ميتا توقع اتفاقية نووية تاريخية لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي الخاصة بها!

3 د
أعلنت ميتا عن اتفاقية طويلة الأمد لشراء الطاقة النووية في الولايات المتحدة.
تستهدف الاتفاقية تشغيل مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
تؤمن الاتفاقية استمرار محطة كلينتون للطاقة النووية وخفض الانبعاثات.
ستعزز الاتفاقية فرص العمل المحلية والاقتصاد بملايين من الضرائب الجديدة سنويًا.
تراجعت المخاوف حول الطاقة النووية وتزايد الاهتمام بالطاقة المستدامة.
في خطوة جريئة تعكس اهتمام شركات التكنولوجيا بالاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، أعلنت شركة ميتا توقيعها أول اتفاقية طويلة الأمد، مدتها عشرون عامًا، لشراء الطاقة الكهربائية المولدة من محطة توليد نووية في الولايات المتحدة. الاتفاقية أبرمت مع محطة كلينتون للطاقة النظيفة التابعة لشركة كونستيليشن إينرجي بولاية إلينوي، على أن تدخل حيز التنفيذ في منتصف عام 2027.
وتتيح هذه الاتفاقية لشركة ميتا الحصول على كامل إنتاج هذه المحطة النووية بقوة 1.1 جيجاواط، وهي كمية من الكهرباء تكفي لتشغيل ما يقرب من 800 ألف منزل. وستستخدم ميتا هذه الطاقة الهائلة لتشغيل بنيتها التحتية المتزايدة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الضخمة، ودعم احتياجات نمو الشركة في المستقبل المنظور.
إنقاذ الوظائف المحلية وتعزيز الاقتصاد المحلي
هذا الاتفاق الجديد لم يأتِ في وقته المناسب بالنسبة لشركة ميتا وحدها، بل أيضًا لمحطة كلينتون النووية، التي كانت تواجه خطر الإغلاق بحلول عام 2027 بسبب توقف دعم الحكومة المخصص لمحطات توليد الطاقة النظيفة عديمة الانبعاثات. ولكن مع هذه الاتفاقية، كفل استمرار عمل المنشأة، بل سيتم تحسين ورفع طاقتها الإنتاجية بحوالي 30 ميغاواط إضافية بفضل عمليات تحديث المعدات. هذا يعني بشكل مباشر المحافظة على نحو 1100 وظيفة في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد المحلي عبر ضخ ما يقرب من 13.5 مليون دولار سنويًا من الضرائب الجديدة.
ويفتح العقد طويل الأمد الباب أمام المحطة للحصول على تراخيص اتحادية جديدة، مما سيدعم استمرار عملقطاع الطاقة النووية على المدى الطويل.
وهذه التطورات لم تمرّ مرور الكرام على سوق المال والمستثمرين، فقد شهدت أسهم شركة كونستيليشن إينرجي ارتفاعًا بأكثر من 10% فور الإعلان عن الاتفاقية. وشمل هذا التحسّن أيضًا أسهم شركات أخرى تعمل في مجال الطاقة النووية مثل NuScale Power وOklo وVistra وCentrus Energy، مما يعكس تفاؤل السوق بعودة الاهتمام بالطاقة النووية ودمجها الفعلي في استراتيجيات الشركات التقنية العملاقة.
وبرغم النظرة التقليدية المثيرة للجدل التي تحيط بالطاقة النووية، إلا أن الاتفاقية الجديدة تؤكد على أن الشركات العالمية بدأت تدرك مزايا الاعتماد على الطاقة النووية كبديل موثوق به وصديق للبيئة. كما تلقي هذه الصفقة الضوء على اهتمام متزايد للشركات الكبرى نحو استخدام الطاقة المستدامة في تحقيق الاستدامة والتقليل من بصمتها البيئية.
ولا شك أن هذه الاتفاقية تعد مؤشرًا قويًا على توجه قطاع التقنية نحو تأمين مصادر طاقة مستدامة ومحايدة للكربون، مع تزايد معدلات الاستهلاك نتيجة توسّع مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي المرتبطة بها.
وفي الختام، فإن خطوة ميتا تؤكّد مسارًا جديدًا تتخذه شركات التكنولوجيا للبقاء على قمة السباق التقني بطريقة تراعي البيئة بشكل فعّال. ويبقى الآن أن نرى كيف ستنعكس هذه المبادرة على مستقبل قطاع الطاقة النووية والطاقة المتجددة بشكل عام، وربما يتعيّن في المستقبل القريب التأكيد أكثر على مصطلحات كـ\"الاستدامة\"، و\"الطاقة النظيفة\" بدلًا من الاكتفاء بـ"خفض البصمة البيئية" لإظهار قوة التحرك نحو مصادر الطاقة البديلة.