ذكاء اصطناعي

ستيفيا ليست للتحلية فقط… بل قد تعيد إنبات الشعر أيضًا!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

كشف باحثون عن استخدام الستيفيا لتعزيز فاعلية أدوية تساقط الشعر مثل المينوكسيديل.

طوّر الفريق لاصقًا جلديًا يجمع بين المينوكسيديل ومستخلص الستيفيا لزيادة الامتصاص.

اللاصق المستلهم من تقنية الميكرونيدلينغ يوصل الدواء مباشرة لطبقات أعمق بالجلد.

أظهرت فئران مُعالجة بلاصق الستيفيا استرجاع 67% من الشعر مقارنةً بالطرق التقليدية.

ما زالت النتائج المبكرة بحاجة لتجارب بشرية للتأكد من فعالية اللاصق في العلاج.

في مفاجأة علمية قد تغيّر طريقة التعامل مع تساقط الشعر، كشف باحثون من الصين وأستراليا عن ابتكار لافت يستخدم مستخلص نبات **الستيفيا**—المشهور كمحلّي طبيعي خالٍ من السعرات—في تعزيز فاعلية الأدوية التقليدية لمشكلة الصلع، وعلى رأسها **المينوكسيديل** المستخدم في منتجات شهيرة مثل "روجين".

أوضح الفريق، بقيادة الدكتور ليفينغ كانغ من كلية الصيدلة في جامعة سيدني، أنهم طوّروا **لاصقاً جلديّاً قابلاً للذوبان** يجمع بين المينوكسيديل ومركب حلو مستخرج من نبات الستيفيا. هذا اللاصق، عند اختباره على فئران تعاني فقدان الشعر، أظهر قدرة مذهلة على زيادة امتصاص الدواء داخل الجلد وتحفيز نمو الشعر في المناطق المتضرّرة.

وهذا الانتقال من مجرد مُحلٍّ للطعام إلى أداة علاجية يمثل جسراً جديداً بين عالم **علوم الغذاء** و**الطب التجميلي**، خصوصاً في مجال **الطب التجديدي** وعلاجات فروة الرأس.


كيف يعمل المينوكسيديل ولماذا احتاج إلى "مُعزِّز"؟

يُستخدم المينوكسيديل عالمياً كعلاج موضعي للصلع الوراثي، المعروف علمياً باسم **الثعلبة الأندروجينية**، وهي حالة تنتج عن حساسية مفرطة لبصيلات الشعر تجاه هرمون **الأندروجين** ومشتقّه الأقوى **ديهدروتستوستيرون (DHT)**.
لكن يُؤخذ على هذا الدواء أنه لا يُمتص بسهولة عبر الجلد، ما يجبر المستخدمين على تكرار وضعه يومياً، إضافة إلى أن المكوّنات المساعدة مثل الكحول أو **البروبيلين غلايكون** قد تسبّب تهيّجاً وحكة وجفافاً في فروة الرأس.

ومن هنا جاء تفكير العلماء في الاستعانة بآلية أكثر ذكاءً لتحقيق الامتصاص الأمثل من دون آثار جانبية، وهو ما قادهم إلى فكرة اللاصق القابل للذوبان.


لاصق الستيفيا: تكنولوجيا دقيقة بتأثير "الوخز المجهري"

استلهم الباحثون تصميم اللاصق الجديد من تقنية **الميكرونيدلينغ** (الوخز بالإبر الدقيقة)، وهي طريقة طبية معروفة تساعد في تنشيط الدورة الدموية وتحفيز نمو الشعر من خلال إحداث ثقوب مجهرية في الجلد.
لكن بدلاً من وخز الجلد يدوياً، استخدموا في اللاصق إبرًا دقيقة من مركب **الستيفيوسيد**، وهو المكوّن الأساسي في نكهة الستيفيا. وعند ذوبان اللاصقة، تعمل هذه الإبر على إيصال المينوكسيديل مباشرة إلى طبقات أعمق من الجلد.

ربط الباحثون بعد ذلك نتائجهم بتجارب المقارنة باستخدام **فئران عُولجت بهرمون التستوستيرون** لمحاكاة الصلع الوراثي البشري. وكانت النتائج مدهشة: بحلول اليوم الخامس والثلاثين من الاختبار، استعادت الفئران التي استخدمت لاصق الستيفيا نحو 67% من الشعر في المنطقة المعالجة، مقارنةً بـ25% فقط في الفئران التي استخدمت مينوكسيديلاً تقليدياً.

وهذا التطور اللافت يوحي بإمكانية تبنّي الستيفيا كـ"معزّز امتصاص" طبيعي في مجال **العلاجات الجلدية** و**مستحضرات التجميل الطبية**.


دراسات أولية وآفاق علاجية واعدة

على الرغم من أن النتائج المنشورة في مجلة *Advanced Healthcare Materials* تعتبر مبكرة، فإنها تفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية تفاعل المركبات النباتية مع الأدوية الموضعية.
ويشدّد الدكتور كانغ على أن الاختبارات البشرية ضرورية قبل اعتماد اللاصق كعلاج متاح، لأن دورات نمو الشعر وخصائص الجلد لدى البشر تختلف كثيراً عن القوارض.

ذو صلة

ويأمل الفريق في أن تساعد هذه التقنية على **تقليل جرعات الاستخدام** وعدد المرات اليومية للعلاج، مما يجعل التزام المرضى أسهل ويقلل التهيّج المرتبط بالمينوكسيديل.

في النهاية، يبدو أن **الستيفيا** لم تعد مجرّد مكوّن يضيف نكهة للحياة، بل ربما تكون قريباً مفتاحاً ذهبياً لحل واحدة من أكثر المشكلات الجمالية شيوعاً. وبينما ينتظر العالم نتائج التجارب السريرية المتوقعة، يظلّ هذا الابتكار مثالاً على كيف يمكن للطبيعة أن تلهم الطب الحديث وتحوّل أبسط النباتات إلى ثورة علاجية حلوة المذاق.

ذو صلة