جيل Z ينقلب على زوكربيرغ وماسك: شبكة صينية جديدة تخطف الأضواء وسط احتمالية حظر تيك توك

3 د
بدأ الشباب الأمريكي وخاصة "الجيل زد" بالانتقال من تيك توك إلى شياوهونغ شو.
توجه المستخدمون استباقيًا إلى شياوهونغ شو بسبب مخاوف من حظر تيك توك.
لم توفر المنصة الصينية نسخة مخصصة للأمريكيين مما يعوق الاستخدام بسبب اللغة.
يزيد انتشار شياوهونغ شو قلق الجهات التنظيمية حول سلامة البيانات ومحتوى المستخدمين.
مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة غامض بينما يبحث الشباب عن بدائل في العالم الرقمي.
فجأةً، وفي مشهد لم يكن متوقعاً في عالم منصات التواصل الاجتماعي، بدأت فئة الشباب الأمريكي، وخاصة الجيل المعروف باسم "الجيل زد"، تتحرك بسرعة من تطبيق "تيك توك" إلى منصة صينية واعدة تدعى "شياوهونغ شو" (المعروفة أيضاً باسم RedNote). خطوة فاجأت عمالقة صناعة منصات التواصل مثل مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك؛ اللذان ربما ظنّا أنهما أحكما قبضتهما على توجهات الشباب الأمريكي.
هذا التحوّل جاء كرد فعل استباقي من الشباب والمستخدمين المؤثرين خوفاً من أن تُغلق منصة "تيك توك" نهائياً في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الإغلاق المحتمل مرتبط بمخاوف أمنية تتعلق بالبيانات الشخصية والأمن القومي. وفي ظل هذه الحالة من القلق، بدأت فئات كبيرة من المستخدمين، تحديداً المؤثرين في مجالات مختلفة، بالانتقال بكثافة إلى منصة شياوهونغ شو، التي تجمع بين مميزات تطبيقات شهيرة مثل إنستغرام وبينترست.
ويتزايد القلق مع اقتراب المهلة التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشركة بايت دانس المالكة لمنصة تيك توك، كي تبيع عملياتها الأمريكية لشركة أمريكية أخرى. كانت الفترة النهائية المحددة بتاريخ 19 يونيو 2025؛ ورغم تأجيلها عدة مرات، لا يزال احتمال الحظر قائماً، ما يجعل مستخدمي تطبيق الفيديو الشهير يشعرون بعدم اليقين والضبابية تجاه المستقبل.
وهذا يدفع بالمستخدمين نحو البحث عن بديل فعّال يوفر لهم استمرارية في التأثير والتواصل مع ملايين المتابعين. وخلال 48 ساعة فقط، تمكن تطبيق شياوهونغ شو من استقطاب أكثر من 700 ألف مستخدم أمريكي جديد، والذي يُبرز بوضوح القلق الكبير للمستخدمين من تبعات الحظر المحتمل لتيك توك. ويُذكر أن هذه الزيادة الهائلة كانت بسبب انتقال ما يُطلق عليهم "لاجئو تيك توك"، وهم مؤثرون هجروا المنصة استباقاً لخطر فقدان جمهورهم ومصدر دخلهم الرئيسي.
لكن ورغم هذه الزيادة المفاجئة في المستخدمين، فإن مستقبل المنصة الصينية الحديثة في السوق الأمريكية لا يخلو من عقبات جدية. أولى هذه العقبات هي غياب نسخة مخصصة للمستخدمين الأمريكيين، ما يجعل التعامل مع المنصة صعباً بسبب اللغة، لذا فإن معظم المحتوى لا يزال باللغة الصينية. كما أن تطبيق شياوهونغ شو يخضع تماماً للقوانين الصينية، وبالتالي فهو يفرض رقابة صارمة على المحتوى المنشور، وهو ما لم يعتد عليه المستخدم الأمريكي الذي تعود على سياسات أقل تقييداً في تطبيقات مثل تيك توك.
إلى جانب كل هذه التحديات، فإن ازدياد شعبية شياوهونغ شو في الولايات المتحدة قد يلفت أنظار الجهات التنظيمية الأمريكية، والتي سبق لها أن سلّطت الضوء على منصة تيك توك تحديداً بسبب التخوف المرتبط بسلامة بيانات المستخدمين واستخدامها لأغراض أخرى. ما يعني احتمالية أن تواجه المنصة الجديدة نفس التدقيق والمتابعة اللذين واجهتهما تيك توك سابقاً.
في الختام، يبقى مصير تيك توك في الولايات المتحدة غامضاً؛ لكن الواضح حتى الآن أن جيل الشباب الأمريكي بدأ بالفعل رحلة البحث عن بديل يحفظ له مكانته في العالم الرقمي، ما قد يدفع منصات كبرى مثل شياوهونغ شو إلى العمل بجدية أكبر لسد هذه الثغرات ومعالجة مشكلات اللغة والرقابة، وذلك في محاولة لاحتضان هذا الاندفاع الكبير من المستخدمين الجدد بأفضل صورة ممكنة. ومن المستحسن مستقبلاً أن تركز هذه المنصة على تطوير نسخة إنجليزية عملية وسهلة الاستخدام مع تخفيف الرقابة المفرطة، وهو الأمر الذي سيكون المعيار الحاسم لاستمراريتها ونجاحها في السوق الأمريكي سريع التغير.