واتساب يطلق ميزة ذكاء اصطناعي جديدة لتلخيص الرسائل بطريقة خاصة وسريعة

3 د
أطلق واتساب ميزة ذكاء اصطناعي جديدة لتلخيص الرسائل الفائتة بسرعة وفعالية.
تؤكد الشركة أن المعالجة تتم بخصوصية تامة داخل بيئة سحابية آمنة.
الميزة اختيارية، ويمكن للمستخدمين تفعيلها حسب تفضيلهم الشخصي.
يسعى واتساب لجعل الاستخدام أكثر سلاسة، مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين.
هل سبق لك أن استيقظت ووجدت نفسك أمام عشرات الرسائل الفائتة في محادثة واتساب جماعية أو خاصة؟ يبدو أن واتساب أخيراً أدرك التحدي الذي يواجه الملايين يومياً، فقد أعلنت الشركة مؤخراً عن إطلاقها لميزة جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي من أجل تلخيص الرسائل التي لم تقم بقراءتها.
الميزة الجديدة، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المطورة من قِبل شركة "ميتا" المالكة لواتساب، تسمح للمستخدمين بتوليد ملخص سريع وقصير للرسائل المتراكمة التي لم يقموا بقراءتها. تظهر هذه الخاصية في شكل مختصرات مرتبة وبسيطة عند النقر على زر خاص بالخدمة في المحادثة التي تحتوي على رسائل غير مقروءة.
خصوصية أمنية بتقنية متقدمة
بالتأكيد، خصوصية المستخدم وحماية بياناته أمر محوري جداً عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي. ومن أجل ذلك، تؤكد واتساب أنها تعتمد على تقنية "المعالجة الخاصة" (Private Processing) من شركة "ميتا"، وهي تقنية تتيح معالجة وتلخيص الرسائل بشكل محمي داخل بيئة سحابية آمنة، تمنع الشركة نفسها وأي جهات خارجية من رؤية محتوى رسائلك أو تلخيصاتها. ليس هذا فقط، بل إن واتساب أوضحت أيضاً أن الملخصات التي تقدمها هذه الأداة هي شخصية للمستخدم فقط، ولن يتمكن الآخرون في المحادثة من رؤيتها أو معرفتها.
وبالتزامن مع المخاوف المحتملة حول الخصوصية ودقة التلخيص، أوضحت الشركة كيفية تفعيل هذه الميزة، حيث تكون اختيارية وليست مفعلة بشكل افتراضي، أي أن المستخدم لديه مرونة كاملة في تفعيلها أو عدمه حسب تفضيله الشخصي. بالإضافة لذلك، تم توفير خيار "الخصوصية المتقدمة"، الذي يسمح لمستخدمي واتساب بإلغاء إمكانية استخدام مزايا الذكاء الاصطناعي هذه في المحادثات الجماعية، ما يعطي المزيد من الطمأنينة حول خصوصيتهم.
ومن المعروف أن دقة وجودة مثل هذه الخاصيات الجديدة تحتاج عادة لبعض الوقت كي تثبت جدارتها، فهل سيتجنب واتساب مشاكل الدقة التي واجهتها منصات أخرى مثل ميزة ملخص الرسائل عبر الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها آبل؟ ما زلنا ننتظر كيف ستكون التجربة الواقعية لهذه الخدمة الجديدة من واتساب.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود واتساب المتواصلة لدمج إمكانيات الذكاء الاصطناعي في وظائف التطبيق. خلال العام الماضي، شهدنا بالفعل عدداً من الميزات الأخرى التي تستخدم الذكاء الاصطناعي من واتساب، من ضمنها خيار طرح أسئلة مباشرة على AI داخل الدردشات، وأيضاً خاصية إنشاء صور من خلال الذكاء الاصطناعي بشكل فوري أثناء المحادثات.
لكن البعض أعرب عن انزعاجه من زر الذكاء الاصطناعي (Meta AI) الجديد، الذي يظهر أسفل يمين شاشة المحادثة، دون إمكانية إخفائه أو تعطيله. كما واجهت الشركة انتقادات واسعة حين قررت مؤخراً إدخال إعلانات داخل التطبيق، الأمر الذي أثار موجة استياء خاصةً مع تعارض هذه الخطوة مع تصريحات سابقة للمؤسسين.
وفي الختام، يبدو أن واتساب تعمل جاهدة لجعل تجربة المستخدمين أكثر سلاسة وراحةً من خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي. لكن يبقى التحدي الأكبر أمام الشركة هو أن تتمكن بالفعل من تقديم ميزة تلخيص الرسائل بالدقة وبجودة تليق بملايين مستخدميها، دون التأثير على خصوصيتهم أو استشعار تدخّل في راحتهم الشخصية. قد تساهم إضافة تفاصيل محددة أكثر حول كيفية ضمان جودة الملخصات وتعزيز الثقة في هذه الخاصية بشكل أوضح في إيصال الفكرة بشكل أمثل للمستخدمين الجدد.