ذكاء اصطناعي

كهف نيفادا ينفجر بالصدمة… عمالقة بارتفاع 10 أقدام يخرجون للنور!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

عاد الجدل حول وجود "عمالقة" في كهف نيفادا عن من عام 1911.

اكتشافات تثير الفضول، تشمل أدوات حجرية وبقايا بشرية غير عادية.

الروايات المحلية تتحدث عن محاربين عمالقة بشعر أحمر وأنهم قد أُبيدوا.

علماء الآثار يشككون في وجود "العمالقة" بسبب نقص الأدلة العلمية القاطعة.

تظل القصة مفتوحة وتثير الفضول الشعبي حول الأسطورة والحقيقة.

في قلب صحراء نيفادا الهادئة عاد إلى الواجهة ملف أثري قديم ظل لسنوات مثيراً للجدل. القصة بدأت منذ أكثر من قرن، لكن آثارها لا تزال تشعل النقاش بين الباحثين والمهتمين بالأساطير: هل عاشت بالفعل كائنات بشرية عملاقة ذات شعر أحمر داخل كهف شمال غربي الولاية؟

منذ عام 1911، حين دخل عمال منجَم كهف “لافلوك” بحثاً عن سماد طبيعي، تحوّل المكان إلى مسرح لاكتشافات غامضة. فوسط مخلفات الخفافيش ظهرت أدوات حجرية، بقايا مومياءات بشرية غير اعتيادية، وأثار أقدام يُقال إنها تفوق حجم الإنسان الطبيعي بكثير. هذه البدايات البسيطة أطلقت رحلة طويلة من الجدل الأكاديمي والخيال الشعبي.


أسطورة تتحول إلى مادة للبحث


ما أعطى القصة زخماً أكبر هو ارتباطها المباشر بالتراث الشفهي لقبائل “البيوت” المحلية. فبحسب رواياتهم القديمة، كان هناك قوم يُعرفون باسم “سي-تي-كاه”: محاربون ضخام القامة، ذوو شعر مائل إلى الحمرة، اشتهروا بالعنف وحتى بممارسات أكل لحوم البشر. تقول الأسطورة إن تحالفاً من القبائل تمكن في النهاية من محاصرتهم داخل الكهف وأشعل النار في مدخله، لينتهي وجودهم هناك إلى الأبد. هذه الرواية الشعبية منحت الاكتشافات طابعاً أسطورياً يصعب تجاهله.
وهنا يتضح الرابط بين الحكاية المحلية واهتمام الباحثين اليوم، إذ لا يقتصر الأمر على اللقى الأثرية وحدها بل يتداخل مع ميراث ثقافي طويل.


بين العلم والتكهنات


رغم الإثارة، يتعامل معظم علماء الآثار بحذر شديد. فالكثير من القطع التي عُثر عليها حُفظت بالفعل في متاحف مثل متحف هومبولت ومتحف ولاية نيفادا، بينما ظلت عظام “العمالقة” محل شك بسبب غياب التوثيق العلمي الدقيق أو ضياع بعضها في بدايات القرن العشرين. بعض الخبراء يشيرون إلى أن تغير لون الشعر نحو الحمرة قد يكون نتيجة تفاعلات كيميائية طبيعية بعد الموت، وأن حجم البقايا المبلغ عنه ربما تضخم بفعل التفسير الشعبي أكثر من الواقع.
لكن هذا الشك العلمي يتقاطع مع فضول الجمهور، فغياب الأدلة القطعية لا يمنع انتشار التكهنات التي تربط الموضوع بكيانات أسطورية مثل “النيفليم” المذكورين في نصوص دينية قديمة.


غموض مستمر


يبقى السؤال الأبرز: أين ذهبت الجماجم والهياكل التي وصفتها تقارير صحفية في ثلاثينيات القرن الماضي؟ بعض المصادر تشير إلى أنها بيعت أو احتُفظ بها في مجموعات خاصة، بينما يرى باحثون أن غياب المعايير العلمية وقتها هو وراء ضياعها.
وهذا يعيدنا إلى النقطة الجوهرية: الغموض بحد ذاته أصبح جزءاً من القصة. فكلما تباينت الشهادات، زاد تعلق العامة بفكرة “العمالقة” وزادت رغبة الباحثين في العودة إلى الكهف والتنقيب من جديد.

ذو صلة

خاتمة


بين الأسطورة والواقع يقف كهف “لافلوك” في نيفادا شاهداً على واحدة من أكثر الحكايات الأثرية إثارة للخيال. فغياب أدلة حاسمة لم يوقف تدفق القصص، بل جعله أكثر تأثيراً في المخيلة الشعبية. ما بين الثقافة المحلية، الاكتشافات الأثرية، والبحث العلمي الدقيق، سيظل هذا الجدل مفتوحاً، وربما يحمل المستقبل اكتشافاً يوضح ما إذا كان هؤلاء “العمالقة” حقيقة تاريخية أم مجرد أسطورة متجددة.

ذو صلة