داعًا لالتقاط الشاشة خلسة… Teams يطلق ميزة أمان جديدة في الاجتماعات

3 د
أعلنت مايكروسوفت عن ميزة جديدة تمنع أخذ لقطات شاشة للاجتماعات على "تيمز".
سيتم إصدار هذه الميزة تدريجياً على جميع الأنظمة التشغيلية بحلول يوليو 2025.
يعتمد النظام على تحويل شاشة الاجتماع إلى سوداء، لمنع التقاط المحتوى.
تكمل الميزة الجديدة إجراءات الأمان الحالية دون تقديم حماية كاملة.
تعزيز الوعي بأمن البيانات الشخصي يبقى الأكثر أهمية للوقاية التكنولوجية.
تخيل أنك في اجتماع عمل عن بعد وتناقش مع زملائك مشروعاً حساساً أو معلومات سرية، وتتفاجأ لاحقاً بأن تسريبات لهذه البيانات خرجت بسبب التقاط صور للشاشة أثناء الاجتماع. هذه السيناريوهات شائعة بالفعل وربما اختبرتها في حياتك المهنية، وهو ما دفع عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت إلى التفكير جدياً بحلول لهذا الأمر من خلال برنامجها الشهير للاتصال عن بعد "مايكروسوفت تيمز".
مايكروسوفت أعلنت مؤخراً أنها بصدد إطلاق تقنية جديدة لتطبيق الاجتماعات الافتراضية Microsoft Teams، هدفها منع المستخدمين من أخذ لقطات شاشة (سكرين شوت) للمحتوى الحساس الذي يُعرض خلال الاجتماعات. وحسب تصريح من الشركة ضمن خطة عمل Microsoft 365 الجديدة، فإنه اعتباراً من يوليو 2025 سيبدأ إدراج هذه الخاصية بشكل تدريجي لجميع المستخدمين حول العالم على أنظمة التشغيل أندرويد و iOS ونظامي ويندوز وماك، وحتى عبر نسخة الويب.
وتعمل الخاصية الجديدة، وفق شرح الشركة، عند محاولة المستخدم أخذ صورة للشاشة خلال الاجتماع، إذ يتحول حينها فوراً نافذة الاجتماع إلى شاشة سوداء تماماً وبالتالي لا تُلتقط أي صورة من المحتوى المُعروض. وبالنسبة لمن يحاول دخول الاجتماع عبر منصات أو أنظمة تشغيل غير مدعومة أو غير متوافقة، سيتم تحويل مشاركته تلقائياً إلى وضع "الصوت فقط"، ما يجعله غير قادر على الوصول للمواد الحساسة بصرياً.
هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها في مجال حماية الخصوصية، فقد أعلنت شركة ميتا (الشركة الأم لـ واتساب وفيسبوك) الشهر الماضي عن ميزة مشابهة باسم "الخصوصية المتقدمة للمحادثات" على واتساب، والتي تهدف لوقف محاولات حفظ محتوى الوسائط المتداولة في الدردشات أو تصدير البيانات من المناقشات الحساسة، بهدف تعميق حماية بيانات المستخدمين.
لكن رغم هذه الإجراءات الأمنية المشددة، لا يزال المحللون الأمنيون يحذرون أن مثل هذه الإجراءات لا تؤمن حماية كاملة؛ فببساطة يمكن لأي شخص يرغب حقاً بسرقة المعلومات أو التقاط محتوى الشاشة أن يلجأ لحلول جانبية، مثل استخدام كاميرات خارجية أو أجهزة محمولة أخرى لتصوير الشاشة بشكل مباشر. كما يمكن استخدام أنظمة افتراضية (Virtual Machines) وهي برامج تُشغل نظام التشغيل بشكل مستقل على نظام حاسوبي آخر، مما يسمح للشخص التقاط الشاشة من النظام الرئيسي خارج بيئة الاجتماع.
هذا القلق يعيدنا لتذكير الشركات والمؤسسات دوماً بضرورة عدم الاعتماد الكلي على التقنيات وحدها لحماية المعلومات، حيث أن الحلول الأمنية التقنية يجب أن تكملها سياسات واضحة ومُلزمة للمشاركين وعمليات توعية مستمرة حول أهمية المسؤولية الفردية في أمن البيانات.
وفي السياق ذاته، من المفيد أن تتابع مايكروسوفت تطوير ميزات إضافية في Teams لتعزيز الاستخدام الفعال والآمن، وخاصة خدمة "Copilot" الجديدة التي ستوفر قريباً مزايا تحويل نصوص الاجتماعات إلى ملخصات صوتية، مع إمكانية اختيار المتحدثين وضبط نبرة الصوت وطول الملخص وفق الحاجة.
بشكل عام، ورغم أن ميزة منع التقاط الشاشة قد لا تضمن حماية كاملة، إلا أنها خطوة إيجابية جداً من مايكروسوفت لحماية خصوصية المستخدمين والمحتوى الحساس الذي يتم تداوله. وبينما تتنافس الشركات التقنية الكبرى في تقديم حلول أمنية أكثر تقدماً، يبقى تحسين الوعي بمسؤولية المستخدم وتعزيز ثقافة حماية البيانات العنصر الأهم والمكمل لأي سياسة أمنية ناجحة في المستقبل القريب.