ذكاء اصطناعي

مارك زوكربيرغ يعترف: تيك توك أبطأ نمو ميتا

مارك زوكربيرغ يعترف: تيك توك أبطأ نمو ميتا
مجد الشيخ
مجد الشيخ

4 د

اعترف "زوكربيرغ" بأن نجاح "تيك توك" أثر بشكل كبير على نمو "ميتا".

أكد زوكربيرغ أن تقلص الاعتماد على الشبكات الاجتماعية جاء بسبب تطور الطريقة التي يتواصل بها المستخدمون.

تسعى الشركة لإعادة التركيز على ميزات التواصل الاجتماعي الأصيلة لاستعادة مستخدمي فيسبوك.

أطلقت إنستغرام ميزة "Blend" لجعل المنصة أكثر اجتماعية واستجابة لمنافسة تيك توك.

تظل المنافسة بين "ميتا" و"تيك توك" مستمرة، مع التحديات القضائية التي تواجهها ميتا حاليًا.

في جلسة ساخنة عقدتها المحكمة الأمريكية مؤخراً، اعترف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، بأن الانتشار الكبير لتطبيق الفيديو القصير "تيك توك" كان عاملاً أساسياً في تباطؤ نمو منصات شركته، مثل فيسبوك وإنستغرام. كلام زوكربيرغ لم يأتِ مفاجئاً، فقد أشارت تقارير إعلامية بارزة إلى أن عملاق التواصل الاجتماعي عانى من منافسة قوية منذ ظهور "تيك توك" الذي تملكه شركة "بايت دانس" الصينية عام 2018.


تحدي غير مسبوق ونتائج واضحة

أثناء إدلائه بشهادته أمام المحكمة يوم الأربعاء، قال زوكربيرغ بوضوح إن نجاح تيك توك شكّل "أولوية قصوى" و"تهديداً عاجلاً للغاية" بالنسبة لشركته منذ بدايات انتشاره. وأضاف أن تأثير التطبيق الصيني كان مباشراً وسريعاً على أرقام النمو لدى منصّات "ميتا"، مما اضطر الشركة إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة هذا التحدي التنافسي الحاد.

الجدير بالذكر أن شركة "بايت دانس" استحوذت على تطبيق فيديوهات شهير آنذاك يدعى Musical.ly عام 2017 وحولته في العام التالي إلى تيك توك الذي نعرفه حالياً. وقتها أيضاً، قررت "فيسبوك" (ميتا حالياً) تغيير طريقة إعلان عدد مستخدمي فيسبوك في تقاريرها المالية، فبدأت تعتمد على مصطلح "أعداد مستخدمي عائلة التطبيقات"، ليتضمن الأرقام من إنستغرام وواتساب أيضاً، في محاولة على ما يبدو لإخفاء تراجع نمو فيسبوك نفسه.


هل انتهى زمن العلاقات الاجتماعية التقليدية؟

خلال الجلسة شهد الحديث نقطة مثيرة أخرى؛ عندما سُئِل زوكربيرغ عن نظرته لما يسمى "تأثير الشبكة" (سيطرة المنصة التي يستخدمها معظم الأصدقاء على نفسك)، أكد أن التطبيقات الاجتماعية اليوم أصبحت أقل اعتماداً على شبكات الصداقات والعلاقات الأسرية في جذب المستخدمين وباتت تميل نحو كونها أدوات للاستكشاف والمحتوى. وأضاف أن المستخدمين باتوا يتجهون إلى مشاركة المحتوى من تلك المنصات في رسائلهم ومحادثاتهم الخاصة، مؤكداً تغيّر طبيعة العلاقة بين منصة التواصل ومستخدميها.


محاولات استعادة الجوهر الأصلي لفيسبوك

لكن المفارقة ظهرت واضحة هنا، فشركة "ميتا" نفسها تقوم حالياً بمحاولات جدية لاستعادة قيمة التواصل والربط بين الأصدقاء مجدداً. مؤخراً، قدمت الشركة تحديثاتٍ جديدة لعلامة تبويب "الأصدقاء"، لتمكين المستخدمين من معرفة أحدث أنشطة أصدقائهم والتواصل معهم أكثر، وهي خطوة أسمتها الشركة "العودة إلى الجذور". في هذا السياق، أوضح زوكربيرغ في وقت سابق هذا العام أن من بين الأهداف الأساسية لسنة 2025 إعادة فيسبوك إلى ما اعتبره "الشكل والروح الأصلية" له، بهدف استعادة المستخدمين الذين ربما شعروا أن المنصة قد ابتعدت عن أهدافها الأولى.


"إنستغرام بلِند".. خطوة لمغازلة جمهور تيك توك؟

وفي سياق مرتبط، أعلنت منصة إنستغرام هذا الأسبوع عن ميزة جديدة باسم "Blend"، تمكّن المستخدمين من إنشاء قنوات خاصة لمشاهدة مقاطع "رييلز" مخصصة مع أصدقائهم المقربين. تهدف هذه الخطوة بشكل واضح إلى جعل تجربة إنستغرام أكثر اجتماعية من جديد، بعد فترة طويلة من هيمنة المؤثرين والإعلانات فيها. وفيما يبدو بصورة أو بأخرى تنافساً مباشراً مع تيك توك، فإن هذه الخدمة لا تزال في طورها الأول، لكنها تجلب شيئاً لا يمتلكه تيك توك بعد، عبر تكوين تجربة مشاهدة مشتركة ومنسقة بين الأصدقاء.


كيف تعمل ميزة Blend؟

لاستخدام تلك الخاصية الجديدة، يمكن للمستخدم بكل بساطة أن يبدأ محادثة مع شخص أو مجموعة من الأصدقاء في الرسائل المباشرة Direct Messages، ثم يضغط على أيقونة Blend، ومنها يرسل دعوة لأصدقائه أو مجموعة من الأصدقاء لمشاركة اهتمامه بالمحتوى. وبمجرد موافقة أحد المدعوين، يتم إنشاء قناة Reels مشتركة ومخصصة تعرض محتوى مُنسقاً يناسب ذوق المشاركين، بما يضفي طابعاً شخصياً ويشجع على مزيد من التواصل والتفاعل بين مستخدمي المنصة.


المنافسة إلى أين؟

ذو صلة

من الواضح أن تصريحات زوكربيرغ الأخيرة وابتكارات "ميتا" الجديدة تعكس إدراك المنصة لتحديات المنافسة المتزايدة في سوق الشبكات الاجتماعية، خاصة مع الشعبية المتزايدة التي يتمتع بها تطبيق "تيك توك". ورغم الجلسات القضائية الحالية ضد "ميتا"، والتي قد ينتج عنها تقسيم فيسبوك عن إنستغرام أو واتساب وفق التهديدات التي قدّمها محامو لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، تبقى المنافسة قائمة ومفتوحة على كل الاحتمالات.

في النهاية، الحرب بين منصات التواصل فعلياً تدور حول مدى قدرتها على فهم احتياجات المستخدمين وتقديم مزايا مبتكرة تناسب تطلعاتهم المتغيرة، فالمستقبل وحده سيكشف لمن ستكون الغلبة وهل ستنجح "ميتا" في استعادة بريقها القديم؟ أسئلة كثيرة تنتظر إجابات في الفترة المقبلة.

ذو صلة