ذكاء اصطناعي

هل سيبيعك ChatGPT للإعلانات؟ خطوة جديدة من OpenAI تُشعل الجدل حول الخصوصية!

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

تفكر OpenAI في إدخال إعلانات مخصصة في ChatGPT بناءً على ذاكرة المستخدمين الشخصية.

يعكس هذا التوجه الجديد سعي الشركة لإيجاد مصادر دخل مستدامة بعيدًا عن الاشتراكات.

يشمل المشروع موظفين سابقين من ميتا، مما يعزز الخبرة في استراتيجيات الإعلانات.

على الرغم من التحركات الحالية، لا توجد خطط لإطلاق نموذج إعلاني على الفور.

يشير إدخال الإعلانات إلى توازن بين التخصيص والخصوصية في استخدام الذكاء الاصطناعي.

تتّجه شركة **OpenAI** إلى خطوة جديدة قد تغيّر طريقة تفاعل المستخدمين مع روبوت الدردشة الشهير **ChatGPT**، إذ كشفت تقارير إعلامية حديثة أن الشركة تفكّر في إدخال نموذج إعلاني يعتمد على **الذاكرة الشخصية** للذكاء الاصطناعي لعرض **إعلانات مخصصة** لكل مستخدم.

فكرة الذكاء الاصطناعي الذي "يتذكّر" تفضيلات المستخدم كانت منذ البداية وسيلة لتحسين التجربة وتقديم إجابات أكثر دقة وواقعية. لكن استخدام هذه الميزة في تخصيص الإعلانات قد يضع المستخدم أمام معادلة صعبة: إما قبول المحتوى الإعلاني مقابل تجربة أكثر تفصيلاً، أو التنازل عن هذه الخصوصية للحفاظ على واجهة خالية من الإعلانات.

وهذا يربط بطبيعة الحال بين التوجّه الإعلاني الجديد ومحاولات OpenAI المتكررة لإيجاد نماذج عائدات مستدامة بعيداً عن الاشتراكات فقط.


تأثير الكوادر القادمة من "ميتا"

التقرير أشار إلى أن الأصوات الداخلية الداعمة لهذه الخطوة تنحدر أساساً من مجموعة من الموظفين السابقين في شركة **Meta**، المعروفة بإدارة الإعلانات على منصاتها مثل **فيسبوك** و**إنستغرام**. وتضم OpenAI اليوم أكثر من ستمئة موظف من خلفية "ميتا"، بينهم **فيدجي سيمو**، الرئيسة التنفيذية لتطبيقات الشركة حالياً، والتي لعبت سابقاً دوراً محورياً في تعزيز الإعلانات على تطبيق فيسبوك.

ومن المثير للاهتمام أن سيمو تبحث حالياً، وفقاً للتقرير، عن قائدٍ لفريق متخصص في دمج الإعلانات داخل ChatGPT، ما يوحي بأن المشروع في مرحلة استراتيجية حيوية داخل الشركة.

وهذا يعيد تسليط الضوء على التحوّل الثقافي داخل OpenAI منذ توسّعها السريع في سوق الذكاء الاصطناعي وأبحاث التعلّم الآلي.


موقف الإدارة بين الحذر والطموح

على الرغم من هذه التحركات، شدّدت المديرة المالية **سارة فراير** في تصريحات سابقة لصحيفة فايننشيال تايمز على أن الشركة **لا تملك خططاً فورية** لإطلاق نموذج إعلاني، لكنها في الوقت نفسه منفتحة على **استكشاف مصادر دخل جديدة**.

أما **سام ألتمان**، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، فقد عبّر سابقاً عن تحفظه تجاه الإعلانات لأسباب “جمالية” بحتة، قائلاً إنه يفضّل أن يبقى المستخدم واثقاً من أن إجابات ChatGPT غير متأثرة بأي مموّل. لكنه لم يُخفِ إعجابه بكيفية تنفيذ إنستغرام للإعلانات الذكية بطريقة غير مزعجة، وهو ما يفتح الباب أمام فلسفة إعلانية “مدروسة بعناية”، بحسب تعبيره.

وهذا التباين في وجهات النظر يُظهر توازناً بين الحاجة للربحية والرغبة في الحفاظ على نقاء التجربة التفاعلية للذكاء الاصطناعي.


مستقبل ChatGPT بين الخصوصية والتخصيص

يبقى السؤال الأهم: كيف سيتقبل المستخدمون وجود الإعلانات في أداة يعتمدون عليها يومياً في **الكتابة** و**الترجمة** و**الإبداع الرقمي**؟ نتائج المجموعات البحثية التي اختبرتها الشركة تشير إلى أن بعض المستخدمين يعتقدون أصلاً بوجود الإعلانات ضمن ChatGPT، وهو ما قد يُسهّل تقبّل الفكرة جزئياً.

لكنّ إدخال نموذج يعتمد على **الذاكرة المعرفية** للمستخدمين يثير جدلاً واسعاً حول **الخصوصية** و**البيانات الشخصية**، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة بين عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل وميتا ومايكروسوفت في مجال **الذكاء التوليدي**.


الخلاصة

ذو صلة

تبدو خطوة OpenAI نحو الإعلانات المخصصة في ChatGPT محاولة جريئة لإيجاد توازن بين **التخصيص والإيرادات**، لكنها في الوقت نفسه تضع الشركة أمام اختبار حساس يتعلق بثقة المستخدم والشفافية. فهل ستكون التجربة الجديدة امتداداً لطموح الذكاء الاصطناعي التجاري، أم بداية لتغيّر جوهري في علاقتنا بالتقنيات التي تعرف الكثير عنا؟

---

ذو صلة