ذكاء اصطناعي

مزاجية الرجال ليست مجرد عذر… تراجع التستوستيرون يفسر غضب الرجال بعد الأربعين

محمد كمال
محمد كمال

3 د

شتعل الغضب والعصبية بسبب انخفاض التستوستيرون وتغيرات منتصف العمر.

تشترك المتلازمة بمشاكل هرمونية وضغوط حياتية كالقلق والتوتر وفقدان الطاقة.

يُشدد الخبراء على أهمية الفحص الطبي وتغيير نمط الحياة لمواجهة المتلازمة.

قد يساعد العلاج النفسي والاستشارة في تحسين العلاقات وتقليل الآثار السلبية.

التوعية بوجود هذه المتلازمة تُجنب الاكتئاب والانتحار المتزايد لدى الرجال.

في الأعوام الأخيرة أخذنا نسمع أكثر عن ظاهرة مزاجية تصيب بعض الرجال فتجعلهم أكثر انفعالاً وعدوانية مما اعتدنا. الغضب المبالغ، العصبية اليومية، وحتى نوبات الحدة المفرطة ليست دائماً مجرد شخصية صعبة، بل قد تكون ناتجة عن حالة طبية تسمى **“متلازمة الذكر الانفعالي”** أو Irritable Male Syndrome (IMS). ورغم أن المصطلح ليس تشخيصاً رسمياً، إلا أن العديد من أطباء النفس والهرمونات يرون فيه وصفاً دقيقاً لحزمة من الأعراض مرتبطة بانخفاض **التستوستيرون** والتغيرات الهرمونية التي تصاحب منتصف العمر.

وهنا يربط الخبراء الموضوع بالتحولات الطبيعية التي يمر بها الرجل مع التقدّم في السن، وهي شبيهة بما يُعرف عند النساء بسنّ اليأس أو "انقطاع الطمث".


ما هي متلازمة الذكر الانفعالي؟


المصطلح ظهر عام 2001 على يد العالِم الاسكتلندي جيرالد لنكولن أثناء بحوثه على الكباش والغزلان، حيث لاحظ أن تراجع مستويات التستوستيرون بعد موسم التزاوج يرافقه سلوك أكثر عصبية وعداء. لاحقاً، التقط علماء النفس وأطباء الرجال هذه الفكرة ليصفوا بها التغيرات المزاجية التي يعاني منها بعض الرجال بدءاً من الأربعين وحتى الستين. الأعراض تشمل القلق، تقلب المزاج، فقدان الطاقة، ضعف الرغبة الجنسية وحتى حساسية مفرطة تجاه الضغوط اليومية.

وبما أن هذه التغيرات تحدث تدريجياً على شكل "تسريب بطيء" للتستوستيرون، فإن المريض وأسرته قد لا ينتبهون إلى وجود حالة طبية وراء الأمر إلا بعد سنوات. وهذا ما يجعل اكتشافها أكثر تعقيداً مقارنةً بمرحلة انقطاع الطمث عند النساء التي تحدث في فترة زمنية أضيق.


العوامل المساعدة وتأثير الضغوط اليومية


الأطباء يشيرون إلى أن الانحدار الهرموني ليس العامل الوحيد. فالعادات الغذائية السيئة، قلة النوم، الضغوط المهنية والعائلية، إضافة إلى العزلة الاجتماعية، كلها عناصر تسهم في تقوية دائرة الانفعال. بعض الرجال قد يعيشون أيضاً صراع هوية مرتبطاً بفقدان الكتلة العضلية أو تراجع الأداء الجسدي، ما يزيد من التوتر الداخلي ويُترجم إلى غضب خارجي.

وهذا يربط بين البُعد الجسدي والتأثير النفسي بشكل مباشر، حيث تتحول الحالة إلى تراكمات معقدة بدلاً من مجرد “سوء مزاج”.


هل من حلول؟


الخطوة الأولى، بحسب اختصاصيي الذكورة، هي **الفحص الطبي** لتحديد مستوى التستوستيرون عبر تحليل دم. إن كان هناك انخفاض، قد تساعد التعديلات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة، التغذية المتوازنة وتقليل التوتر. وفي بعض الحالات يُلجأ إلى **العلاج الهرموني التعويضي** لكن بحذر شديد وتحت إشراف طبي. المرضى يُنصحون أيضاً باللجوء إلى العلاج النفسي أو الاستشارات الزوجية لتقليل أثر هذه المرحلة على العلاقات.

وهذا يربط بين الوقاية الجسدية والدعم النفسي باعتبارهما جناحين متكاملين لتحسين جودة الحياة.


لماذا يجب أن ننتبه؟


الخبراء يحذرون من تجاهل هذه الحالة، لأن **معدلات الاكتئاب والانتحار أعلى بين الرجال في منتصف العمر** مقارنةً بغيرهم. لذلك فإن التعامل بتعاطف، وفتح قنوات حوار مفتوحة بين الرجل وعائلته، قد يصنع فارقاً كبيراً. كثير من الرجال لا يدركون أن ما يحدث لهم ليس "ضعفاً" أو "خللاً في الشخصية"، بل تغيّرات بيولوجية يمكن ضبطها.


خلاصة

ذو صلة


متلازمة الذكر الانفعالي IMS قد تكون وراء عصبية بعض الرجال وتوترهم المبالغ. الأمر يرتبط بانخفاض التستوستيرون وغيره من العوامل الحياتية، ويؤثر على العاطفة، المزاج والعلاقات العائلية. إدراك المشكلة واللجوء إلى مساعدة طبية ونفسية مبكرة لا يحمي فقط الرجل، بل ينعكس إيجاباً على أسرته ومحيطه.

ذو صلة