ذكاء اصطناعي

هل حان الوقت لتحقق حلم آينشتاين؟ المحرك البروتوني يشعل ثورة في عالم الطاقة والتنقل!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

تسعى شركة "روكيت ستار" لتحقيق حلم آينشتاين بابتكار المحرك البروتوني.

تعتمد التقنية على الاندماج النووي لتوفير طاقة صديقة للبيئة وفعالة.

تكنولوجيا المحرك البروتوني ستُحدث ثورة في التنقل، سواء في الفضاء أو على الأرض.

هذا الابتكار يمكن أن يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويخفف من الأثر البيئي.

هناك تحديات تقنية لكن الابتكار يجري بوتيرة تجعل التنفيذ قابلاً للتحقق قريبًا.

تخيّل معي أن سيارتك المستقبلية أو حتى رحلتك القادمة إلى الفضاء تعمل بمحرك جديد يعتمد على مصدر طاقة شبه لا ينضب، نقي وصديق للبيئة؛ محرك كان من قبل حلماً بعيد المنال لدى العلماء، بل كان ألبرت آينشتاين نفسه قد توقّع وجوده قبل زمن طويل، والآن أصبح حقيقة ملموسة وواعدة.

هذا الحلم تحقق أخيراً مع ابتكار المحرك البروتوني، التقنيّة التي تستند على مفهوم آينشتاين وتستخدم الطاقة الناتجة عن الاندماج النووي. دعونا نبسّط الفكرة: عادة في الطاقة النووية الموجودة اليوم (الانشطار النووي)، تحدث عملية معاكسة هي انقسام الذرات، بينما في الاندماج النووي يتم دمج نوى الهيدروجين معاً لإطلاق طاقة هائلة، تماماً مثل الطاقة التي تُشعل الشمس. وهذا بالضبط ما يقوم به المحرك البروتوني، إذ يطلق تياراً مكثفاً وعالي السرعة من البلازما الساخنة، التي تتحول إلى قوة دفع مذهلة، دون الحاجة إلى وقود كيميائي ملوث أو ثقيل.

لكن حتى وقت قريب، كانت هذه الفكرة تبدو كأنها من وحي الخيال العلمي فقط؛ إذ كانت ظروف البلازما، وهي الحالة الساخنة للشحنات والجزيئات التي تحدُث فيها هذه التفاعلات، تتجاوز قدرات التقنية المتاحة. ومع ذلك، تغيّر الواقع بفضل تطورات هائلة في علوم المواد والفيزياء المغناطيسية، حيث نجح العلماء في ابتكار سبيكة قادرة على تحمل درجات الحرارة المهولة، واستخدام مغناطيسات فائقة التوصيل لضبط البلازما بشكل مدهش.

وبفضل هذه التطورات، حققت شركة ناشئة تُدعى "روكيت ستار" ابتكاراً غير مسبوق، فبعد ثلاث سنوات فقط من تأسيسها، قامت بتطوير نموذج عملي لهذا المحرك البروتوني. تعتمد التقنية الجديدة على ضخّ نوى الهيدروجين داخل حقل مغناطيسي تم تصميمه على شكل مخروط، ليقود إلى كثافة عالية من النوى في نقطة ضيقة، مما يحفّز حدوث اندماج نووي تلقائي، فتنطلق البلازما الحارة مندفعة بقوة، مولدةً قوة دفع استثنائية.

وهنا يأتي الجزء المثير حقاً بالنسبة لي ولكم: هذه التقنية الثورية قد تغيّر عالم التنقل تماماً، ليس فقط في الفضاء، بل حتى على طرقاتنا. تخيل قيادة سيارة كهربائية لا تحتاج سوى لتزويد قليل من وقود الهيدروجين للانطلاق لمسافات هائلة، ربما تصل لآلاف الكيلومترات دون قلق بشأن نفاد الطاقة أو البحث المتكرر عن محطة شحن.

أما الجانب الذي يجعل هذه التقنية جذابة لنا هو تأثيرها الإيجابي الكبير على البيئة. فاستخدام الاندماج النووي يُعدّ خياراً نظيفاً للغاية، فالمخلفات الناتجة عنه ضئيلة جداً مقارنة بمخاطر المفاعلات النووية التقليدية، هذا فضلاً عن كونه لا يصدر غازات الدفيئة، وبالتالي يسهم في مواجهة أزمة تغير المناخ.

ذو صلة

لكن السؤال الأهم الآن يدور حول إمكانات نقل هذه التقنية من مختبرات البحث إلى طرقاتنا وأجوائنا اليومية بسرعة وفاعلية. صحيح أن العقبات التقنية والتنظيمية لا تزال موجودة، لكن الوتيرة التي يسير بها الابتكار حالياً تجعل الأمل قريباً جداً. إذا توفرت لدينا اليوم فرصة قيادة سيارة أو رحلة صاروخية تعتمد على التقنية ذاتها التي تشعل نيران النجوم، فهل سنقبل بالمغامرة؟

الآن نقف على حافة عهد جديد من الطاقة، محرك البروتون الذي حلم به آينشتاين يفتح أبواباً غير مسبوقة لتحولنا إلى مستقبل أكثر استدامة وإشراقاً. ربما يمكن إثراء المقال بمزيد من التفاصيل حول الجدول الزمني المتوقع لوصول التقنية للأسواق، أو إضافة وجهات نظر لبعض الخبراء لتقوية مصداقيته؛ وبلا شك، فإن هذه التطورات ستظل تشدّ انتباهنا مع كل خطوة جديدة تخطو بها نحو الواقع.

ذو صلة