ذكاء اصطناعي

سام ألتمان يعلنها: طرح GPT-5 هذا الصيف، التحديث الذي قد يغير كل شئ

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلن سام ألتمان عن إطلاق GPT-5 في الصيف القادم، مما يثير الترقب.

خفضت OpenAI حصة ميكروسوفت فجأة من 49% إلى 33% في الإيرادات المستقبلية.

فازت OpenAI بعقد دفاعي كبير لقيمة 200 مليون دولار مع وزارة الدفاع الأمريكية.

تهدف الشركة لتوحيد منصات GPT في واجهة واحدة شبيهة بـ iOS.

تسعى OpenAI للهيمنة في قطاع الذكاء الاصطناعي وخرق مجالات جديدة.

تخيّل أنك تتصفح هاتفك بهدوء، وفجأة تقرأ الخبر المتداول: "سيتم طرح GPT-5 غالباً في الصيف القادم". هكذا أعلن سام ألتمان رئيس شركة OpenAI بهدوء، لكن وراء هذه الكلمات البسيطة قصة كبيرة تغير كل شيء تقريباً في عالم الذكاء الاصطناعي. وفي الحقيقة، الأمر أكثر عمقاً بكثير من مجرد تطوير نموذج تقني جديد.

في البداية، يبدو الخبر مبشراً لمحبي التقنية: نموذج ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً على الأبواب. لكن المثير للدهشة هو ما يحدث في كواليس الاتفاقيات الكبرى. كانت ميكروسوفت قد استثمرت 13 مليار دولار أمريكي في OpenAI، ونتيجة لهذا الاستثمار، حصلت على 49% من الأرباح المستقبلية، إضافةً إلى نصيب كبير من عائدات المنصة. لكن OpenAI قامت بخطوة جريئة وغير متوقعة، إذ خفضت حصة ميكروسوفت فجأة من 49% إلى 33%، وطالبت بإنهاء حقوقها في الإيرادات والملكية الفكرية مستقبلاً. خطوة كهذه تُعتبر بمثابة هزة عنيفة و"انقلاب" في الشراكة بينهما.

والأمر لا يتوقف هنا. فبينما كان الناس منشغلين بالنقاش حول الجيل الخامس من منصات الذكاء الاصطناعي مثل GPT-5 وما سيقدمه من ميزات جديدة، كانت OpenAI في الواقع تحقق نصراً استراتيجياً كبيراً آخر، هذه المرة مع وزارة الدفاع الأمريكية. فقد فازت مؤخراً بعقد دفاعي ضخم بلغت قيمته 200 مليون دولار لمدة سنة واحدة فقط. للمقارنة، أكبر عقد لـشركة Palantir، المتخصصة في البيانات وتحليلها للحكومات، يُقدّر بحوالي 210 ملايين دولار سنوياً. هذه الخطوة تعني دخول الذكاء الاصطناعي إلى عمق العمل العسكري، وتوسع نفوذ OpenAI بشكل لافت.

ونقطة مثيرة أخرى في حديث ألتمان نفسه عندما سُئل عما سيميز GPT-5 عن النسخ السابقة: أجاب ببساطة أن التحديث الجديد قد لا يكون تقنياً بالغ الحداثة، بل ربما يكون مجرد تحسين كبير على النموذج الحالي GPT-4.5. هذا بالإضافة إلى إعلانه نية الشركة توحيد منصات GPT في واجهة واحدة، شبيهة بنظام iOS الموحد من آبل، مما يعزز سيطرة OpenAI على قطاع التطبيقات والبرامج المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

التحركات الاستراتيجية التي تقوم بها OpenAI تركز حالياً على ما هو أبعد بكثير من مجرد تقنية أفضل أو ميزات لغوية أكثر تطوراً. تبدو الشركة مهتمة اليوم بأن تصبح عنصراً أساسياً في البنية التحتية التكنولوجية العالمية من خلال إعادة صياغة قواعد السوق والشراكات بل وحتى التوسع إلى القطاع العسكري والحكومي.

إن هذه التحولات السريعة تغير الكثير، ليس فقط بالنسبة للشركات التقنية الكبيرة بل ستؤثر في حياة الأفراد اليومية بطرق ربما لم نتوقعها من قبل. فبالنسبة لرياديي الأعمال والشركات الصغيرة في الذكاء الاصطناعي، ستكون المنافسة أصعب بكثير بسبب الحجم الضخم لسيطرة OpenAI والتوسع عبر قطاعات متعددة. أما المستثمرون، فيواجهون واقعاً جديداً مع "سيطرة تدريجية" تحدث بسرعة تفوق التوقعات لأي لاعب واحد في سوق حساس مثل الذكاء الاصطناعي.

وماذا يعني هذا للمستهلك العادي؟ باختصار، الذكاء الاصطناعي قد لا يكون شيئاً واضح الظهور بعد الآن، بل سيتغير ليصبح جزءاً غير مرئي في جميع التطبيقات والأنظمة التي نستخدمها، بدءًا من التطبيقات اليومية المعتادة وصولاً إلى الأنظمة والبرامج الحكومية والعسكرية.

ولعل السؤال الأهم والملح الآن هو: هل نحن أمام نشأة أول احتكار حقيقي واضح وصريح في ميدان الذكاء الاصطناعي؟ هذا السؤال يفرض نفسه بقوة، خاصة مع هيمنة OpenAI المتزايدة، التي تبدو وكأنها تتجه بسرعة نحو تسيد السوق التكنولوجي الجديد بلا منازع.

ذو صلة

وأخيراً، ربما يكون الوقت مناسباً للتأمل في هذه التطورات ومحاولة فهم ما تعنيه حقاً لنا كمستخدمين وشركات وحكومات. التغير القادم ليس مجرد إصدار تقني جديد مثل GPT-5، بل مرحلة جديدة كلياً تُصبح فيها إمكانيات الذكاء الاصطناعي جزءاً من نسيج حياتنا وأعمالنا اليومية دون أن نلاحظ ذلك.

وفي المستقبل، قد يكون من المفيد التركيز أكثر على تبسيط المصطلحات التقنية للقارئ العادي، وربما تضمين إضافات موجزة حول كيف ستؤثر هذه التحولات على الحياة اليومية بصورة أكثر عمقاً وشمولية، مما يمنح القارئ نظرة أوسع وأكثر ثراءً للمشهد التقني وتطوره المتسارع.

ذو صلة