ذكاء اصطناعي

هل سنعيش عصر الظلام مجددًا؟ إيلون ماسك وبيل غيتس يحذران من أزمة كهربائية عالمية قادمة!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

يحذر إيلون ماسك وبيل غيتس من أزمة كهربائية عالمية محتملة.

شبكات الكهرباء غير جاهزة للطلب المتزايد بسبب الذكاء الاصطناعي وتغيرات المناخ.

تغير المناخ يزيد الظواهر الجوية المتطرفة التي تهدد البنية التحتية للطاقة.

الحكومات تسعى لتعزيز الأمن الرقمي وتنويع مصادر الطاقة المتجددة.

رفع الوعي المجتمعي يعتبر خطوة مهمة للتعامل مع الأزمات الكهربائية المحتملة.

هل نحن على أبواب انقطاع عالمي للكهرباء؟ إيلون ماسك وبيل غيتس يدقان ناقوس الخطر

تخيّل معي للحظة، أن تنقطع الكهرباء فجأة في منزلك، المدينة بأكملها، أو حتى في بلدك، وتتحول الأجهزة التي اعتدت عليها يومياً إلى مجرد قطع بلاستيكية جامدة. هذا السيناريو القاتم قد لا يكون مجرد خيال علمي بعد اليوم، فوفقاً لتحذيرات صدرت مؤخراً عن رائدين من أبرز مبتكري عالم التكنولوجيا، إيلون ماسك وبيل غيتس، فإن شبح أزمة كهربائية عالمية أصبح مطروحاً بقوة.

تعتمد حياتنا بشكل متزايد على الطاقة الكهربائية، سواء لشحن الهواتف أو لتشغيل المستشفيات ومبردات الطعام. وبينما تُعد شبكة الكهرباء العالمية واحدة من أعقد الأنظمة التي شيدها الإنسان، إلا أنها ليست محصنة تماماً ضد الانهيارات والطوارئ. فقط قبل شهر، عانت إسبانيا والبرتغال من انقطاع كهربائي واسع النطاق تسبب في إغراق ملايين الأشخاص بالظلام لساعات طويلة وخلّف حالة من الهلع العام.

هذا الحدث لم يمر مرور الكرام؛ إذ سلط أضواء التحذير نحو مخاطر حقيقية، وهي المخاطر ذاتها التي بات إيلون ماسك وبيل غيتس يطلقان التحذيرات بشأنها. الأول، ماسك، يشير بقلق إلى الضغوط المتزايدة على الشبكة الكهربائية، خاصة مع نمو استخدام الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات العملاقة التي باتت تستهلك كميات هائلة من الطاقة. وعلى حد قوله، فإن البنية التحتية اليوم ليست جاهزة بشكل كامل لتحمل مثل هذا الطلب المتزايد.

على نغمة مشابهة، ينبّه بيل غيتس إلى تهديدات أخرى قد تؤدي لأزمات مشابهة. يعتقد غيتس أن تغير المناخ جعل تأثير الظواهر الجوية أشد وأكثر تطرفاً، مثل موجات الحر، والعواصف القوية، وموجات الحرائق المستعرة، والتي تؤدي بدورها إلى تعطيل الشبكة الكهربائية وزيادة الضغط على البنية التحتية الأساسية. هذه الأحوال الجوية المتطرفة لم تعد استثناء، بل أصبحت جزءاً من الواقع الجديد الذي يتطلب استعدادات عالية المستوى.

مزيج من التحديات سواء التقنية أو المناخية، يجعل كلاً من ماسك وغيتس يتفقان على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لمنع الوصول إلى أزمة كهربائية واسعة النطاق. إيلون ماسك يقترح تبني تقنيات عصرية أكثر ذكاءً وإدارة أفضل لكفاءة الطاقة، فيما يدعو بيل غيتس إلى الإسراع في تنويع مصادر الطاقة، لاسيما تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة لتخفيف الضغط على الشبكات التقليدية.

لكن، ورغم قتامة هذه السيناريوهات، فإن الاثنين لا يريان سيناريو الانقطاع الكهربائي العالمي الكامل، أي أن تنقطع الكهرباء في كل دول العالم في وقت واحد، كاحتمالية واردة فعلياً. بل يعتقدان أن السيناريو المحتمل أكثر قد يكون سلسلة من التداعيات المتتالية لانقطاعات محلية أو إقليمية ناجمة عن هجمات سيبرانية أو ظروف مناخية قاسية أو حتى أخطاء بشرية بسيطة، فتُحدث تأثيراً متتابعاً أو ما يسمى "بتأثير الدومينو".

بدأت حكومات العالم مؤخراً في التعاطي بشكل أكثر جدية مع هذه التحذيرات لاتخاذ خطوات استباقية. خطوات على غرار تعزيز الأمن الرقمي للبنية التحتية للطاقة، والاستثمارات الجادة في مصادر الطاقة البديلة والمتجددة، والتي يُتوقع أن تُسهم بفاعلية في حماية الشبكة الكهربائية من التعرض لأزمات كارثية في المستقبل.

ذو صلة

هل جربت يوماً انقطاعاً شاملاً للكهرباء؟ ربما تتذكر تلك الساعات التي بدت لا نهاية لها وإحساس القلق الذي تملّكك وأنت تنتظر عودة الكهرباء. في تلك اللحظات، ندرك مدى ارتباط تفاصيل حياتنا اليومية بشكل أساسي بالكهرباء. لذا من المهم أن نبحث عن وسائل احترازية تزيد من مرونة مجتمعاتنا وقدرتها على التعامل مع مثل هذه الأزمات المحتملة.

ربما تكون الخطوة الأهم الآن هي رفع الوعي المجتمعي لا سيما بين الأفراد والعائلات حول كيفية التعامل بوعي مع مثل تلك الحالات الطارئة. ومن يدري، فقد تكون هذه التحذيرات بداية خطوات فعّالة تضمن لنا ألّا تتوقف الحياة في مواجهة انقطاع الكهرباء. لذا ناقش هذه الأفكار مع من حولك، وشارك المقال مع الآخرين لنعمل معاً على الاستعداد لمستقبل أفضل وأقل قلقاً.

ذو صلة