شركة ByteDance تعمل على تطوير نظارات الواقع المختلط لمنافسة Meta وApple

4 د
أطلقت ByteDance نظارات واقع مختلط خفيفة الوزن توفر راحة أكبر للمستخدمين.
تستخدم النظارة تقنية الحوسبة الموزعة لوضع المعالج في جهاز منفصل بالجيب.
تقلل النظارة الجديدة زمن التأخر لتحسين تجربة الواقع المختلط للمستخدم.
تسعى الشركة لمنافسة عمالقة التقنية كـ Meta وApple بمنتجات سهلة الاستخدام.
تعمل ByteDance على مزج الواقع اليومي بالتقنية بطرق مريحة وفعالة.
يبدو أن المشهد التكنولوجي العالمي على موعد مع نقلة جديدة تقودها ByteDance، الشركة الأم لـ "تيك توك"، عبر ذراعها المتخصص في الأجهزة الذكية "Pico". أحدث تقارير الصحافة العالمية كشفت أن الشركة تعمل على تطوير نظارة واقع مختلط خفيفة الوزن للغاية، قد تعيد تعريف مفهوم الراحة وسهولة الاستخدام في هذا القطاع الذي يسيطر عليه عمالقة مثل Meta وApple.
ثورة في التصميم: الراحة تأتي أولاً
من أبرز ما يميز جهاز Pico المرتقب هو تركيزه الملفت على عامل الراحة وخفة الوزن. فالنظارة الجديدة بالكاد تبلغ 128 غراماً (حوالي 0.28 باوند)، ما يجعلها تقارع أخف نظارات الواقع الافتراضي حالياً، بل وتتفوق بفارق شاسع على نظارتي Apple Vision Pro وMeta Quest من حيث الوزن. سبب هذا التحول يرجع إلى فكرة ذكية: بدلاً من وضع المعالج وبقية العتاد داخل النظارة نفسها، قررت ByteDance توزيع ثقل الجهاز ليصبح جزء منه في قطعة إلكترونية صغيرة تحفظ في الجيب. هذه الإستراتيجية لا تقدم فقط تجربة ارتداء أفضل لساعات طويلة، بل أيضاً تسهم في زيادة انتشار النظارات الذكية بين المستخدمين العاديين، الذين غالباً ما يترددون أمام فكرة ارتداء "جهاز كمبيوتر" على رؤوسهم لساعات.
وبتلخيص هذه النقلة إلى حقل الراحة وخفة الحمل، نلاحظ كيف ترتبط معاناة المستخدمين في الماضي مع أجهزة الواقع الافتراضي الثقيلة بمحاولات ByteDance الجديدة لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية القابلة للارتداء.
معالجة متقدمة وتأخير شبه معدوم
انتقال الحديث إلى قلب التقنية، نجد أن ByteDance تولي أهمية كبرى لسرعة معالجة البيانات والاستجابة الفورية للحركات. فالنظارة تعتمد على شرائح معالجة صُمّمت خصيصاً لتخفيض زمن التأخر (اللاتنسي) إلى مستويات غير مسبوقة، وهذا عامل أساسي لمنح المستخدم تجربة واقع مختلط واقعية ومقنعة. فاللحظات الصغيرة بين حركة المستخدم وبين استجابة العالم الافتراضي قد تفسد الانغماس بالكامل إذا زادت عن الحد المقبول. وهنا تظهر الخبرة العميقة التي بنتها ByteDance على مدار سنوات عبر منصة "تيك توك" في تحسين معالجة البيانات الفورية، لتسعى الشركة اليوم إلى تطبيقها في سوق الأجهزة القابلة للارتداء بالذكاء الاصطناعي والحوسبة اللحظية.
وبالانتقال من قوة المعالجة الفورية، يمكننا رؤية الرابط المباشر بين محاولات ByteDance للحد من المشاكل التقنية التقليدية وبين رؤية الشركة لمستقبل تقنيات الواقع المختلط.
