجل أن المساعد الذكي «جيميني» سيبدأ ابتداءً من 7 يوليو 2025، بمساعدتك في استخدام تطبيقاتك مثل الهاتف، الرسائل وحتى واتساب، بغض النظر عما إذا كانت خاصية نشاط تطبيقات جيميني (Gemini Apps Activity) مفعلة أو معطلة لديك. ربما يبدو الأمر مفيدًا لأول وهلة، لكنه بلا شك أثار عاصفة من الأسئلة والقلق حول خصوصية المستخدمين.
الرسالة التي تلقاها بعض مستخدمي أجهزة أندرويد من فريق جوجل «جيميني»، أعطت انطباعًا واسع الانتشار بأنها خطوة تمس خصوصية المستخدم بشكل مباشر. فطريقة صياغة جوجل للرسالة تركت غموضًا حول حدود تدخل جيميني في هذه التطبيقات؛ هل سيتمكن جيميني من قراءة رسائلك الشخصية؟ أو ربما إجراء مكالمات أو إرسال رسائل بدلًا عنك دون إذنك المباشر؟
غموض مربك يحيط بكيفية تعطيل المزايا الجديدة
وما زاد من الارتباك أن رسالة جوجل لم تقدم أي توضيح فعلي لكيفية تعطيل هذه الخاصية الجديدة. فالشركة اكتفت بالإشارة بشكل عابر إلى أنه "إذا كنت لا ترغب في استخدام هذه المزايا، يمكنك تعطيلها من صفحة إعدادات التطبيقات"، دون ذكر تفاصيل عن مكان هذه الإعدادات على وجه التحديد أو ماذا يحدث فعليًا عند التعطيل، خاصة وأن الرسالة نفسها توضح أن التغييرات ستتم سواءً كانت خاصية نشاط تطبيقات «جيميني» مفعلة أو معطلة.
وهذا الغموض امتد أيضًا إلى الصفحة التي أرفقتها جوجل بالرابط المُرسل مع الرسالة، والمعروفة باسم "Gemini Apps Privacy Hub"، والتي من المفترض أن تكون المصدر الرئيسي للمستخدم للحصول على معلومات واضحة حول خصوصيته. وللأسف، لم يجد المستخدمون هناك سوى عبارات عامة مثل "سيساعدك جيميني في استخدام", مما طرح علامات استفهام جديدة؛ ما الذي تقصده جوجل تحديدًا بهذه المساعدة؟ هل هي ميزة مساعد شخصي مفيد أم اختراق غير مرغوب فيه للخصوصية؟
وفي السياق ذاته، أثارت هذه الرسائل العديد من التساؤلات بحسب ما أعلنه بعض المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعرب الكثيرون عن قلقهم الواضح بشأن خصوصية بياناتهم ومدى قدرة جوجل على الوصول إليها دون موافقتهم الصريحة.
من الطبيعي في مثل هذه الحالات المتداخلة من الشكوك والغموض، أن يلجأ المستخدمون إلى الجهة الرسمية للحصول على إجابات واضحة. وهذا بالضبط ما فعله بعض المستخدمين والصحفيين الذين تواصلوا مع جوجل للحصول على تفاصيل أدق حول هذا التحديث المرتقب ومدى تأثيره في حياتهم اليومية، لكن وإلى الآن لم تقدم الشركة أي رد واضح أو تفصيلي.
ما السر وراء غموض جوجل حول ميزة «جيميني» الجديدة؟
التحديثات التقنية مطلوبة غالبًا لإضفاء مزيد من الراحة على حياتنا اليومية، وهذا ليس محل الجدل هنا، ولكنه يتعلق بوضوح وسلامة الإجراءات الخاصة بخصوصيتنا. الجدل الحالي لا يتمحور حول فكرة المساعدة بحد ذاتها، بل حول الطريقة التي تم بها الإعلان عن هذه التحديثات من جوجل، دون تقديم التفاصيل اللازمة التي تبعد أي قلق أو شكوك محتملة لدى المستخدمين.
وفي انتظار توضيحات أكثر من جوجل حول هذه المسألة، تظل النصيحة الأفضل - كإجراء احترازي - بمراقبة إعدادات الخصوصية في أجهزتنا، والتحقق بشكل دوري من أي تغييرات محتملة من الشركات التي نأتمنها على حياتنا الرقمية.
قبل أن يطرأ أي تغيير في الخصوصية يصبح من حق المستخدمين الحصول على إيضاحات مفصلة ومطمئنة، وربما يكون من الحكمة أن تبادر جوجل سريعًا لتوضيح ما يحدث بشكل أكثر شفافية، لتزيل اللبس الحاصل لدى مستخدميها. ربما لو استخدمت جوجل عبارات أكثر تحديدًا في رسائلها من قبيل "هذه الخاصية ستتيح خيار استخدام جيميني في إرسال رسالة نصية فقط بعد إذنك المباشر"، لكان ذلك كافيًا لإبعاد الشكوك عن المستخدمين ومنحهم راحة البال التي يستحقونها.