سر الأفاعي!!..ما الذي يثير غريزة الخوف لدى القردة؟
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FEnglish-TemplatesDriss-Jabar-99.png&w=3840&q=75)
2 د
تمتلك القردة استجابة فطرية سريعة للثعابين، والحراشف تلعب دورًا أساسيًا في ذلك.
زاد تعديل صور السمندل بإضافة جلد الثعابين من سرعة استجابة القرود لها.
قد يكون جلد الثعابين مؤشرًا بصريًا تطوريًا يعزز القدرة على تقييم الخطر.
تُمثل الثعابين تهديدًا رئيسيًا للبشر، مما يبرز أهمية نظام اكتشافها الفطري.
أظهرت دراسة جديدة أن القرود، مثل البشر، تمتلك قدرة فطرية على التعرف على الثعابين بسرعة فائقة. وتشير هذه الدراسة إلى أن الحراشف تعدّ مؤشرًا بصريًا رئيسيًا يساعد الرئيسيات في رصد هذه التهديدات الزاحفة.
أجرى عالم الإدراك، نوبويوكي كاواي من جامعة ناغويا في اليابان، تجارب على ثلاثة قرود يابانية (Macaca fuscata) لم يسبق لها رؤية زواحف أو برمائيات حقيقية من قبل، بل شاهدت صورًا لثعابين في تجربة سابقة. وكما كان متوقعًا، استجابت القرود بسرعة أكبر لصور الثعابين مقارنةً بصور السمندل، أثناء اختبار قائم على مكافآت للتعرف على الصور.
لكن المفاجأة كانت عندما عدّل الباحثون صور السمندل لتظهر وكأنها مغطاة بجلد الثعابين. حينها، استجابت القرود لهذه الصور بسرعة توازي استجابتها لصور الثعابين الحقيقية، مما يشير إلى أن الحراشف تمثل عاملاً بصريًا محوريًا في استثارة الغريزة الدفاعية.
التجربة واستخدام الصور
استخدم الباحث صورًا بالأبيض والأسود لثلاث فئات: صور السمندل، الثعابين، والسمندل المغطى بجلد الثعابين. وأوضح كاواي:
"سبق وأثبتنا أن البشر والرئيسيات يمكنهم التعرف على الثعابين بسرعة، لكن لم نكن نعرف العامل البصري الأساسي الذي يؤدي إلى هذا الاستدراك."
وأضاف:
"القرود لم تظهر استجابة أسرع للسمندل، الذي يشبه الثعابين في الشكل والطول، إلا بعد تعديل الصور لتبدو مغطاة بجلد الثعابين."
نتائج تدعم نظرية "اكتشاف الثعابين"
تشير الأبحاث السابقة إلى أن البالغين وحتى الأطفال الصغار يظهرون استجابة دماغية سريعة للأجسام المنحنية عديمة الأطراف، مثل الثعابين، مقارنة بأنواع أخرى من المؤثرات البصرية. ويبدو أن جلد الثعابين يمثل عاملاً إضافيًا تتعرف عليه الرئيسيات بشكل فطري عند تقييم التهديدات.
في دراسة سابقة، وُجد أن القرود تظهر ردود فعل سلبية تجاه جلد الثعابين، مما يدعم الفكرة القائلة بأن أسلاف الرئيسيات طوروا نظامًا بصريًا قادرًا على التعرف على الحراشف كخاصية مميزة للثعابين.
خطر الثعابين وتأثيرها على التطور
من المثير للدهشة أن الثعابين تمثل التهديد الأكبر للبشر مقارنة بالحيوانات الأخرى، حيث تتسبب في حوالي 94,000 حالة وفاة سنويًا، مقارنة بـ 14 وفاة فقط نتيجة هجمات أسماك القرش في عام 2023.
يجعل هذا التهديد المستمر من القدرة على اكتشاف الثعابين مهارة أساسية للبقاء على قيد الحياة. حتى الرضّع بعمر 7 أشهر يظهرون استجابات دماغية عندما يرون صور الثعابين، حتى لو لم يكونوا قد رأوها من قبل.
وختامًا، يقول كاواي في دراسته المنشورة:
"تتسق هذه النتائج مع نظرية اكتشاف الثعابين، والتي تشير إلى أن الثعابين مثلت ضغطًا تطوريًا قويًا دفع لتطوير تعديلات في النظام البصري للرئيسيات، مما مكّنها من اكتشاف الثعابين بشكل أسرع وأكثر كفاءة."