ذكاء اصطناعي

صرخة عاجلة من العلماء: ارتفاع مقلق وغير مسبوق في مستوى سطح البحر ينذر بخطر قريب! ما السبب؟

محمد كمال
محمد كمال

4 د

اكتشف الباحثون خطرًا جديدًا يهدد البشرية بسبب الشعاب المرجانية.

ارتفاع منسوب البحار قد يصل لعشرة أضعاف التوقعات.

النشاط البشري يساهم بتسريع ذوبان الجليد وزيادة الظواهر المناخية المتطرفة.

الحاجة قائمة لتبني طاقة نظيفة واتباع سياسات بيئية مستدامة.

انتشار الأنواع الغازية في كاليفورنيا يهدد التوازن البيئي المحلي.

حين ننظر للمحيطات، نتخيل موجات هادئة وزرقاء لا نهائية. لكن مؤخراً، جاءت نتائج دراسات جديدة لتزعج هذه الصورة الجميلة، وتلقي الضوء على خطر كبير قد يهدد مستقبل البشرية.

فقد كشف باحثون من جامعات مرموقة في أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، بعد دراستهم لعينات من الشعاب المرجانية القديمة التي عُثر عليها بالقرب من جزر سيشيل قبالة السواحل الإفريقية، عن تفاصيل مقلقة قد تقلب التوقعات المدروسة مسبقًا حول ارتفاع مستوى سطح البحر.

تشير الدراسة إلى أنه في آخر فترة تاريخية كانت فيها درجات حرارة الأرض مشابهة لما نشهده اليوم، وتحديدًا قبل حوالي 122 ألف عام، لم ترتفع مستويات البحر ببطء وبشكل تدريجي، بل في موجات سريعة واندفاعات قوية. وأكثر من ذلك، فقد يخالف الواقع التوقعات الحكومية الأمريكية التي تقدر ارتفاع البحار بـ1.3 متر فحسب مع نهاية هذا القرن، إذ قد يصل الارتفاع إلى عشرة أضعاف هذا الرقم بحسب الدراسة الجديدة.

لذلك يحذر الباحثون بجدية قائلين: "هذا ليس بالأمر المبشر إطلاقاً لمستقبلنا". وقد صرحت بذلك أندريا داتون، المختصة بعلم الأرض من جامعة ويسكونسن ماديسون للمنصة العلمية "Earth.com".


العلاقة بين النشاط البشري وارتفاع البحار

لكن لماذا تمثل هذه التحذيرات قلقاً حقيقياً لنا؟ الإجابة تكمن في الرابط القوي بين النشاط البشري وارتفاع مستوى البحار، فالتلوث الناتج عن مصادر الطاقة غير النظيفة يؤدي إلى تسخين المحيطات، ما يسرّع ذوبان الجليد ورفع مستويات البحر. ارتفاع درجات حرارة المحيطات يعني أيضاً المزيد من الظواهر المناخية الحادة المدمرة كالأعاصير وحرائق الغابات.

وإذا لم نتحرك سريعاً، فقد يصبح الوضع أكثر سوءاً، خاصة مع الأخذ في الاعتبار العدد الكبير للسكان الذين يعيشون بالقرب من المناطق الساحلية—نحو ثلاثة مليارات شخص حول العالم يسكنون على بُعد أقل من 200 كيلومتر من فيضان محتمل قد يهدد منازلهم.

وهذا يربط بين ما اكتشفه العلماء مؤخراً، وما نلاحظه بالفعل من تأثيرات الكوارث الطبيعية في حياتنا اليومية.

تفاصيل الأدلة الجديدة التي كشفتها الشعاب القديمة تؤكد أهمية الانتقال السريع نحو استخدام طاقة نظيفة، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الملوثة والتي تسبب انبعاثات تؤدي إلى احترار الكوكب.

ويدعو الباحثون ليس فقط الحكومات، بل الجميع أيضاً إلى اتخاذ إجراءات عاجلة— بدايةً من الحوار مع الأصدقاء والعائلة، مروراً باتخاذ خيارات مسؤولة في الاستهلاك، ووصولاً إلى تطبيق سياسات بيئية مستدامة.

في المقابل، ظهرت مخاطر أخرى لا تقل خطورة عن تغير المناخ، تتمثل في انتشار أنواع غريبة دخيلة على مناطق ليست لها. وهو الأمر الذي يقودنا لقضية أخرى هامة اكتُشفت مؤخراً في الولايات المتحدة.


العثور على سحلية غازية ضخمة تهدد البيئة في ولاية كاليفورنيا

فقد تفاجأ متنزهون في حديقة جوزيف جراند بولاية كاليفورنيا عند مشاهدة سحلية "تيجو" الأرجنتينية الضخمة، وهي من الأنواع الغازية المقحمة من الخارج إلى البيئة المحلية. وعلى الرغم من أنها ليست خطراً مباشراً على البشر، إلا أن وجودها يشكل خطورة شديدة على الأنواع المحلية، إذ تأكل البيض والصغار للكائنات الأخرى وتؤدي إلى خلل بيئي كبير.

توجهات العلماء والمسؤولين واضحة ومباشرة: "إذا شاهدتها، لا تقترب منها وأبلغ حراس الحدائق فوراً". ويبدو أن القانون قد يحتاج لتعديل في تلك الولاية حول مسألة اقتناء هذا النوع من الحيوانات، خاصة إذا تزايد عدد هذه السحالي في الطبيعة.

وهو ما يربط بين الاكتشافات البيئية البحرية وحالات الأنواع الغازية، فكلاهما يؤكد الحاجة الماسة لسياسات بيئية أكثر جدية وسرعة في التطبيق.


مختصر الصورة: جرس إنذار للجميع

إن التغيرات الحاصلة في مناخ كوكب الأرض تستدعي منا تحركاً فورياً. صحيح أننا قد لا نستطيع إيقاف ارتفاع مستويات البحار بشكل كامل الآن، لكن بإمكاننا وبجهودنا المشتركة الحد من وتيرتها وتأثيرها. كذلك الحال بالنسبة للأنواع الغازية، فبإمكاننا منع انتشارها من الأساس باتباع سياسات أكثر وعياً.

ذو صلة

ولعله يكون من المفيد أن ندمج تعابير أقوى كاستخدام "تهديد" بدلاً من "مشكلة" للتأكيد على خطورة الوضع بشكل أوضح. ويستحب أيضاً تكثيف الربط بين مشكلتَي ارتفاع مستوى البحر وانتشار الأنواع الدخيلة؛ ليبقى القارئ مدركًا للأهمية الكبيرة للسعي نحو عالم مستدام.

في الختام، لنتذكر دوماً أن إنقاذ المستقبل بيدنا جميعاً عبر اتخاذ خيارات أكثر ذكاءً، ووعي أكبر تجاه عالمنا وبيئتنا المشتركة.

ذو صلة