ذكاء اصطناعي

في ظل توتر مع OpenAI… مايكروسوفت تتجه نحو تنويع مصادر الذكاء الاصطناعي

مجد الشيخ
مجد الشيخ

2 د

أعلنت مايكروسوفت استخدام تقنيات Anthropic في أوفيس 365، بجانب شراكتها مع OpenAI.

تأتي هذه الخطوة استجابة لتحولات الاستراتيجية والابتعاد عن الاعتماد الكلي على OpenAI.

نموذج "Claude Sonnet 4" سيعزز من إمكانيات عروض PowerPoint.

مايكروسوفت تستكشف نماذج أخرى مثل Grok من xAI ضمن خدمات المبرمجين.

تسعى OpenAI لتطوير بنية تحتية خاصة بعيداً عن اعتمادها على مايكروسوفت.

في خطوة قد تغير خريطة الذكاء الاصطناعي في العالم التقني، أعلنت مايكروسوفت أنها ستستعين بتقنيات شركة Anthropic لتضمينها في تطبيقات أوفيس 365 الشهيرة مثل وورد وإكسل وأوتلوك وباوربوينت، إلى جانب شراكتها المستمرة مع OpenAI المطورة لـ ChatGPT. هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل تمثل تحولاً استراتيجياً كبيراً بعد سنوات من الاعتماد الحصري تقريباً على حلول OpenAI في تطوير ميزات الإنتاجية الذكية ضمن برامجها.


المنافسة تشتد في سوق الذكاء الاصطناعي

تسارع الأحداث بين عمالقة التقنية جعل المشهد الآخذ بالتبلور أكثر سخونة. ولعل اختيار مايكروسوفت لدمج تقنيات منافسة مثل نموذج "Claude Sonnet 4" من Anthropic، يأتي في ظل تباعد وجهات النظر مؤخراً مع OpenAI، خاصة مع طموحات الأخيرة للاستقلال وإطلاق مشاريع بنية تحتية خاصة، وأيضاً تطويرها لمنصة توظيف قد تنافس LinkedIn التابع لمايكروسوفت. وبينما يبقى التعاون مع OpenAI في طليعة استراتيجيات مايكروسوفت، إلا أن دخول اسم جديد إلى معادلة الذكاء الاصطناعي في أوفيس 365 يعد رسالة واضحة حول أهمية تنويع مصادر الابتكار والتقنيات.


تطويرات تقنية تفتح آفاقاً جديدة

ربطاً بذلك، يرى قيادات مايكروسوفت أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة لدى Anthropic، وخاصة "Claude Sonnet 4"، تتفوق في وظائف مثل إنشاء عروض تقديمية جاذبة بصرياً عبر PowerPoint، وهو أمر لم يكن بالسهل تحقيقه سابقاً مع حلول OpenAI فقط. هذا الأمر يعكس تغيراً في النهج؛ فالشركة لم تتوقف عند Anthropic وحسب، بل سبق ووفرت نماذج أخرى مثل Grok من xAI وClaude نفسه ضمن خدمات GitHub Copilot الخاصة بالمبرمجين، كما كشفت مؤخراً عن أول نماذج ذكاء اصطناعي من تطويرها الداخلي مثل MAI-Voice-1 وMAI-1-preview، بهدف تقوية الاعتماد الذاتي مستقبلاً.


استقلالية الشركات التقنية: من يمتلك مفاتيح المستقبل؟

ذو صلة

هذا التسابق في تنويع الشراكات وتجربة نماذج الذكاء الاصطناعي المتعددة يعكس إدراك مايكروسوفت لأهمية المرونة وقوة التفاوض في مشهد دائم التغير. وفي المقابل، تسعى OpenAI هي الأخرى إلى تسيير مشاريعها بعيداً عن الاعتماد الكامل على مايكروسوفت، مثل اتجاهها لإنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع Broadcom بحلول عام 2026. هذه الخطوات تعني أن OpenAI ربما ستدير عمليات التدريب والتشغيل على بنيتها التحتية الخاصة، بدلاً من الاعتماد الحصري على خدمات Azure التابعة لمايكروسوفت.

ختاماً، يبدو أن حقبة انفراد شريك واحد في تزويد حلول الذكاء الاصطناعي العملاقة لمايكروسوفت في طريقها للانتهاء. دخول شركات مثل Anthropic ومجموعة xAI إلى هذا السباق يضيف بعداً جديداً للتنافس والابتكار في مجال الحوسبة الذكية والتعلم العميق. والمستفيد الأول والأخير من هذا الحراك المتسارع هو المستخدم، الذي سيحظى على الأرجح بمميزات أذكى وأوسع، تواكب طموحات الذكاء الاصطناعي المتطورة وتحرّر المجال من احتكار الحلول أو تقييد الخيارات، ما يعد بإمكانيات إبداعية أكبر وخدمات أكثر تنوعاً وأمناً في السنوات المقبلة.

ذو صلة