تحديث مجاني استثنائي لمستخدمي Windows 10 من ميكروسوفت، هل يُرضي المستخدمين؟

وسط حالة من الترقب والقلق بين مستخدمي ويندوز حول العالم، أعلنت مايكروسوفت عن إطلاق عرض تحديث مجاني جديد يشمل الملايين من مستخدمي نظام التشغيل ويندوز 10، في خطوة قد تعيد رسم الخريطة التقنية للأشهر القادمة. القرار يتعلق بتوفير خيار الاشتراك في خدمة الدعم الممتد للأمان (Extended Security Updates – ESU) مجاناً، مما يمنح المستخدمين حماية إضافية لفترة أطول من المتوقع.

منذ إعلان مايكروسوفت سابقاً عن انتهاء الدعم الرسمي لنظام ويندوز 10 في منتصف 2025، بدأ المستخدمون – خاصة أولئك الذين يمتلكون أجهزة قديمة أو غير متوافقة مع ويندوز 11 – يشعرون بالتوتر حيال المخاطر الأمنية وفقدان التحديثات. مع هذا العرض الجديد الذي أتى عبر تحديث “KB5063709”، تظهر علامة “التسجيل في الدعم الممتد” داخل نافذة تحديث ويندوز، ما يتيح، بضغطة زر، للمستخدمين تمديد تلقي تحديثات الأمان حتى أكتوبر 2026 دون الحاجة للدفع، وذلك عند ربط الاشتراك مع حساب مايكروسوفت وخدمة OneDrive.

قد يتساءل البعض عن الفرق بين الدعم الرسمي المجاني والدعم الممتد (ESU). ببساطة، عندما ينتهي الدعم الرسمي، تتوقف مايكروسوفت عن إرسال تحديثات الأمان المعتادة مجاناً، ويصبح الجهاز أكثر عرضة للهجمات السيبرانية مثل البرامج الخبيثة والفيروسات والاستغلالات الأمنية. بالعادة، كان الدعم الممتد خياراً مدفوعاً فقط للمؤسسات الكبرى والشركات، لكن الآن مع هذا التعديل التاريخي، يستطيع المستخدم المنزلي أيضاً الاستفادة من تحديثات الأمان مجاناً، وهو ما يُعد انفراجة للعديد من المستخدمين حول العالم.

تصدر هذه المبادرة في وقت كانت فيه جهود انتقال المستخدمين إلى ويندوز 11 تشهد تسارعاً، خاصة بعد أن حقق النظام الجديد تفوقاً بسيطاً على ويندوز 10 بحسب بيانات Statcounter. غير أن عرض ESU المجاني أعاد هذه الخطط إلى نقطة البداية، إذ أصبح بإمكان ملايين الأجهزة القديمة البقاء على ويندوز 10 بأمان لعام إضافي على الأقل.

من الطبيعي أن تحرك هذه الخطوة المياه الراكدة في معادلة سوق أنظمة التشغيل، خاصة وأن تمديد عمر ويندوز 10 – أكثر أنظمة التشغيل استخداماً في العالم سابقاً – يمنح شريحة واسعة من المستخدمين حضوراً قوياً في مشهد الحماية الإلكترونية. وفق عدة مواقع تقنية مثل “Windows Latest”، يمكن للمستخدمين التحقق من ظهور خيار الدعم الممتد بعد تحديث النظام لأحدث نسخة. يجدر بالذكر أن تسجيل الاشتراك المجاني يتم بسلاسة، لكن بعض التقارير الأولية أشارت إلى أعطال طفيفة في نافذة التسجيل، سارعت مايكروسوفت لمعالجتها.

وهذا يعقد صورة المنافسة بين أنظمة التشغيل، حيث كانت مايكروسوفت تعول بشكل كبير على انتقال الجماهير إلى ويندوز 11، خاصة مع موجة الذكاء الاصطناعي الأخيرة وإضافة مزايا مبتكرة، لكن قرار دعم الملايين من الأجهزة القديمة مجاناً قد يؤدي إلى “تأجيل الحسم” عاماً إضافياً، وربما تشهد الإحصائيات تحولات جديدة في نسب الاستخدام خلال الأسابيع المقبلة.

الخلاصة أن الخطوة الحالية من مايكروسوفت قد تكون بمثابة إعطاء مهلة ذهبية للملايين ممن لم يتمكنوا بعد من ترقية أجهزتهم أو يفضلون بقاءهم على ويندوز 10 بسبب التوافق أو الاستقرار. ومع ذلك، سيظل المستخدمون بحاجة إلى يقظة أكبر؛ إذ أن الدعم الممتد يقتصر في النهاية على التحديثات الأمنية فقط، ولا يشمل تحسينات الأداء أو المزايا الجديدة، مما يتطلب الحرص عند التعامل مع الروابط والملفات مجهولة المصدر.

يلوح في الأفق تساؤل منطقي: هل ستتكرر حملات الإلحاح على الترقية والتحذيرات الأمنية في صيف العام المقبل؟ الأرجح أن مايكروسوفت قد أجلّت الأزمة لعام جديد، مع استمرار نصائح الأمان والحديث حول أهمية تحديث الأنظمة والبرمجيات. وحتى يحسم المستخدمون أمرهم، يبقى الدعم الممتد بمثابة طوق نجاة مؤقت في هذا السباق التقني المستعر.

بهذه المفاجأة، تربط مايكروسوفت بين طمأنة العملاء الحاليين وإعطاء نفسها مساحة لمواءمة خطط التحول نحو المستقبل الرقمي، في انتظار ما سيكشفه العام المقبل من تطورات جديدة في عالم الحوسبة وحماية البيانات.