ذكاء اصطناعي

ليس ضجيجًا كما تظن… موسيقى الهيفي ميتال قد تكون علاجك النفسي الجديد!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أثبتت دراسة من جامعة بوند فوائد موسيقى الميتال في تنظيم المشاعر.

الموسيقى الصاخبة تؤدي لدخول محبيها في مجتمع متكامل وتوفر لهم الانتماء.

رغم التصورات الخاطئة، تساهم موسيقى الميتال في تعزيز التوازن النفسي وتخفيف التوتر.

تعتبر موسيقى الميتال وسيلة للتعبير الإيجابي عن المشاعر السلبية.

الضجيج الذي يراه البعض مصدر عذاب يمكن أن يكون وسيلة للسلام الداخلي.

في منتصف التسعينيات، اكتشف المراهق الأسترالي ستيف غلافسكي حبّه الأول، وكان ذلك من خلال موسيقى الروك الثقيلة. مشهد عازفي فرقة “كيس” بملابسهم السوداء ولهيب النار من فم المغني، لم يكن مجرد عرض غنائي، بل بوابة لعالم جديد من الطاقة والانتماء. منذ ذلك الحين، عاش غلافسكي مسيرة طويلة مع موسيقى الميتال، متنقلاً بين العزف والكتابة وتنظيم الحفلات وحتى إعداد البرامج الصوتية عنها.

وهنا تبدأ القصة الحقيقية للعلاقة بين الموسيقى الصاخبة والصحة النفسية. فقد سعى غلافسكي لسنوات للدفاع عن نوع الموسيقى الذي يعشقه ضد اتهامات تقليدية بأنها “مجرد ضوضاء” أو أنها “تثير العنف”. لكن المفاجأة جاءت حين أكدت الأبحاث العلمية حديثاً أن ما كان يشعر به intuitively لم يكن وهماً.


العلم يتحدث: موسيقى الميتال دواء وليست داء

دراسة حديثة أجرتها جامعة بوند في أستراليا بقيادة الباحث كيرك أولسن، كشفت أن الاستماع لموسيقى الميتال يساعد محبيها على تنظيم مشاعرهم والتعبير عن الغضب بطرق صحية، بل ويمنحهم إحساساً قوياً بالانتماء إلى مجتمع متكامل من العشاق الذين يتشاركون الشغف ذاته.

ويشير تقرير الفريق إلى أن الربط بين الميتال والسلوك العدواني هو فكرة خاطئة في الغالب، فالعامل الأكبر في العنف هو البيئة المحيطة والشخصية الفردية، وليس نوع الموسيقى بحد ذاته. وعلى العكس، فإن الميتال يعزز لدى محبيه التوازن النفسي ويعمل كوسيلة للتفريغ العاطفي.

وهذا يربط بين النتائج العلمية الجديدة وبين التجربة الشخصية للكاتب، إذ يجد كثير من محبي هذا اللون الموسيقي أن الصراخ وصوت القيثارات العالية بمثابة طوق نجاة يومي وسط حياة مليئة بالضغوط.


الميتال كنوع من العلاج النفسي

بحسب المشاركين في الدراسة، فإن الاستماع إلى الميتال لا يرفع مستوى التوتر، بل يخفضه. فالكلمات القوية والإيقاعات السريعة تمنح المستمع إحساساً بالتحكم وتساعده على تجاوز القلق أو الحزن. الأمر يشبه جلسة علاج نفسي غير رسمية، حيث يواجه المستمع مشاعره السلبية بدلاً من كبتها.

هذه الملاحظة تلتقي مع تجارب المعجبين حول العالم، من مهرجان “فاكن” الشهير في ألمانيا إلى الحفلات الصغيرة في مدنهم المحلية، حيث يتحول الغضب إلى طاقة إبداعية إيجابية.


ما وراء الصوت العالي

ربما آن الأوان لتغيير الصورة النمطية عن محبي الموسيقى الصاخبة. فهم ليسوا غاضبين كما يتخيل البعض، بل يستخدمون الميتال كوسيلة للتأمل، للتنفيس، ولتعميق الروابط الاجتماعية مع أشخاص يشاركونهم الإحساس ذاته.

ذو صلة

تشير هذه النتائج إلى أن الفن، مهما بدا متطرفاً في تعبيره، يحمل في جوهره وظيفة علاجية ونفسية عميقة. فحين يستمع أحدهم إلى مقطوعة من “سلاير” أو “ميتالكا”، قد لا يكون يتغذى على الغضب، بل يتخلص منه.

وفي النهاية، يمكن القول إن “الضجيج” الذي يزعج البعض قد يكون عند آخرين مرآة للسلام الداخلي، وأن العلاج لا يأتي دائماً على هيئة صمت أو موسيقى هادئة، بل أحياناً في أقوى النغمات وأعنف الإيقاعات.

ذو صلة