“خطة ثورية: فيزيائي أمريكي يطرح خطة تصل برواد الفضاء إلى المريخ في 90 يوماً فقط!

4 د
طرح عالم فيزياء أمريكي خطة توصل المريخ خلال 90 يوماً فقط.
يعتمد النهج على صواريخ "ستارشيب" والطرق الفضائية لا الصواريخ المتطورة.
تركز الخطة على تنسيق دقيق في الأرض وتخفيف الإشعاعات الكونية.
التحديات تشمل تنظيم عمليات الإطلاق وتوفير الوقود في الفضاء.
تقصير مدة الرحلة يقلل من المخاطر الصحية لرواد الفضاء.
منذ أن بدأ الإنسان يُحدّق في السماء متسائلاً عن سر النجوم والكواكب، ظل كوكب المريخ حلماً مثيراً للمخيلة؛ لكن دائماً ما كانت المسافة الطويلة التي تستغرق بين ستة إلى تسعة أشهر هي العقبة الرئيسية التي تحدُّ من تحقيق هذا الحلم. أما اليوم، فقد يجد البشر أنفسهم على أبواب ثورة حقيقية في استكشاف الفضاء، تجعل الوصول إلى الكوكب الأحمر ممكناً في 90 يوماً فقط.
هذا المحور الاستثنائي من الأفكار هو نتيجة جهود عالم الفيزياء الأمريكي جاك كينجدون، من جامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي. اقترح كينجدون حديثاً خطة نظريةً لرحلة أسرع إلى المريخ يمكنها تقليل زمن السفر إلى ثلاثة أشهر فقط، بدلاً من الأشهر التسعة المعتادة، دون الحاجة إلى تكنولوجيا متقدمة خيالية أو محركات غير موجودة بعد.
السر في الطريق، لا في الصاروخ!
قد تظن أن تقصير الرحلة بهذا الشكل الكبير يتطلب صواريخ سريعة أو متطورة للغاية، ولكن المفاجأة في فكرة كينجدون أنه اعتمد على نفس الصواريخ الكيميائية التي تطورها شركة سبيس إكس حالياً، والمسماة "ستارشيب". تتميز هذه المركبة الفضائية الضخمة عن غيرها بقدرتها على حمل حمولة ثقيلة والعودة مجدداً إلى الأرض لإعادة الاستخدام، مما يقلل من تكاليف الرحلات الفضائية بشكل ملحوظ.
ركز كينجدون في خطته الجديدة على فكرة بسيطة وعملية تسمى "مشكلة لامبرت"، وهي مسألة تقليدية في علم الملاحة الفضائية، تساعد المختصين في إيجاد أفضل مسار بين نقطتين في الفضاء. بحسب هذه الخطة، فإن اختيار موعد إطلاق مناسب وتحديد السرعة المطلوبة بدقة يمكن أن يختصر الزمن الإجمالي لرحلة المريخ بشكل كبير، ما يعني – بصراحة – أن السر الحقيقي ليس في الصاروخ بل في الطريق إليه!
وهذا يقودنا إلى أن إنجاح الخطة لا يكفيه مجرد تقليل زمن الرحلة، بل يتطلب تمهيداً قوياً يشمل تحضيرات دقيقة ومنظَّمة.
ومن أجل تنفيذ هذه الرؤية الطموحة، يحتاج المشروع إلى قرابة 45 عملية إطلاق في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع فقط. يشمل ذلك أسطولاً مكوناً من ست مركبات فضائية؛ اثنتان تحملان رواد الفضاء، وأربع أخرى تُرسل محملةً بالمعدات واللوازم المعيشية، بهدف تجهيز كل شيء على الكوكب الأحمر قبل وصول الطاقم البشري.
هنا تتجلى الحاجة إلى عملية تنسيق دقيقة جداً في مدار الأرض المنخفض، حيث سيتم إعادة تزويد هذه المركبات بالوقود مرة أخرى، استعداداً للتوجه نحو المريخ. ورغم تعقيدات الترتيب والتنظيم، فإنّ التقنية المطلوبة متاحة اليوم، إذا نجحت عمليات التنسيق الدقيقة والإطلاقات المتتالية.
وبعيداً عن الجانب اللوجستي، فإن أهمية تقصير وقت الرحلة لا تنحصر فقط في توفير الوقت، بل إن لها انعكاسات حقيقية على حياة رواد الفضاء أنفسهم.
لماذا سرعة الوصول مهمة حقاً؟
حين يتعرض رواد الفضاء للإشعاعات الكونية على مدار أشهر الرحلة، يتزايد خطر الإصابة بأضرار صحية خطيرة مثل السرطان ومشاكل في التركيز وفقدان كثافة العظام. الواقع أن تقليل مدة السفر إلى ثلاثة أشهر فقط يقلل بشدة من هذه المخاطر الصحية، والتي تمثل عاملاً أساسياً في نجاح أي رحلة فضائية طويلة.
ولكن بالطبع: كل ميزة ولها تحدٍ مقابل. فإن زيادة عدد المركبات والمنظومات المعنية في المهمة الواحدة يرفع أيضاً من احتمال حدوث مشاكل؛ من فشل في عمليات الإطلاق إلى أخطاء في الالتحام والتزود بالوقود في الفضاء الخارجي.
ومع وضع هذه التحديات نصب أعيننا، يتشكل السؤال: هل يستحق الأمر فعلاً تقليل زمن الرحلة بشكل كبير لمواجهة هذه التعقيدات؟ وكيف يمكن للإنسان التأقلم مع إيقاع السفر الفضائي السريع هذا؟
لا شك أن حلم الوصول إلى المريخ بسرعة أكبر يفتح آفاقاً جديدة للبشرية، ويقربنا من فتح فصل جريء في تاريخ استكشاف الفضاء. لكن في الوقت ذاته، فإن الاستعداد الجيد، والعمل التدريجي، والالتفات إلى التفاصيل التقنية الدقيقة ضرورية لتحويل هذا الحلم الجميل إلى واقع ملموس وآمن.
وربما لتوضيح الصورة أكثر وتقوية الترابط بين الفقرات، يمكن إضافة جملة انتقاليّة توضح الانتقال الطبيعي بين فوائد سرعة السفر والتحديات التي قد تنشأ عنها، والتأكيد على شيء بسيط مثل أن "كل تقدم علمي يحمل معه تحديات جديدة تحتاج إلى حلول مبتكرة"، فبهذه الطريقة تزداد واقعية ومرونة النص.
في النهاية، يبقى وصول الإنسان إلى المريخ خلال ثلاثة أشهر خطوة محتملة بشكل كبير. والتحديات رغم جديتها وقوتها، ليست مستحيلة، طالما وُجدت الرغبة والطموح والتخطيط العلمي المحكم. والمستقبل ربما أقرب مما نتوقع، فهل حان الوقت فعلاً لبدء العد التنازلي لرحلتنا الأولى نحو جارنا الأحمر؟