سام ألتمان يلوّح بـ”Uno Reverse” في وجه فيسبوك.. ويبدو أنه لا يمزح

3 د
تشير التقارير إلى أن "OpenAI" قد تطلق منصة اجتماعية منافسة لوسائل التواصل.
بدأت الفكرة كمزاح من المدير التنفيذي لـ OpenAI في منصات التواصل الاجتماعي.
يواصل ألتمان محادثات مع خبراء خارجيين لقياس ردود الفعل حول المشروع الجديد.
يمكن أن يشهد المشروع تغيراً كبيراً في ديناميكية التواصل الاجتماعي مستقبلاً.
خلال الأيام الأخيرة، ظهرت تقارير مثيرة تشير إلى أن شركة "OpenAI"، الشركة المنتجة لتطبيق المحادثة الشهير ChatGPT، قد تدخل إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إطلاق تطبيق أو منصة اجتماعية خاصة بها. ما يجعل الأمر أكثر إثارة للاهتمام هو أن هذه الفكرة، التي بدت في الماضي مجرد مزحة عابرة من سام ألتمان الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، تبدو اليوم أكثر واقعية مما كان يتوقع البعض.
كيف بدأت القصة؟
في شهر فبراير الماضي، أعلنت شركة "ميتا"، الشركة الأم لفيسبوك، أنها تعمل على تطبيق ذكاء اصطناعي مستقل ينافس تطبيق محادثة ChatGPT من إنتاج شركة OpenAI . كان واضحاً من إعلان ميتا عن هذا التطبيق الجديد، أن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ يضع خطة طموحة تسعى إلى إيصال مساعدها الرقمي المزوّد بالذكاء الاصطناعي إلى أكثر من مليار مستخدم بحلول نهاية عام 2025.
حينها، علق سام ألتمان، رئيس OpenAI، على هذا الإعلان بطريقة ساخرة قليلاً، من خلال تغريدة على منصة "X"، قائلاً:
"حسناً، ربما يجب أن نطلق تطبيقاً اجتماعياً نحن أيضاً".
ثم في تغريدة تالية، ذكر بابتسامة ساخرة أنه سيكون من الطريف جداً لو بدأت فيسبوك بخوض منافسة معنا، وقمنا بالرد عليها بحركة "أونو" الشهيرة في لعبة الورق، في إشارة ساخرة لعكس الهجوم والقيام بخطوة غير متوقعة.
مزحة تتحول إلى مشروع جاد؟
في البداية، تعامل الجميع مع تصريحات ألتمان كنكتة أو رد فعل ساخر على خطوة ميتا الجديدة، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن هذه المزحة قد تكون مشروعاً جدياً داخل مقرّ OpenAI . وفقاً لتقرير حصري لموقع "ذا فيرج"، فإن OpenAI بدأت فعلياً تطوير نموذج أولي لمنصة اجتماعية ترتكز على دمج إمكانات ChatGPT في توليد الصور والمحتوى مع منصات التواصل الاجتماعي.
ويضيف التقرير أن سام ألتمان نفسه بدأ بإجراء محادثات خاصة مع متخصصين وخبراء من خارج الشركة، لقياس ردود الفعل المبدئية عن هذا المشروع، ومعرفة وجهات النظر المختلفة قبل اتخاذ أي خطوة رسمية.
هل ستنجح الفكرة؟
التوجه الجديد لشركة OpenAI إذا ما تم تأكيده، قد يغيّر ديناميكية المشهد بشكل كبير. فChatGPT الذي استطاع مؤخراً تجاوز "إنستغرام" و"تيك توك" كالتطبيق الأكثر تحميلاً في العالم خارج ألعاب الهاتف، يمتلك قاعدة شعبية واسعة وثقة عالية من المستخدمين.
لكن، إدخال ميزاته إلى منصة اجتماعية تفاعلية قد يحمل مخاطرة مختلفة؛ خصوصاً وأن شهرة ChatGPT حتى الآن تأتي من كونه مساعد ذكي غير مرتبط بالتشويشات التقليدية لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإشعارات والإعلانات والتفاعلات الاجتماعية المختلفة.
علاقات متوترة ومنافسات شرسة!
على الجانب الآخر، تأتي هذه الأخبار في وقت تشهد العلاقات بين سام ألتمان وإيلون ماسك توترات متواصلة. فمعركة قانونية تدور حالياً بين الاثنين، تتضمن دعاوى واتهامات متبادلة. وفي فبراير الماضي، حين اقترح إيلون ماسك شراء OpenAI مقابل قرابة 97.4 مليار دولار، نشر ألتمان رداً ساخراً على منصة "X" يقول فيه:
"لا شكراً، لكن إن أردت سنشتري تويتر مقابل 9.74 مليار دولار"
ورغم طرافة التغريدة، يبدو أن ألتمان قد يكون فعلاً يفكّر في اقتحام عالم التواصل الاجتماعي من باب المنافسة الحقيقية وليس مجرد المزاح.
العديد من الأسئلة تبقى دون إجابة حتى الآن: هل سنرى فعلياً منصة اجتماعية جديدة تحمل بصمة ChatGPT قريباً؟ وهل يمكن لـ OpenAI أن تهز مكانة شركات عملاقة مثل ميتا وإكس (تويتر سابقاً)؟ وحده الوقت كفيل بالإجابة. ولكن من المؤكد أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت، خاصة وأن عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أثبت لنا مراراً وتكراراً أن الأفكار الأكثر غرابة وطرافة قد تتحول فجأة إلى واقع يؤثر في حياتنا اليومية بشكل كبير.