ذكاء اصطناعي

غوغل وآبل وسناب في حالة صدمة: Meta تكشف أكثر مما ينبغي

غوغل وآبل وسناب في حالة صدمة: Meta تكشف أكثر مما ينبغي
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

أثار تقديم ميتا لبيانات سرية تخص جوجل وآبل وسناب غضب الشركات الثلاث.

ووصفت آبل تصرفات ميتا بـ"الأخطاء الفادحة" نظرا لعدم حماية معلوماتها بشكل كاف.

اتهمت سناب ميتا بالاستهتار في التعامل مع خصوصيات الشركات الأخرى.

وعدت ميتا بمراجعة المعلومات السرية من طرف ثالث لتجنب تكرار المشكلة.

لا تزال فصول معركة ميتا القانونية مع هيئة مكافحة الاحتكار بالولايات المتحدة مستمرة، لكن يبدو أن أحداث المحكمة قد بدأت بالفعل تتخذ منعطفًا غير متوقع، بعدما أثارت الشركة العملاقة استياء وغضب شركات تكنولوجية كبرى مثل جوجل وآبل وسناب.


لكن ما الذي حدث بالضبط وأثار كل هذا الاستياء؟

ففي الجلسة الافتتاحية للمحاكمة هذا الأسبوع، قدّمت ميتا مجموعة من المواد والعروض التقديمية التي من المفترض أنها احتوت على معلومات سرية تخص شركات أخرى. والمفاجئ في الأمر، أن هذه المعلومات ظهرت مُغطّاة بشكل سطحي جدًا، لدرجة أن أي شخص لديه معرفة بسيطة في برامج التحرير استطاع بسهولة إزالة هذه التغطيات وكشف محتوياتها بالكامل.


ردود فعل غاضبة من الشركات المتضررة

لم تتأخر الشركات المعنية كثيرًا في التعبير عن استيائها مما حدث، فقد وصف محامي شركة آبل هذه التصرفات بأنها "أخطاء فادحة"، وأعرب بوضوح عن شكوكه في إمكانية الوثوق بميتا في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع البيانات والمعلومات الداخلية الحساسة لآبل.

من جهتها، لم تكن جوجل أقل غضبًا، إذ وجّه محاميها اللوم بصورة مباشرة إلى فريق ميتا على التساهل في التعامل مع معلومات سرية، معتبرًا أن تصرف ميتا عرض خصوصيتها للخطر وكان من الممكن أن يُسبب للشركة ضررًا كبيرًا.

أما شركة سناب، التي تدير تطبيق Snapchat الشهير، فقد ظهرت أكثر استياء وغضبًا. واتهم محاموها ميتا بالتعامل مع قضيتهم بكثير من الاستهتار وقلة الحرص على معلومات الشركات الأخرى، متسائلين قائلين:


"لو كانت هذه معلومات تتعلق بميتا ذاتها، هل كانت ستتعامل معها بنفس الاستخفاف؟"

وأضافوا أنهم يرون هذه التصرفات نوعًا من التجاهل المقصود لخصوصية الشركات الأخرى.


تبرير غير مقنع من ميتا

في محاولة منه لامتصاص الغضب الحاصل وتهدئة المخاوف، صرّح مارك هانسن، محامي ميتا، بأن الشركة ستنظر في إمكانية الاستعانة بطرف ثالث مستقل بعيد تمامًا عن فريق المحاكمة للقيام بمهمة مراجعة وإخفاء المعلومات الحساسة مستقبلًا، لتجنب تكرار هذا الإرباك.

ورغم هذا الوعد، فالأمر لم ينته بعد، لأن سناب كانت قد أعربت مسبقًا - حتى قبل قضية الوثائق السرية الأخيرة - عن استيائها من ميتا، متهمة إياها بتسريب معلومات وصفتها بـ"السرّية" خلال بيانات افتتاحية سابقة في المحاكمة، الأمر الذي نفته ميتا.

وكشف هانسن عن سبب عدم إخطاره سناب بشأن تقديم معلومات تخصهم في المحكمة، مشيرًا إلى قناعته الشخصية بأن سناب تقف إلى جانب هيئة مكافحة الاحتكار وتعد منافسًا مباشرًا، ولذلك لم يكن من المناسب - من وجهة نظره - إخطار سناب بما سيُعرض في المحكمة.


ما أهمية المعلومات المسربة؟

ربما قد تتساءل الآن: هل كانت هذه المعلومات التي تم كشفها فعلًا تستحق هذا الجدل الكبير؟

فعليًا، لم تتضمن الوثائق المسربة تفاصيل شديدة الحساسية، بل اقتصرت - على سبيل المثال - على معلومات عامة مثل إشارة للإقبال الكبير من مستخدمي هواتف آيفون على تطبيق رسائل آبل الأصلي بدلًا من تطبيقات منافسة، إضافة إلى بيانات تشير إلى نمو تطبيقات منافسة مثل تيك توك.

لكن بالنسبة لجوجل وآبل وسناب، المسألة ليست مسألة "تفاصيل حساسة جدًا" بالضرورة، وإنما تتعلق بمبدأ الاحترام للخصوصية وعدم المخاطرة بتسريب بيانات لأي سبب كان.

ذو صلة

وحتى اللحظة، لم تعلق هذه الشركات رسميًا في البيان المُوجَّه لوسائل الإعلام، في حين رفضت شركة سناب التعليق تمامًا مكتفيةً بما قدمه محاموها في قاعة المحكمة.

يظل السؤال الأهم الآن هو كيف ستؤثر هذه الأزمة الجديدة على مستقبل العلاقة بين عمالقة التكنولوجيا؟ وهل ستتسبب أخطاء ميتا في المزيد من التوتر وعدم الثقة بين الشركات الأكثر نفوذًا في عالم التقنية؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات.

ذو صلة