ذكاء اصطناعي

منصة Twitch تختبر الفيديو العمودي لمنافسة TikTok و Reels

محمد كمال
محمد كمال

4 د

أطلقت تويتش اختبارًا أوليًا لميزة الفيديو العمودي لجذب جمهور الشباب.

تتيح الميزة لصناع المحتوى البث بالطول وعرض الشاشة باستخدام الهواتف.

يمكّن "البث الثنائي" صناع المحتوى البث الأفقي والعمودي بشكل متزامن.

تستخدم تقنية E-RTMP لدعم جودة فيديو عالية تصل إلى 2K.

تأمل تويتش في تحسين تجربة المستخدم ومواكبة منصات الفيديو القصير.

في تحرُّك مفاجئ قد يغير وجه البث المباشر عبر الإنترنت، أطلقت منصة تويتش المملوكة لأمازون اختباراً أولياً (ألفا) لميزة الفيديو العمودي، موجِّهةً أنظارها نحو جمهور الشباب المعتاد على تصفح الفيديوهات السريعة عبر تيك توك، إنستغرام ريلز ويوتيوب شورتس. هذا التحديث الجريء لا يقتصر على المشاهدة فحسب، بل يمهد الطريق أيضاً لمنشئي المحتوى لاستخدام هواتفهم كبوابة للإبداع والبث بشكل فوري وسهل.

بداية عهد جديد: البث العمودي في تويتش
من خلال وضع “وضع المسرح العمودي” في التطبيق، أصبح بإمكان مجموعة مختارة من صناع المحتوى تجربة البث بالطول وعرض الشاشة، مع واجهة مستخدم صممت خصيصاً للهواتف المحمولة. تظهر للمستخدمين لأول مرة نوافذ إرشادية تشرح إمكانات الميزة وحدودها خلال مرحلة الاختبار، ما يساعدهم على التكيف مع مفهوم جديد كلياً على المنصة. يترافق هذا مع اشتراطات خاصة بالصلاحيات مثل تفعيل الكاميرا والميكروفون، ما يكشف عن خطة تويتش لجعل البث عبر الهاتف الذكي أمراً شائعاً ومنسجماً مع عادات الجيل الرقمي الجديد.

هذا التطور يندرج ضمن استراتيجية أوسع أعلنت عنها تويتش خلال مؤتمرها السنوي في روتردام، حيث كشفت النقاب عن ما أسمته “البث الثنائي التنسيقات”، والذي يمنح المبدعين فرصة البث بشكل متزامن عبر الوضعين الأفقي والعمودي. وبفضل إضافة “آيتوم فيرتيكال” لبرنامج OBS، أصبح بإمكان صانع المحتوى إعداد وتوزيع بثين متوازيين بنقرة واحدة، لتلبّي المنصة احتياجات جمهورها سواء أكانوا يحبذون تجربة المشاهدة الكلاسيكية على شاشة الكمبيوتر، أو تلك السريعة المعدة أصلاً للهاتف المحمول. وهذا الربط بين تحديثات تويتش الجديدة وطموحاتها التقنية الطموحة يبرهن على رغبتها في جذب الشريحة الأصغر سناً من المستخدمين الذين اعتادوا على الفيديوهات العمودية كمعيار للحداثة الرقمية.

الاختبار في مراحله الأولى: ماذا نعرف عن التجربة المحدودة؟
حتى الآن، يخضع عدد قليل جداً من البثوث والتجارب لاختبار الميزة الجديدة. وبحسب شركة AppSensa المتخصصة في تتبع التطبيقات، رُصد وجود هذه الخاصية من خلال تحليل الشفرات البرمجية في كود تطبيق تويتش، ما يعني أن المنصة تتعامل بحذر شديد مع الخطوة. إذ تعتبرها مرحلة تجريبية مقننة للوقوف على ردود فعل الجمهور والمذيعين قبل تعميمها على نطاق أوسع لاحقاً خلال العام الجاري. يجدر بالذكر أن المستخدمين الذين يختبرون البث العمودي لأول مرة سيلاحظون رسالة ترحيبية تقول ببساطة: “الفيديو العمودي هنا”، مما يساهم في خلق أجواء من الترقب والتشويق.

وما يربط هذا الزخم التجريبي بعملية تطوير البنية التحتية لتويتش هو أن المنصة تعمل أيضاً على تحسين إسهاب الصوت والصورة بالنسبة للمذيعين عبر الهواتف. لم يعد البث عالي الدقة أو التحكم في إعدادات الميكروفون حكراً على أجهزة الحاسوب القوية أو الاستوديوهات المنزلية، بل بات اليوم في متناول الجميع—وهو ما سيمنح الهواة والمحترفين على حد سواء فرصة المنافسة وصناعة المحتوى سريع الانتشار على غرار منصات الفيديو القصير المنافسة.

تداخل التقنية: البث الثنائي وخيارات الدقة الفائقة
يتضح من تفاصيل هذه التجربة أن تويتش لا تركض فقط وراء الشكل الجديد للفيديو، بل تلاحق أيضاً تطورات رائدة في جودة المشاهدة. مع البث الثنائي، بإمكان المذيعين إرسال تدفقات فيديو بنسختين: واحدة أفقية، وأخرى عمودية، وكلتاهما بجودات ودقات متعددة، وذلك اعتماداً على سرعة الاتصال والمواصفات التقنية للحاسب. النظام الجديد—المستند إلى تقنية E-RTMP والترميز الثنائي (H.264 وHEVC)—يتطلب وجود وحدة معالجة رسومية حديثة وحزمة إنترنت قوية، وهو ما قد يشكل تحدياً أمام البث الاحترافي عالي الدقة (حتى 2K) والمرن في التنقل بين الأجهزة.

ذو صلة

ولضبط تجربة المشاهد بشكل سلس، يعتمد التطبيق على آلية “تسليم ذكية” للفيديو، بحيث يعرض النسخة الأنسب بحسب الاتجاه الذي يحمل فيه المستخدم هاتفه. هذا التكامل بين الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، وتحديثات واجهة الاستخدام يرسخ مكانة المنصة كوجهة حديثة لعشاق التفاعل المباشر والألعاب والرياضة الإلكترونية (eSports).

فالخلاصة إذن أن تويتش تستعد لتغيير قواعد اللعبة في عالم البث المباشر، محاولة بالذكاء والمرونة اللحاق بموجة الفيديو العمودي التي تجتاح الإنترنت منذ سنوات. وإن كان التغيير لا يزال في سنواته الأولى ويخضع لاختبارات دقيقة، إلا أن ربط الجودة العالية وتجربة المستخدم السهلة مع البيئة التنافسية هو ما سيحدد موقع المنصة في خارطة الإعلام الرقمي خلال المستقبل القريب. ربما يكون من الأفضل دلالياً التركيز على كلمة “تجربة” بدلاً من “اختبار” في مواضع متفرقة من الخبر لإضفاء نبرة أكثر حرصاً وأقل جزمية، أو إدراج بعض أمثلة الربط العملي بين هذه التقنية الجديدة وتأثيرها على أصحاب القنوات الصغيرة، وهو ما سيمنح النص تواصلاً أوضح وأشد وقعاً في ذهن القارئ.

ذو صلة