ليست مجرد ماسة… بل بطارية طبيعية بقوة 200 ميجاوات

3 د
أعلنت شركة *Nevada Gold Mines* عن محطة طاقة شمسية بقدرة 200 ميغاواط في نيفادا.
المحطة ستقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتخدم 60 ألف منزل تقريبًا.
يساهم المشروع في تقليل تكاليف التشغيل والانبعاثات الكربونية للمنجم.
تهدف *Barrick Gold* إلى تقليص الانبعاثات بنسبة 30% بحلول 2030 والحياد الكربوني بحلول 2050.
تعد المحطة نموذجًا لاستخدام الطاقة الشمسية في تقليل التلوث والانبعاثات في التعدين.
عندما تُذكر ولاية نيفادا يتبادر إلى الأذهان تاريخها الغني بالتعدين وذهبها الذي صاغ ملامح الاقتصاد الأمريكي لعقود. لكن هذه المرة لا تأتي الثروة من أعماق الأرض، بل من السماء. خبر اليوم يكشف عن مشروع طموح يَعِد بتغيير قواعد اللعبة في علاقة التعدين بالطاقة، وربما يفتح صفحة جديدة في قصة الطاقة النظيفة.
منجم الذهب يودّع الديزل
أعلنت شركة *Nevada Gold Mines* بالشراكة مع *Barrick Gold* عن تشغيل محطة طاقة شمسية ضخمة بقدرة 200 ميغاواط في قلب صحراء نيفادا. الهدف الأساسي هو تزويد أكبر منجم ذهب في الولاية بجزء كبير من احتياجاته الكهربائية، بعد أن ظل يعتمد طويلاً على الوقود الأحفوري مثل الديزل والفحم. وهذا يربط مباشرة بين خطة اليوم والخطوات التي تتجه نحو تخفيف الانبعاثات الكربونية عالميًا.
قوة تكفي لإضاءة مدينة صغيرة
المحطة الجديدة قادرة على إنتاج طاقة تكفي لتشغيل أكثر من 60 ألف منزل في الولايات المتحدة، وهو ما يعكس التحول الكبير الذي شهدته تكنولوجيا الطاقة الشمسية. لم تعد هذه التقنية مجرد مصدر مساعد، بل أصبحت منافساً حقيقياً لمحطات الغاز والنفط، بل وتتفوق في بعض الحالات من حيث القدرة والاستمرارية. وهذا يوضح كيف بات الاعتماد على الشمس خياراً عملياً وليس مجرد شعار بيئي.
أثر اقتصادي وبيئي مزدوج
بالنسبة لإدارة المنجم، لا يقتصر المشروع على كونه خطوة نحو "المسؤولية الاجتماعية"، بل يُتوقع أن يسهم أيضاً في تقليص تكاليف التشغيل. فالمعدات الثقيلة والأنظمة المعقدة التي تبقي المنجم في حالة عمل مستمر ستستمد جزءاً كبيراً من طاقتها من الشمس، مما يعني نفقات أقل وانبعاثات أقل. وهنا يظهر كيف يرتبط البُعد الاقتصادي بالبيئي في مشروع واحد.
خطط طموحة نحو الحياد الكربوني
شركة *Barrick Gold* وضعت لنفسها هدفاً بتقليص انبعاثاتها بنسبة 30% بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050. هذه المحطة تُعد إحدى الركائز الأساسية لتحقيق تلك الرؤية. ومثلما بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى بالتحول إلى الطاقة المتجددة، فإن دخول شركات التعدين على الخط يزيد الزخم ويضغط على بقية القطاع للسير في الاتجاه نفسه.
طاقة الشمس بدلاً من الوقود الأحفوري
لطالما ارتبط التعدين في أذهان الناس بالتلوث والانبعاثات، لكن محطة نيفادا الشمسية تقدم نموذجاً مغايراً: استخدام مصدر طاقة وفير ونظيف ومرتبط بطبيعة المنطقة المناخية. صحيح أن العمليات الليلية ما زالت تمثل تحدياً، إلا أن حلولاً هجينة وتقنيات تخزين الطاقة يمكن أن تغطي هذه الفجوة مستقبلاً. وهذا يربط الحاضر بالطموحات الأوسع لاعتماد الطاقات المتجددة كبديل استراتيجي طويل الأمد.
في الختام، لا يعد المشروع مجرد خطوة نحو تقليص الاعتماد على الوقود التقليدي، بل هو علامة فاصلة في الطريق إلى التعدين الأخضر. نيفادا، التي عُرفت بذهبها وفضتها، قد تتحول الآن إلى أيقونة للطاقة الشمسية، حيث تصبح الشمس المورد الأكثر إشراقاً لاقتصاد المستقبل.