سرّ غامض في أقمار كوكب أورانوس: جميع الأقمار لها جانب مشرق وجانب مظلم!

3 د
فوجئ العلماء بسر اكتشاف غامض في أقمار كوكب أورانوس يناقض النظريات السابقة.
أظهرت دراسة حديثة عبر تلسكوب هابل أن الجوانب الأمامية للأقمار ليست الأشد إشراقًا.
طرح العلماء نظرية "حاجز الغبار"، حيث تمنع تراكم الغبار على الجوانب الأمامية.
المغناطيسية الفريدة لأورانوس تجعل تفاعل أقماره مع الإلكترونات معقدًا وغير متوقع.
تفتح الدراسة آفاقًا جديدة لفهم تفاعلات أقمار أورانوس باستخدام تلسكوب جيمس ويب.
فوجئ العلماء مؤخرًا باكتشاف سرّ غامض في أقمار كوكب أورانوس، وضع النظريات السابقة أمام علامات استفهام محيرة. فعلى عكس كل التوقعات، أظهرت دراسة حديثة باستخدام تلسكوب هابل الفضائي أن نصف هذه الأقمار الأكثر إشراقًا لم يكن هو المنتظر.
في كوكب أورانوس الغريب الذي يُعرف بميله المحير والذي يجعله قريبًا في حركته من كرة متدحرجة، تدور حواليه خمسة أقمار رئيسية كبيرة؛ هي ميراندا، وأرييل، وأومبريال، وتيتانيا، وأوبيرون، سُمّيت جميعها وفقًا لشخصيات كتبها شكسبير. هذه الأقمار الجليدية كذلك تواجه دومًا جانبًا ثابتًا نحو أورانوس، فيما يُعرف بـ "الإقفال المدّي" وهي ظاهرة مألوفة كحال قمرنا مع الأرض.
على إثر هذا الإقفال يصبح لكل من هذه الأقمار "جانب أمامي" متقدم خلال دورانها و"جانب خلفي" متأخر. وكانت النظرية المتعارف عليها تفترض أن الإلكترونات القادمة من الحقل المغناطيسي القوي لأورانوس سوف تتراكم بشكل طبيعي على الجوانب الخلفية للأقمار وتجعلها تبدو داكنة أكثر، في حين أن الجانب الأمامي يُفترض أن يكون أكثر إشراقًا. هذه المرة، وجد العلماء أنفسهم أمام حقيقة جديدة غير متوقعة!
فبحسب النتائج المفاجئة التي توصلوا إليها عبر تلسكوب هابل، كانت الجوانب الأمامية لأقمار أورانوس لا تختلف في سطوع أو حتى أكثر قتامة من تلك الخلفية، والأغرب أنه في تيتانيا وأوبيرون كانت الوجوه الخلفية أكثر إشراقًا وليس الأمامية. هذا الاكتشاف يقلب الصورة السابقة تمامًا ويُرغم الباحثين على إعادة التفكير في نماذجهم عن هذه الأقمار.
ولكن كيف نفسر هذه الظاهرة الغريبة؟ هنا يطرح العلماء فكرة جديدة أسموها "حاجز الغبار"، حيث يفترضون أن جزيئات صغيرة وغبار من آثار نيازك متراكمة عبر ملايين السنين تضرب الجوانب الأمامية للأقمار مثل الحشرات حين ترتطم بزجاج السيارة أثناء سيرها على الطريق السريع. وربما تكون هذه الآلية قد أدت لمنع تراكم طبقات غبارية سميكة، ما أدى لخفض سطوعها مقارنة مع ما كان متوقعًا.
ومن المعلوم منذ زمن أن لأورانوس ميدانًا مغناطيسيًا فريدًا من نوعه بين كواكب المجموعة الشمسية. فالنشاط المغناطيسي لأورانوس مائل بشدة وأقرب لكونه فوضويًا، ما يجعل من المستحيل تحديد الطريقة الدقيقة لتفاعل القمر مع الإلكترونات القادمة من الكوكب. يقول ريتشارد كارترايت، الباحث في جامعة جونز هوبكنز: "أورانوس كوكبٌ غريب، وتفاعله مع أقماره دائمًا ما يكون معقدًا وغير متوقع".
وبالطبع هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فروض جديدة حول طبيعة أقمار أورانوس ونوعية عمليات التفاعل التي تحدث هناك. ولا يغفل الباحثون ذكر أهمية تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديد في المستقبل القريب لدراسة أسرار هذه الأقمار بشكل أدق وتقديم تفسيرات أكثر وضوحًا عمّا يحدث هناك.
في المجمل، فإن هذه الدراسة المفاجئة لا تُجيب على جميع استفسارات العلماء حول طبيعة الغرائب المغناطيسية لأورانوس وأقماره، لكنها حتمًا تمثل بداية طريق لفهمٍ أفضل. ونظرًا لطبيعة الموضوع، قد يكون من المفيد مستقبلًا استخدام تعبيرات أقوى أو إضافة جملة تربط بين نتائج هذه الدراسة وتأثيرها على علوم الفضاء بشكل عام لتعزيز اهتمام القارئ وإضفاء مزيد من التماسك والتشويق للمقال.