ذكاء اصطناعي

هل انتهت قوانين نيوتن؟ اختراع مجنون يتحدى جاذبية الكوكب!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تصريح مهندس ناسا السابق يتحدث عن تقنية دفع مبتكرة تعتمد على الكهرباء الساكنة.

إذا ثبتت صحة هذه التقنية، فقد تحدث ثورة في علوم الفيزياء الكلاسيكية.

المقارنة مع مشروع EmDrive تجعل المجتمع العلمي حذراً بسبب التاريخ السابق.

يعرض تشارلز بوهلر مشروعه في مؤتمر للطاقة والدفع البديل بهدف الشفافية.

التجربة المستقلة والبيانات القابلة للمراجعة هما مفتاح إثبات صحة الابتكار الجديد.

لطالما كان حلم التحرر من قيود الجاذبية أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى واقع ملموس، إلا أن مهندساً سابقاً في وكالة **ناسا** خرج إلى العلن مدعياً أن فريقه توصّل إلى تقنية دفع مبتكرة لا تحتاج إلى وقود تقليدي. شركة **Exodus Propulsion Technologies**، التي شارك في تأسيسها تشارلز بوهلر، كشفت عن نهج يعتمد على مبادئ **كهرباء ساكنة** لتوليد الدفع، في خطوة قد تقلب موازين الفيزياء التقليدية إذا ما ثبتت صحتها.

وهذا يقودنا إلى التساؤل: هل نحن أمام قفزة نوعية في علوم الفضاء أم مجرد وهم يذكّرنا بمحاولات سابقة انتهت إلى لا شيء؟


قوة جديدة أم سراب علمي؟


الفريق يؤكد أن ما يجري داخل الجهاز ليس مجرد تلاعب بالشحنات الكهربائية، بل استغلال لما يصفه بوهلر بـ **«قوة جديدة»** لم يسبق للعلم رصدها من قبل. المفهوم مثير بطبيعته، فهو يتحدى مسلمات الفيزياء الكلاسيكية التي تربط الدفع بضرورة طرد الكتلة أو الوقود. لو كان هذا الادعاء صحيحاً، فسيعني أن المركبات الفضائية قد تصبح أكثر خفة وكفاءة، قادرة على السفر لمسافات أبعد دون الحمل الثقيل لمخازن الوقود.

لكن بمجرد الحديث عن "دفع بلا وقود"، يعود إلى الأذهان مشروع **EmDrive** الشهير الذي أثار ضجة قبل سنوات. ورغم الضجيج الإعلامي آنذاك، فإن تجارب مستقلة لاحقة أثبتت أن النتائج لم تكن سوى أخطاء قياس وانعكاسات تجريبية لا أكثر.

وهنا يظهر التحدي نفسه أمام بوهلر وفريقه: إثبات أن ما ابتكروه ليس وهماً تقنياً جديداً.


ظل الـ EmDrive يلاحق الفكرة


المجتمع العلمي يتعامل بحذر شديد مع أي تجربة تعد بالتحايل على قوانين نيوتن أو النسبية. ذكريات الـ EmDrive لا تزال عالقة في الأذهان، إذ رأى كثيرون أن الأمل فيه كان مبنيّاً على قياسات مضللة. ولهذا، فإن الادعاءات الجديدة ستبقى في خانة "الفضول العلمي" حتى يخضع الجهاز إلى **اختبار أطراف مستقلة** وفق معايير صارمة للتأكد مما إذا كان يولد بالفعل قوة دفع قابلة للقياس.

وبالانتقال من تجربة الماضي إلى الحاضر، نجد أن بوهلر يعتمد هذه المرة على مزيج من الخبرة والرغبة في الشفافية.


من ناسا إلى منصة النقاش العلمي


تشارلز بوهلر ليس غريباً عن مجال علوم الفضاء؛ فقد عمل في مركز كينيدي التابع لوكالة ناسا وكان له دور في تأسيس مختبر **الكهرباء الساكنة وفيزياء الأسطح**. واليوم، بادر إلى عرض تفاصيل مشروعه الجديد في **مؤتمر الطاقة والدفع البديل (APEC)**، في خطوة ترسل رسالة واضحة: هذه المرة لا مجال للعمل خلف الأبواب المغلقة، بل دعوة مفتوحة للمجتمع العلمي لإبداء الرأي وتكرار التجارب.

وبهذا الانتقال من الكتمان إلى العلن، يأمل فريق Exodus أن يكسر حاجز الشكوك ويمنح مشروعه فرصة للاختبار الجاد.


خاتمة: بين الحلم والبرهان

ذو صلة


تاريخ علوم الدفع مليء بوعود كبيرة لم تصمد أمام اختبارات الواقع، وهذا ما يجعل المزاعم الحالية محاطة بمزيج من الأمل والتشكيك. قد يكون جهاز بوهلر بالفعل محاولة ثورية لفهم **قوانين الجاذبية** من منظور جديد، أو ربما مجرد إعادة صياغة لتجارب لم تثبت فعاليتها. الأكيد أن الطريق الوحيد لإثبات صحته هو **التجربة المستقلة** والبيانات القابلة للمراجعة.

ذو صلة