الحل السحري: الحوسبة في الجيب بدل الرأس
من النقاط الجوهرية التي تعتمد عليها نظارة Pico المنتظرة، فكرة توزيع الأدوار بين النظارة وقطعة إلكترونية صغيرة تتصل بها. أغلب قوة المعالجة، والبطارية، ودوائر الحوسبة توضع في جهاز منفصل صغير الحجم يمكن حمله في الجيب، ويبقى على اتصال سلكي بالنظارة. هذا الأسلوب مشابه لتوجه شركة Meta في تطوير نظارات "Orion"، حيث يحل "الحوسبة المتفرقة" محل التصميم التقليدي المتكامل. النتيجة المتوقعة: نظارة خفيفة للغاية لا تسخن بسرعة ولا تنهك رأس المستخدم، مع قدرة معالجة قوية دون التنازل عن التصميم النحيف أو زيادة الوزن بشكل مزعج! ومن المعروف أن أبرز تحديات نظارات الواقع المعزز والافتراضي تمثلت في التبريد، والسعة المحدودة للبطاريات، وتقنيات الاتصال اللاسلكي، وجميعها تجد حلولاً في نهج ByteDance الجديد.
انطلاقاً من فكرة الحوسبة خارج الرأس، يتضح لنا كيف تحاول الشركة تحقيق توازن نادر بين الأداء الفائق وسهولة الاستخدام اليومي، لتقرب أحلام التقنيات المستقبلية من عالمنا اليومي.
صراع العمالقة: هل اقتربت نقطة التحول في الأجهزة الذكية؟
في خضم المنافسة العالمية، يبدو أن توجه ByteDance لوضع الراحة وتجربة الاستخدام في صدارة أولوياته يقحمها في مواجهة مباشرة مع Meta، التي عُرفت بمشاريعها الطموحة في الحوسبة المكانية مثل Quest وOrion، وسابقاً مع Apple التي راهنت أكثر على المزايا التقنية عالية الجودة في نظارتها Vision Pro. ما يميز ByteDance هنا أنها تراهن بوضوح على تفضيل المستخدمين لجهاز يمكن ارتداؤه طوال اليوم دون الشعور بالإجهاد، حتى وإن جاء ذلك أحياناً على حساب وفرة بعض الخصائص المتقدمة أو السعر المرتفع مثلما تفعل Apple. يُذكر أيضاً أن العوامل الجيوسياسية، خاصة في الأسواق الأمريكية، قد تؤثر على سرعة انتشار هذه التقنية، لكن من الواضح أن المنافسة ارتفعت إلى مرحلة جديدة عنوانها: من يصنع النظارة الأكثر راحة وعملية للجميع؟
وخلاصة لهذا الصراع التقني، يتضح أن الشركات الكبرى مثل ByteDance وMeta تسعى إلى تقريب الأجهزة القابلة للارتداء من نمط حياتنا اليومي، مستفيدة من الابتكار في التصميم والتكنولوجيا لمحاولة حل مشكلة الانتشار الجماهيري.
خاتمة تربط الخيوط وتفتح الباب للأفضل
مع هذه التطورات، بات من الواضح أن السباق نحو الواقع المختلط الأكثر عملية لم يعد حكراً على معركة "المزايا التقنية"، بل امتد ليشمل راحة المستخدم وسهولة الدمج في الحياة اليومية. ومع كل هذه التحسينات في التصميم والتقنية وتوزيع الحوسبة، ربما يكون من الأفضل أن تُدفَع عجلة الابتكار في اتجاه تركيز أكبر على ربط التجربة الواقعية بالافتراضية عبر جمل أكثر تماسكاً تستبدل المصطلحات التقنية البحتة بتعابير مألوفة للعامة، ما يجعل هذه النقلة النوعية في الأجهزة الذكية أقرب لفهم الجمهور، ويزيد من حماستهم لمتابعة الجديد بها وترقب المفاجآت التي تخبئها الأيام المقبلة.