ذكاء اصطناعي

مضيق هرمز: لماذا قد يشعل إغلاقه حرباً عالمية ثالثة!؟

محمد كمال
محمد كمال

3 د

نعم، انها تحدث! مضيقًا مائيًا قد يصبح الشرارة الأولى لحرب عالمية ثالثة! ربما يبدو الأمر مُبالغًا فيه للوهلة الأولى، ولكن إذا كان الحديث عن "مضيق هرمز" فالأمر جدير بالتوقف والتحليل بعمق.

مضيق هرمز.. موقع جغرافي فريد من نوعه

يقع مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عُمان، ويفصل بين إيران من الشمال وسلطنة عُمان من الجنوب. تبلغ أضيق نقطة فيه حوالي 34 كم فقط، لكن هذه الكيلومترات القليلة تُعد من أهم الممرات البحرية عالميًا، فهي شريان حياة الاقتصاد العالمي. حوالي 20% من النفط العالمي يمر عبره يوميًا، أي قرابة 18 مليون برميل نفط في اليوم، وهو ما يجعل منه واحدًا من أكثر الممرات البحرية ازدحامًا وأهمية.

الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز

تكمن أهمية المضيق في كونه نقطة عبور حيوية للاقتصاد العالمي، إذ تمر منه صادرات النفط من دول الخليج الغنية مثل السعودية والإمارات والكويت وقطر. ليس هذا فقط، بل يُعد المضيق ممرًا رئيسيًا للغاز الطبيعي المُسال، وهو مصدر طاقة بالغ الأهمية للدول الصناعية الكبرى مثل الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وأوروبا.

خلال حرب الخليج الأولى والثانية، تحول مضيق هرمز إلى ساحة توتر مستمرة، وبقيت عيون العالم تراقبه، خوفًا من أن يؤدي أي توتر إلى إغلاقه وتعطيل إمدادات الطاقة العالمية، وهو سيناريو كارثي للاقتصاد العالمي.

لماذا يُمكن أن يؤدي إغلاق مضيق هرمز إلى حرب عالمية ثالثة؟

تاريخيًا وقبل الأحداث الجارية، هددت إيران أكثر من مرة بإغلاق المضيق ردًا على العقوبات أو التوترات العسكرية والسياسية، وكان آخرها في 2019 عندما ارتفع التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي. لو نفذت إيران تهديدها بالفعل، فإن ذلك يعني توقف حركة النفط بشكل كامل تقريبًا من الخليج العربي، ما يُمكن أن يتسبب في ارتفاع جنوني في أسعار الطاقة وإدخال الاقتصاد العالمي في أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

هنا يأتي الخطر الأكبر، وهو تدخل الدول الكبرى عسكريًا لإعادة فتح المضيق بالقوة، ما يعني احتمالية مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى. هذه المواجهة قد تتطور سريعًا إلى حرب شاملة، خصوصًا مع التوترات الإقليمية القائمة بالفعل في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد الضربة الأمريكية الأخيرة التي وجهتها الولايات المتحدة لمنشئات إيران النووية.

لنرجع قليلاً إلى عام 2019

لنأخذ مثالاً حقيقيًا من 2019، حين أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار فوق مياه الخليج. هدد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب برد عسكري قوي، وشهد العالم أسابيع من القلق والتوتر. ارتفعت أسعار النفط فورًا بنسبة 5% في يوم واحد، وظلت الأسواق العالمية متأهبة لأي تطور عسكري جديد.

لحسن الحظ، تراجعت حدة التوتر حينها، لكن ذلك أظهر بوضوح كيف يُمكن لأزمة بسيطة في هذا المضيق الصغير أن تهدد الاستقرار العالمي.

والآن ومع تصاعد الأحداث الجارية أصبحنا أقرب من أي وقت مضى لاغلاق المضيق رسمياً.

سيناريوهات مستقبلية

من وجهة نظر تحليلية، أي تهديد حقيقي للمضيق سيدفع القوى العالمية للتدخل السريع، سواء سياسيًا أو عسكريًا. هذا يعني أن المضيق سيظل دائمًا نقطة ساخنة يجب على المجتمع الدولي التعامل معها بحذر بالغ.

ذو صلة

يبقى مضيق هرمز نقطة ضعف كبرى في خريطة الطاقة العالمية، وأي محاولة لإغلاقه ستضع العالم على حافة الهاوية.

وكما تعلمنا من التاريخ القريب، فإن سياسة الحفاظ على استقرار هذا الممر ليس رفاهية بالنسبة للدول المستفيدة، بل ضرورة قصوى.

ذو صلة