مغامرة عائلية تقود لاكتشاف أحفورة ديناصور نادرة: طفل عمره 12 سنة يغير تاريخ كندا!

3 د
طفل كندي يعثر على أحفورة ديناصور عمرها 69 مليون عام أثناء نزهة عائلية.
الاكتشاف تم في "هورسشو كانيون" ويخص ديناصورًا صغيرًا من نوع "هادروصور".
العلماء يؤكدون أهمية الأحفورة في سد ثغرة في السجل الأحفوري الكندي.
عملية التنقيب مستمرة لاستخراج المزيد من العظام وتحليلها في مختبرات متحف "رويال تيريل".
تخيّل أنك أثناء نزهة عائلية عادية تجد نفسك وجهاً لوجه مع جزء من التاريخ يعود لملايين السنين! هذا بالضبط ما حدث مع الطفل ناثان هروشكن، البالغ من العمر 12 عاماً، والذي تحوّلت نزهته الهادئة برفقة والده في مقاطعة ألبرتا الكندية إلى اكتشاف فريد من نوعه عندما عثر صدفة على أحفورة ديناصور تعود إلى 69 مليون عام.
بدأت القصة في منطقة تسمى "هورسشو كانيون" (Horseshoe Canyon)، بينما كان ناثان يستكشف مع أبيه المنطقة الصخرية، لفت انتباهه شيء غريب يظهر من بين الصخور. عند الاقتراب والتدقيق، شعر ناثان بانبهار شديد، إذ كان واضحاً أمام عينيه أنه عظام ديناصور، شبيهة تماماً بما شاهده من قبل على شاشات التلفاز. يقول ناثان متذكراً تلك اللحظة: " كنت مذهولاً حقاً، لم أصدق ما رأيته في البداية. لم أتمالك نفسي من شدة الحماسة والدهشة."
نتائج حاسمة واكتشاف مميز للعلماء
بعد هذا الاكتشاف الأولي، تواصل الأب وابنه فوراً مع متحف "رويال تيريل" (Royal Tyrrell Museum) الشهير، وأرسلوا صورة للأحفورة للتأكد مما اكتشفه ناثان. كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة للعلماء في المتحف، الذين أكدوا سريعاً أن هذه العظام تعود لديناصور صغير من نوع "هادروصور"، أو ما يعرف بالديناصورات ذات المنقار الشبيه بمنقار البط. ويقول فرانسوا تيريان، وهو عالم إحاثة في المتحف: "ربما كانت هذه الديناصورات شائعة في ألبرتا في العصر الطباشيري المتأخر، وتنتشر حينها بنفس درجة انتشار الغزلان في منطقتنا اليوم."
ولم يكن الاكتشاف مهماً فقط لقيمته العلمية، بل لأنه يشكل قطعة مفقودة في سجل الأحافير في تلك المنطقة تحديداً. فمن المعروف عن منطقة "هورسشو كانيون" بأنها غنية بالتاريخ الأحفوري، لكن عينات من الطبقة الجيولوجية التي تعود تحديداً إلى حوالي 69 مليون عام، نادرة جداً. ويضيف تيريان متحمساً: "هذا الاكتشاف يسد ثغرة تاريخية هامة، حيث لم نكن نعرف بالضبط ما هي الديناصورات التي عاشت في هذا المكان في تلك الحقبة."
ليس هذا وحسب، فكون الأحفورة لديناصور في مرحلة عمرية صغيرة، يجعل هذا الاكتشاف أكثر فرادة وأهمية. فعادة ما تكون معظم الأحافير التي يتم العثور عليها تعود لديناصورات ناضجة بالغة، أما العثور على عينات صغيرة أو فتية فذلك أمر بالغ الندرة، ويساهم بشكل كبير في فهم أسلوب الحياة والتكوين البيئي والحيواني في تلك الفترة الزمنية.
ومع هذا الاكتشاف، بدأ الباحثون والعلماء من متحف "رويال تيريل" بالتنسيق مع "مؤسسة الحفاظ على الطبيعة في كندا" (Nature Conservancy of Canada)، بعملية تنقيب موسعة في موقع الاكتشاف. وتمكن الفريق من استخراج بين 30 إلى 50 عظمة إضافية من نفس أحفورة الديناصور الصغير، ووضعوا العظام في أغطية واقية من الجص والقماش لضمان نقلها بأمان إلى مختبرات المتحف للقيام بدراسات إضافية.
هذه الحادثة ليست وليدة الصدفة فقط، بل جاءت نتيجة شغف متواصل. يشير الأب ديون هروشكن إلى أن الأسرة معتادة على الاستكشاف سنوياً في تلك المنطقة، وأن كل زيارة تؤدي إلى اكتشافات جديدة ومثيرة. يقول مبتسماً: "كل عام نعثر على شيء أفضل من العام الماضي، والآن علينا تحدي أنفسنا لإيجاد شيء أعظم من هذه الأحفورة المذهلة."
هذا الاكتشاف الاستثنائي يشجع على زيادة الاهتمام والاستكشاف في مجالات الأحافير والإحاثة، كما يسلط الضوء على الدور المميز الذي يمكن أن يقوم به أفراد عاديون، وخاصة الأطفال، في المساهمة باكتشافات هامة قد تغير ما نعرفه عن ماضي كوكب الأرض. وبينما نحتفي بانجاز ناثان، يمكن للعائلات أن تشجع أطفالها على إبقاء عيونهم مفتوحة ومتابعة مغامراتهم بثقة، فمن يدري ربما يكون الاكتشاف العظيم التالي أقرب مما نتوقع.