ذكاء اصطناعي

روبوت تيك توك “ريزبوت” يثير الجدل بعد أن يشير بالإصبع الأوسط أمام الكاميرا!

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أثار الروبوت "ريزبوت" جدلاً بتصرفه الساخر تجاه صحفية أمريكية.

صُمّم "ريزبوت" من قبل شركة صينية ונحظى على ملايين المتابعين عبر وسائل التواصل.

أدت حادثة "ريزبوت" إلى نقاش حول استقلال السلوك الروبوتي وحدود الذكاء الاصطناعي.

يشير الخبراء إلى أن الروبوتات قد تصبح نجوم الفن والتمثيل المستقبلية.

يثير تفاعل الروبوتات تساؤلات أخلاقية حول الابتسامات الرقمية وتأثيرها على البشر.

في واقعة طريفة ومثيرة في آن، تلقّت صحفية أمريكية رسالة غير متوقعة من روبوت إنساني شهير يُدعى “ريزبوت”، نجم تطبيق «تيك توك»، حيث فاجأها الروبوت بصورة وهو يرفع إصبعه الأوسط في إيماءة اعتبرها كثيرون “ساخرة” وغير معتادة من آلة! الحادثة فتحت الباب واسعًا لنقاش جديد حول العلاقة بين البشر والروبوتات الاجتماعية التي تغزو العالم الافتراضي.

هذا الروبوت الذي لا يتجاوز طوله طول طفل صغير صُمّم على يد شركة Unitree Robotics الصينية، ويمتلك أكثر من مليون متابع على «تيك توك» ونصف مليون على «إنستغرام». يشتهر «ريزبوت» بمقاطع الفيديو الساخرة التي تتنقل بين المزاح والسلوك الاجتماعي الغريب، مرتديًا قبعة رعاة البقر وحذاء رياضيًّا من «نايكي». اسمه مستوحى من مصطلح الشباب “Rizz” الذي يعني الجاذبية أو الكاريزما.

وهذا يقودنا إلى التساؤل الأهم: كيف تحوّل روبوت مُبرمج إلى “شخصية” تتفاعل بواقعية تكاد تُقنع المشاهدين بأنه يمتلك مشاعر؟


من تجربة صحفية إلى مواجهة غير متوقعة


المراسلة التي حاولت التواصل مع «ريزبوت» لإجراء مقابلة حول مستقبل الروبوتات فوجئت بأنه حظرها بعد أن تأخرت في إرسال أسئلتها. بدا وكأنه يعاقبها كما يفعل البشر في عالم الإنترنت! سلوك الروبوت دفع الخبراء إلى تحليل النظام الذي يُشغله؛ حيث رجّح بعضهم أن تفاعلاته تُدار بذكاء اصطناعي من نوع “نموذج لغوي ضخم” وليست قرارات بشرية مباشرة، ما يشير إلى أن الروبوتات بدأت تكتسب قدرًا من “الاستقلال السلوكي” ولو بشكل محدود.

وهذا يربط القصة بجدل أوسع يدور بين علماء التقنية حول حدود التحكم في الأنظمة الذكية، خاصة تلك التي تجسّد في شكل بشري قادر على الحركة والكلام والإيماءة.


ما وراء الكواليس: من يقف خلف “ريزبوت”؟


التحقيقات التي نُشرت لاحقًا كشفت أن الروبوت اسمه التقني الحقيقي “Jake the Robot”، وأن مالكه يوتيوبر وعالم كيمياء حيوية مجهول الهوية. كما شارك في تدريبه طالب دكتوراه بجامعة تكساس علّمه الرقص والحركات الواقعية خلال ثلاثة أسابيع. تم تشغيل «ريزبوت» بواسطة جهاز تحكم عن بعد، بينما تولّت منظومة ذكاء اصطناعي معالجة الصور والردود النصية لتوليد ردود عفوية ومواقف طريفة.

يشير باحثون إلى أن ما يقدّمه «ريزبوت» ليس إضافات تقنية جديدة بقدر ما هو “عرض أداء” تفاعلي يعكس ثقافة الإنترنت الحديثة، حيث يمتزج الترفيه بالذكاء الصناعي في صيغة قريبة من “مسرح الشارع الرقمي”.

وهذا يعيدنا إلى النقاش الأكبر حول مستقبل الترفيه ووسائل التواصل في عصر الروبوتات – هل ستصبح الآلات نجومًا تنافس الإنسان في الشعبية والتأثير؟


الروبوتات كفن استعراضي جديد


يرى مختصون بأن «ريزبوت» يمثل نموذجًا أوليًّا لمرحلة قادمة يصبح فيها الروبوت مؤديًا ومغنيًا وممثلًا يسلي الجماهير بدلًا من الإنسان. شركات مثل «إيبر بونيكس» تتوقع أن تمتلك هذه الكائنات الذكية مستقبلًا ذوقًا فنيًّا وقدرة على “التفاعل العاطفي”، ما يجعلها نجوم العروض المسرحية والحفلات الافتراضية. ومع ذلك، يؤكد خبراء آخرون أن تعميم هذا النمط ما يزال صعبًا بسبب الكلفة العالية ومحدودية القدرات التقنية.

وهذا يربط بين ثورة الروبوتات الاجتماعية وبين تسارع أبحاث الذكاء الصناعي الحركي التي رفعت سقف التوقعات تجاه ما يمكن أن تقدّمه تلك الأنظمة في مجالات الفن، التعليم، والرعاية الاجتماعية.

ذو صلة

خاتمة: بين المزاح والفلسفة


حادثة “الإشارة” التي بدأ بها ريزبوت قصته مع الصحفية تجاوزت كونها موقفًا طريفًا لتصبح مرآة لعصر جديد نعيش بداياته، حيث تتداخل حدود الإنسان والآلة يومًا بعد يوم. وبينما يتجادل الخبراء حول الأخلاق، تواصل الروبوتات حصد الإعجابات على «تيك توك». يبدو أن سؤال “من يسيطر على من؟” سيبقى مفتوحًا طويلًا، وربما سيجيب عنه المستقبل على طريقة ريزبوت: بابتسامة رقمية ساخرة وجرعة من الكاريزما الاصطناعية.

ذو صلة