ذكاء اصطناعي

من أعماق الأرض… قصة العثور على كنز ذهبي بقيمة 160 مليون بعد نصف قرن من الاختفاء

من أعماق الأرض… قصة العثور على كنز ذهبي بقيمة 160 مليون بعد نصف قرن من الاختفاء
فريق العمل
فريق العمل

3 د

اُكتشف كنز ذهبي بقيمة 160 مليون دولار بعد أكثر من نصف قرن.

ظلت المجموعة، المعروفه باسم "مجموعة المسافر"، مدفونة منذ الحرب العالمية الثانية.

أعد جامع العملات المجموعة الثمينة من أنحاء مختلفة قبل دفنها لحمايتها.

سيُعرض الكنز في سلسلة مزادات حصرية ابتداءً من مايو 2025.

تشمل المجموعة عملات نادرة من فئات مختلفة وتاريخ متنوع.

تخيل أن تملك كنزاً من العملات الذهبية النادرة تزيد قيمته عن 160 مليون دولار، وفي لحظة من فوضى الحروب والصراعات، تقرر أن أفضل طريقة لحمايته هي دفنه تحت التراب لعدة عقود. هذا ما حدث حرفياً، حيث تم الكشف مؤخراً عن مجموعة ذهبية ساحرة وراءها قصة غامضة وفريدة من نوعها، أُطلق عليها اسم "مجموعة المسافر".

ظلت هذه المجموعة النفيسة من العملات مدفونة تحت الأرض لفترة تجاوزت الخمسين عاماً، منذ اختفائها زمن الحرب العالمية الثانية. البداية كانت مع هاوٍ أوروبي متحمس للنقود والتاريخ، انطلق في رحلات حول العالم عقب انهيار بورصة وول ستريت عام 1929، ونجح في تكوين واحدة من أهم وأغلى المجموعات النقدية التي عرفتها البشرية.

قاد هذا الشغف جامع العملات الطموح إلى أوروبا وأمريكا، متنقلاً بين الدول، جامعاً قطعاً ذهبية نادرة يوثق بدقة تفاصيلها وأصولها. لكن مع اقتراب الحرب العالمية الثانية ودخول القوات النازية، شعر الرجل بخطر يهدد مجموعته النفيسة، وقرر دفنها بنفسه في صناديق من السجائر وأوعية من الألمنيوم تحت الأرض، وأخذ معه سر موقع الكنز، ليختفي دون أثر.

ومع مرور أكثر من خمسة عقود، قرر ورثة جامع العملات أن الوقت قد حان للبحث عن الميراث المدفون، ليعثروا في النهاية على تلك التحف التاريخية مدفونة في الأرض كما تركها صاحبها الأصلي، وقد نقلوها فوراً إلى خزنة آمنة في أحد البنوك، حيث ظلت سرا محروساً لسنوات حتى قررت الأسرة مؤخراً الكشف عنها للعالم.

ولا يعد هذا الكشف اليوم مجرد قصة مثيرة، بل حدثاً عالمياً هاماً، فمجموعة المسافر سيتم عرضها في سلسلة من المزادات الحصرية تنظمها "نوميزماتيكا آرس كلاسيكا" (Numismatica Ars Classica)، الدار المختصة بالمزادات الرفيعة. المزاد الأول سينطلق في 20 مايو 2025، وقبل ذلك سيكون لعشاق العملات النادرة فرصة مشاهدة هذه القطع الفريدة في المعرض المقرر إقامته في أبريل 2025 بمكاتب نوميزماتيكا آرز في لندن.

أما عن أبرز القطع في مزاد "مجموعة المسافر"، فتتألق عملة ذهبية ضخمة من فئة الـ100 دوقية، تعود للملك فرديناند الثالث، صُنعت في عام 1629، وتزن نحو 348 جراماً، وتقدر قيمتها وحدها بنحو 1.35 مليون دولار أميركي. بالإضافة إلى قطعة نادرة أخرى للملك البولندي سيجيسموند الثالث، وزنها 70 دوقية ذهبية، وقيمتها حوالي نصف مليون دولار تقريباً.

ما يميز "مجموعة المسافر" حقاً هو التنوع التاريخي غير المسبوق، إذ تشمل كنوزاً نادرة تنتمي لأكثر من 100 منطقة جغرافية مختلفة. هناك أيضاً مجموعة نادرة من عملات "التومان" التاريخية، التي ضربت في طهران وأصفهان زمن مؤسس الدولة القاجارية الإيرانية آغا محمد خان، وهي من القطع النقدية التي لا تتوفر في العالم إلا بخمس مجموعات كاملة واحدة منها فقط محفوظة في متحف أشموليان في أكسفورد.

هذا الاكتشاف لا يُعيد فقط كتابة صفحات تاريخ العملات النادرة، وإنما يقدم للباحثين وعشاق النقود فرصة استثنائية للإطلاع على قطع لم تظهر رسمياً أو يتم توثيقها قط من قبل. وهو ما دفع الخبير ديفيد جيست، المتخصص في العملات، للتعبير عن دهشته قائلاً:

ذو صلة

"وأنا أسجل تفاصيل العملة البريطانية من مجموعة المسافر، كان عليّ مراراً أن أذكّر نفسي أن الأمر واقع وليس حلماً!"

وبهذا، فإن القصة خلف مجموعة العملات الذهبية، التي بقيت مدفونة أكثر من نصف قرن، تعكس لنا وجهاً آخر من التاريخ: رحلة إنسانية تداخلت فيها الأقدار الشخصية والحروب، لتصل اليوم إلى عشاق العملات وتعيد لهم جزءاً هاماً من الماضي. ولعل هذه الأحداث المشوقة تُذكرنا جميعاً بأهمية حفظ التاريخ وتوثيقه بشغف وعمق، فتغيير كلمة "نادرة" مثلاً بـ"استثنائية" أو "فريدة" في بعض المواضع قد يُضيف مزيداً من التأثير والأناقة النصية، كما يمكن لإضافة جملة تربط بين قصة الحرب ومصير جامع العملات الأصلي أن تمنح النص عمقاً إنسانياً أقوى وتشد القارئ ليتعاطف بصورة أكبر مع الحكاية المشوقة التي مازالت تفاصيلها تتكشف أمامنا.

ذو صلة