ذكاء اصطناعي

مهمة سفيركس: نافذة ناسا الجديدة لرسم خريطة شاملة للفضاء!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تستعد وكالة ناسا لإطلاق خرائط فضائية جديدة عبر مهمة سفيركس الحديثة.

توفر سفيركس بيانات مفتوحة للجميع لتعزيز البحث العلمي والشفافية.

يسهم المشروع في دراسة جزيئات الحياة الأساسية وتوسّع الكون بعد الانفجار العظيم.

تصدر البيانات بسرعة عبر منصة أرشيف علوم الأشعة تحت الحمراء.

تعزز سفيركس التعاون الدولي في استكشاف الكون عبر الشراكات مع مهام أخرى.

في خطوة واعدة لفهم الكون بشكل غير مسبوق، تستعد وكالة ناسا لمشاركة خرائط فضائية جديدة ومثيرة للفضاء مع البشرية جمعاء؛ انطلاقًا من مهمتها الفضائية الحديثة "سفيركس SPHEREx"، والتي أُطلقت في شهر مارس الماضي، وتمركزت مؤخراً في مدار أرضي منخفض، لبدء مرحلة جمع البيانات الفلكية القيمة.

تركز مهمة سفيركس (SPHEREx) — اختصاراً لمهمة "المقياس الطيفي الضوئي لدراسة تاريخ الكون وعصر إعادة التأين والجليد الفضائي" — على إنتاج خرائط واسعة للسماء بأكملها، وكشف مزيد من أسرار الكون باستخدام تقنية متطورة تُعرف باسم "التحليل الطيفي". ومن المذهل حقاً أن هذه التقنية تمكن الباحثين من تمييز وتحديد أنواع وجزيئات مختلفة، من خلال إشارات ضوئية مميزة في 102 نطاق طول موجي مختلف في الأشعة تحت الحمراء، مقارنةً بأربعة نطاقات فقط وفرتها مهام سابقة مثل مرصد WISE التابع لناسا.


فوائد علمية هامة وبيانات مفتوحة للجميع

ما يجعل سفيركس مختلفةً حقاً هو استراتيجية البيانات المفتوحة التي تتبناها ناسا، حيث بدأت مؤخراً مهمة نشر هذه البيانات عبر منصة عامة ومتاحة للجميع تدعى "أرشيف علوم الأشعة تحت الحمراء (IRSA)"، بشكل أسبوعي ومنتظم. وتقوم ناسا بهذا الإجراء تعزيزاً لمبدأ الشفافية وإتاحة المجال لأكبر عدد من العلماء والهواة للاستفادة منها.

ولهذا تقول الباحثة "راشيل أكيسون"، المسؤولة العلمية عن مركز بيانات سفيركس التابع لمركز IPAC بجامعة Caltech: "لأننا نرصد السماء بأكملها، يمكن استخدام بيانات سفيركس في مختلف مجالات علم الفلك تقريباً". وبالفعل، ستُمكن بيانات المهمة العلماء من دراسة توزع الجزيئات العضوية مثل الماء المتجمد، والتي تعد اللبنات الأساسية للحياة في مجرتنا درب التبانة، بالإضافة إلى فهم أفضل للظواهر التي حدثت منذ وقوع الانفجار العظيم وكيفية توسع الكون بعدها.


بيانات تصدر بسرعة ودقة عالية

تتبنى ناسا التزاماً صارماً تجاه فتح البيانات العلمية أمام الجمهور بشكل سريع ودقيق. وبالتالي، فبعد 60 يوماً فقط من التقاط البيانات الأولية بواسطة سفيركس، يتم معالجة البيانات وإتاحتها للجميع عبر "الأرشيف العلمي" لتمكين المجتمع البحثي من الاستفادة منها بأسرع وقت ممكن.

ويذكر القائمون على المشروع أنهم يعدون ويقدمون أيضاً توضيحات كاملة حول طرق استخدام ومعالجة البيانات، حتى يتمكن أي شخص لديه الرغبة من إجراء دراساته الخاصة، ما يشكل فرصة مذهلة للمهتمين بعالم الفلك من مختلف المستويات.

وليس هذا فحسب، فخلال مدة عامين هي عمر المهمة الأساسي، ستواصل سفيركس مسح السماء مرتين كل عام، لإنتاج أربع خرائط شاملة مفصلة للسموات في جميع الأطوال الموجية التي ترصدها. وبعد إتمام العام الأول، سيتم إصدار أول نسخة متكاملة من هذه الخرائط في جميع نطاقات الأطوال الموجية البالغ عددها 102.


تعاون دولي يعزز استكشاف الكون

ذو صلة

في الواقع، فإن فوائد بيانات "سفيركس" لا تقتصر على هذه المهمة وحدها. بل إن هناك فرصاً كبيرة للتكامل والتعاون مع مهام فلكية أخرى، مثل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، ومهمة "تيس" (TESS) التي ترصد الكواكب الخارجية، وكذلك مركبة "يوكليد" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتلسكوب الفضائي ناسا "نانسي جريس رومان". هذه الخطوات التنسيقية ستساعد العلماء على تحديد أهداف جديدة وتطوير فهم أكثر شمولية لظواهر كونية ولفك أسرار المادة المظلمة والطاقة المظلمة بشكل أدق وأشمل.

في الختام، تواصل ناسا من خلال مهمة سفيركس ترسيخ مبدأ الانفتاح العلمي وتشارك المعرفة مع البشرية. ستفتح هذه الجهود آفاقاً جديدة لعلماء الفلك، وستسمح لكل مهتم بالتأمل في ألغاز الكون من زاوية جديدة ومدهشة. وربما لتحسين انغماس القارئ في الموضوع، يمكن في المقالات المستقبلية تفصيل أكثر لبعض المصطلحات الفلكية أو تقديم تفسيرات بسيطة للأطوال الموجية ومفهوم التحليل الطيفي بصورة أقرب للقارئ البسيط.

ذو صلة