على عكس منصة إيلون ماسك.. Threads من ميتا تراهن على الروابط

تتجه منصات التواصل الاجتماعي اليوم نحو المنافسة الشرسة لكسب المستخدمين، خاصة منشئي المحتوى، الذين يبحثون بشكل دائم عن أفضل الطرق للوصول إلى جمهورهم. ومؤخراً، برز اختلاف واضح في إستراتيجيات منصتي "Threads" التابعة لشركة ميتا ومنصة "X" المملوكة لرجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، خصوصاً في ما يتعلق بنشر ومشاركة الروابط.

في الوقت الذي أكدت فيه منصة "X" (تويتر سابقاً) أنها تخفض من وصول المنشورات التي تحتوي على روابط خارجية، سعياً من ماسك لبقاء المستخدمين طويلاً داخل التطبيق، قررت شركة ميتا اتباع إستراتيجية معاكسة بشكل كامل. أعلنت "ميتا" هذا الأسبوع عن إجراءات مهمة تعزز وتوجه الاهتمام نحو الروابط الخارجية عبر منصتها "Threads"، في خطوة جريئة تبدو موجهة مباشرة لكسب المستخدمين الذين انزعجوا من تقييدات منصة ماسك.

وهذا يقودنا إلى فهم أفضل للتحديث الجديد الذي يشكل نقطة تحول مهمة. حيث بات بإمكان مستخدمي "Threads" الآن وضع ما يصل إلى خمسة روابط خارجية ضمن الصفحة الشخصية، في مقابل رابط وحيد تسمح به منصة "X" في العادة. تخيل مثلاً أن يمكنك نشر روابط حساباتك على منصات أخرى، أو موقعك الشخصي، أو حتى روابط لآخر المقالات التي نشرتها مباشرةً في حسابك بشكل واضح، ودون الحاجة للاستعانة بخدمات وسيطة مثل "لينك تري".

ليس ذلك وحسب، بل إن ميتا قد أطلقت ميزة جديدة أخرى لتساعد المستخدمين على قياس مدى نجاح الروابط المنشورة بشكل دقيق؛ ستوفر المنصة حالياً إحصاءات توضح مدى تفاعل الزائرين مع الروابط الموجودة في الملف الشخصي أو المدرجة داخل المنشورات، ما سيمنح صناع المحتوى معلومات قيمة تمكنهم من تعزيز أدائهم والوصول بشكل أساسي إلى جمهور أوسع.

ويبدو أن توجهات ميتا هذه المرة واضحة، إذ تؤكد الشركة بوضوح أنها ستدفع بمنشورات تحتوي على روابط خارجية عبر خوارزميتها للتوصية بشكل أكبر، عكس النهج السلبي أو "القليل القيمة" الذي كانت تستخدمه قبل ذلك. هذا التوجه الجديد يعد جزءاً من جهد مستمر تبذله ميتا مؤخراً لدعم صناع المحتوى على جميع تطبيقاتها، مثل فيسبوك وإنستغرام، لإتاحة الفرصة لهم للوصول بمشاريعهم إلى شرائح أكبر من المتابعين.

وبالطبع سنترقب معاً قريباً ما إذا كانت هذه التحولات الذكية في سياسة "Threads" ستنجح بالفعل في جذب منشئي المحتوى، واستقطابهم من منصات أخرى مثل منصة "X" أو حتى الصاعدة "بلوسكاي". وفي جميع الأحوال، فإن قرار ميتا هذا يمثل رسالة مباشرة إلى ماسك وغيره، مفادها أن إهمال الروابط الخارجية قد يصبح نقطة ضعف واضحة يمكن استغلالها بسهولة من قبل المنافسين.

في الختام، يعد إعلان ميتا هذا خبراً مهماً لكافة صناع المحتوى والمستخدمين المهتمين بالتسويق الرقمي وبناء الجمهور. ومع أن هذه التغيرات تشكل خطوة إيجابية وواعدة، فقد يكون من المفيد مستقبلاً لشركة ميتا مزيد من التركيز الواضح على سهولة الاستخدام لجعل هذه الميزات أكثر فاعلية، وربما إيجاد تسميات أو خيارات أكثر وضوحاً تساعد في تيسير التعامل مع خاصية الروابط الجديدة، لجعل التجربة أكثر انسيابية للمستخدم العادي.