واتساب تتخلى عن تطبيقها الأصلي على ويندوز لصالح نسخة ويب أبسط وأقل جاذبية

3 د
أعلنت شركة ميتا عن استبدال تطبيق واتساب الأصلي لويندوز بنسخة "Web Wrapper".
يعتمد التغيير على تقنية Edge WebView2 لتسهيل صيانة الأكواد وتحديث التطبيق.
سيلاحظ المستخدمون تغييرات في التصميم والإشعارات، مع إضافة ميزات "القنوات".
كان التطبيق الأصلي يوفر أداءً أسرع وتكاملاً أفضل مع نظام ويندوز.
بينما يواصل واتساب تحديث نفسه ليواكب متطلبات المستخدمين اليومية، جاء الإعلان الأخير ليفاجئ كثيرين من محبّي التطبيق على الحاسوب: تعتزم ميتا استبدال تطبيق واتساب الأصلي المخصص لويندوز بنسخة تعتمد على الإنترنت تُعرف باسم "Web Wrapper". هذا التحول رُصد أولًا في الإصدار التجريبي الجديد، حيث لاحظ المستخدمون تغييرات ضخمة في طريقة عمل البرنامج وتصميمه.
منصة ويندوز، التطبيق الأصلي وأسباب التغيير
لطالما كان وجود تطبيق أصلي لويندوز مصدر ارتياح للكثير من مستخدمي واتساب، إذ وفر سرعة استجابة أفضل وواجهة مألوفة تتناسق مع تصاميم ويندوز 11. لكن الآن، قررت الشركة الاعتماد على تقنية Edge WebView2 من مايكروسوفت، التي تتيح تحويل نسخة الويب من واتساب إلى تطبيق مكتبي بسهولة. هذه الخطوة تفسرها الحاجة لتقليل الجهد البرمجي، إذ يمكنك، كمطور، صيانة قاعدة أكواد واحدة فقط بدلاً من متابعة تحديثات تطبيقين منفصلين على أنظمة تشغيل مختلفة. ومع أن ذلك يُسهّل الأمور على فريق واتساب التقني، إلا أن بعض الخصائص البصرية والعملية ستتغير، وهو ما دفع الكثير من المستخدمين لإبداء قلقهم حول سلاسة الأداء واستهلاك الذاكرة في النسخة الجديدة. وبهذا القرار يلتقي مسار التخطيط التقني مع تجربة الاستخدام اليومية مباشرة.
ما الذي سيتغير للمستخدم؟
التحوّل إلى نسخة الويب سيجلب معه تغييرات ملموسة في التصميم وتجربة الاستخدام. فالإشعارات ستعمل بطريقة مختلفة، وإعدادات التطبيق ستظهر بشكل أبسط وربما أقل تفاعلية. صحيح أن التحديث التجريبي يُضيف ميزات مثل قنوات واتساب ومزايا أوسع في "الحالة" و"المجتمعات"، لكن كثيرين شعروا بالحنين للواجهة القديمة التي كانت تتناغم مع نظام ويندوز، وتوفّر أداء أسرع واستهلاكًا أقل للذاكرة. هنا يظهر جليًا كيف أن اختيار البنية التقنية لأي تطبيق لا يمس بأمور خلف الكواليس فحسب، بل ينعكس مباشرة على إحساس المستخدم بالراحة والإنتاجية.
وهذا الارتباط الوثيق بين البنية التحتية والواجهة المرئية يقودنا إلى تسليط الضوء على تجربة ويندوز الفريدة التي استفاد منها التطبيق الأصلي في السابق.
تأثير الخطوة على مستقبل التطبيق بمحيط ويندوز
ربما يحدُث استغراب لدى البعض عند معرفة أن واتساب انتقل قبل سنوات فقط إلى تطبيق أصلي على ويندوز، لتصبح مزايا مثل الاستخدام من دون ربط مباشر بالهاتف حقيقة ملموسة. لكن مع العودة إلى نسخة تعتمد على الويب، لن يستشعر المستخدم نفس الانسجام مع بيئة ويندوز ولن يحظى بسرعة الأداء كما اعتاد سابقًا. الجدير بالذكر أن موقع واتساب نفسه كان يؤكد في وثائقه أن النسخ الأصلية توفر سرعة أكبر وميزات إنتاجية أكثر ثراء وموثوقية، ما يثير التساؤل حول هذا التحول في الموقف. من الواضح إذًا أن واتساب يوازن بين الرغبة في تقليص عبء التطوير والرغبة في رضى المستخدم والاندماج مع منصة ويندوز.
وفي هذا السياق، يجدر بنا تلمّس التداعيات على آفاق التحديثات المقبلة وكيف يمكن للمستخدم العادي التكيّف مع المستجدات في ظل تسارع تغيرات عالم التطبيقات.
خلاصة المشهد ومستقبل استخدام واتساب على الحاسوب
يبقى الانتقال إلى نسخة ويب في واتساب تغييرًا تقنيًا استراتيجيًا، يهدف لجعل التحديثات أسهل وأسرع، لكنه يأتي على حساب واجهة مألوفة وسرعة أداء كانت ميزة تنافسية على الحاسوب. برغم إضافة ميزات مثل "القنوات" وتحديثات المجتمعات والحالة، سيحتاج المستخدمون فترة للتأقلم مع هذه الموجة الجديدة من التغييرات. ربما كانت كلمة "أكثر بساطة" أبلغ وأدق من وصف "أقل جاذبية" في النفس التقنية؛ ولو أضيفت جملة ربط بين الفوائد (تقليل الجهد البرمجي) والتضحيات (خسارة الأداء الأصلي) في منتصف كل فقرة لزادت تماسك الفكرة. مستقبلاً، من المفيد تضييق تركيز الموضوع أحيانًا بإبراز آثار هذه التعديلات على إنتاجية المستخدم نفسه، بدل الاكتفاء بالحديث العام عن التغييرات التقنية. في النهاية، تبقى النصيحة الذهبية هي متابعة التحديثات وتجربة النسخة الجديدة بنفسك فور إطلاقها؛ فقد تحمل تحسينات خفية سيتعرف عليها المستخدمون مع الوقت.