عناكب سفاحة تخدع ضحاياها بدمى من اليراعات الذكور!

2 د
اكتشف علماء أن عنكبوت Araneus ventricosus يستخدم اليراعات كخدع لجذب الفريسة.
يحوّل العنكبوت الذكور لليراعات إلى مرسلي إشارات ضوئية تجذب الآخرين.
هذا التلاعب يُعتبر دراسة جديدة للتفاعل بين المفترسات والفرائس عبر الإضاءة الحيوية.
الأبحاث تشير إلى أن العنكبوت يستغل الإشارات الكيميائية لتغيير وميض اليراعات.
تشير النتائج إلى درجة متقدمة من التكيف البيئي واستراتيجية الاصطياد المتطورة.
في واحدة من أغرب الحيل الطبيعية التي التقطها العلماء مؤخراً، اكتشف فريق بحثي في الصين واليابان وكوريا أن نوعاً من العناكب يعرف باسم **Araneus ventricosus** لا يكتفي بصيد اليراعات، بل يحوّلها إلى أدوات خداع حيّة لجذب مزيد من الفرائس إلى مصيدته.
من خلال المراقبة الميدانية، تبيّن أن هذا العنكبوت يمسك باليراعات الذكور ثم somehow يدفعها إلى إطلاق إشارات ضوئية مطابقة لتلك التي تستخدمها الإناث عادة لجذب الشركاء. النتيجة أن المزيد من الذكور يندفعون إلى الشبكة، اعتقاداً منهم أنهم يتجهون إلى إناث مستعدة للتزاوج.
وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فهم جديد لدور **الإضاءة الحيوية** في التفاعل بين المفترسات والفرائس.
كيف يعمل الخداع البيولوجي؟
في الظروف الطبيعية، يستخدم ذكر اليراع ومضات متعددة عبر مصباحين في بطنه ليجذب الإناث، بينما تكتفي الأنثى بومضة منفردة عبر مصباح واحد. هنا يأتي دور العنكبوت: بعد أسر ذكر اليراع، يتغير نمط وميضه ليحاكي إشارة الأنثى. العلماء رجّحوا أن هجوم العنكبوت المميز – عبر اللف والعض – قد يحرّك مواد عصبية تجعل اليراع يغيّر سلوكه الضوئي بهذه الطريقة.
وهذه النتائج تربط بين **التواصل الكيميائي** وبين قدرة العنكبوت على التلاعب بالسلوك الطبيعي لفرائسه، ما يكشف مستوى متقدم من التكيّف في العلاقات البيئية.
خدعة تتجاوز المصادفة
المثير أن الباحثين لاحظوا أن شبكات تحتوي على عناكب نشطة أو يراعات محتجزة كانت تجذب عدداً أكبر بكثير من اليراعات الحرة، مقارنة بالشبكات الخالية. هذه المعطيات تنقض فرضية أن اليراعات العالقة تبعث إشارات استغاثة، وتؤكد أن ما يحدث هو تضليل ممنهج يضاعف معدل الصيد.
هذا يربط بين **استراتيجيات المفترس** ونجاحه في استغلال لغة الإشارات البصرية التي تطورت أساساً للتكاثر.
حين يصبح “التلاعب” أسلوب بقاء
الأبحاث السابقة أوضحت أن بعض العناكب من نوع Cyclosa تستخدم بقايا الحشرات لبناء دمى على شكل عنكبوت لتخويف الأعداء. لكن تصرّف Araneus ventricosus يكشف عن مستوى مختلف تماماً من الدهاء: جعل كائن حي يرسل إشارات مزيّفة في خدمة المفترس نفسه.
وهذا الانتقال من الخداع السلبي إلى **التلاعب النشط** بالكائنات الحية الأخرى يؤشر إلى مدى تنوع الابتكارات التي طوّرتها الطبيعة عبر ملايين السنين.
في الختام، يبدو أننا أمام فصل جديد في دراسة السلوك الحيواني، حيث يلتقي **الذكاء التطوري** مع التلاعب بالإضاءة الحيوية داخل منظومة بيئية بالغة التعقيد. وبينما يظل سمّ هذا العنكبوت غير ضار بالفقاريات مثل الإنسان، إلا أن قدرته على تحويل ضحاياه إلى طُعم حي تذكّرنا بأن الطبيعة لا تنفك تفاجئنا بحيل تتجاوز الخيال.









