ذكاء اصطناعي

وحش جوراسي بأنياب مصاص دماء يقلب تاريخ جزيرة سكاي!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

اكتشف فريق دولي حفرية لكائن يعود لـ 167 مليون سنة في جزيرة سكاي.

يحمل الكائن صفات السحالي والثعابين، ويفتح آفاقًا لفهم تطور الثعابين.

أُطلق على الكائن اسم "الأفعى الزائفة"، ويمثل لغزًا في تطور الزواحف.

سكاي تُعد وجهة محورية بسبب رواسب منتصف العصر الجوراسي الفريدة.

استُخدمت تقنية الأشعة السينية لفحص العينة دون إتلافها، مما كشف أسرارها.

في خبر أثار فضول العلماء وعشاق التاريخ الطبيعي، أعلن فريق دولي من الباحثين عن اكتشاف حفريّة لكائن غير معروف سابقاً في جزيرة سكاي باسكتلندا، يعود عمرها إلى نحو 167 مليون عام. الكائن، الذي يجمع بين صفات السحالي والحيّات، اعتُبر إضافة استثنائية إلى سجل العصر الجوراسي، ويفتح نافذة جديدة لفهم جذور تطور الثعابين والزواحف الحديثة.

هذا الاكتشاف لا يقتصر على كونه مجرد بقايا متحجرة، بل هو نقطة التقاء بين التاريخ الطبيعي وعلم الحفريات التطوري، إذ يربط بين أشكال الحياة القديمة وأصول السحالي والحيّات كما نعرفها اليوم.


كائن بأنياب ملتفّة وجسد سحلية


الفريق البحثي أطلق على الكائن اسم **Breugnathair elgolensis** بالغيلية الاسكتلندية، أي “الأفعى الزائفة من إلغول”، نسبة إلى المنطقة التي عُثر فيه عليها. وتكشف الدراسة المنشورة في مجلة *Nature* أنّه امتلك فكوكاً شبيهة بالثعابين وأسناناً حادة منحنية إلى الداخل مثلما نراها لدى البايثون المعاصر، لكن جسده ظل أقرب إلى هيئة السحالي بأطراف واضحة.

وهذا الربط بين صفات مختلفة يثير لدى العلماء تساؤلات كبرى: هل كان هذا الكائن دليلاً مباشراً على أسلاف الثعابين، أم أنه مجرد زاحف شاذ يطوّر عادات افتراسية بدائية؟


أهمية علمية لجزيرة سكاي


العثور على هذا الحفرية في سكاي ليس صدفة عابرة. فهذه الجزيرة تُعرف باسم “الجزيرة الجوراسية لاسكتلندا” لما تحويه من رواسب تعود إلى منتصف العصر الجوراسي، وهي مرحلة زمنية نادرة التوثيق في السجل الحفري. الباحثون يؤكدون أنّ بقايا **Breugnathair** تضيف طبقة جديدة من الفهم لمراحل تنوع السحالي الأولى وللسلسلة التطورية المعقدة التي أخرجت لاحقاً الثعابين.

وهذا يعزز من مكانة سكاي كوجهة محورية في دراسة الأحياء القديمة، خصوصاً أنّها من الأماكن القليلة التي تحتفظ بآثار واضحة من هذه المرحلة المحورية.


التكنولوجيا تكشف الأسرار


لم يقتصر الإنجاز على العثور بالحفرية فقط، بل شمل أيضاً استخدام أحدث تقنيات الأشعة السينية عالية الطاقة في مركز الأبحاث الأوروبي بمدينة غرونوبل الفرنسية. هذه التقنية سمحت بالفحص الدقيق دون إتلاف العينة، ما كشف تفاصيل دقيقة عن البنية الداخلية للفك والأسنان.

وهذا يوضح كيف أن الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والبحث الميداني التقليدي قادر على إحياء قصص دُفنت في الصخور منذ ملايين السنين.


إعادة كتابة مشهد التطور


الباحثون، ومن بينهم خبراء من جامعة كمبريدج وأخرى في جنوب إفريقيا ولندن، أجمعوا على أنّ هذا الكائن يقدم مادة علمية مثيرة لإعادة تقييم طرق ظهور الثعابين من رحم السحالي الأولى. ويرى بعضهم أن هذه الصفات المزدوجة – أنياب تشبه الأفاعي وأطراف أشبه بالسحالي – قد تمثل مرحلة انتقالية أو ربما تطوراً جانبياً لفصيلة انقرضت.

وهذا يعيد النقاش إلى فكرة أن مسار التطور ليس خطياً، بل شبكة متشعبة من المحاولات والطرق التي لم يكتب لها الاستمرار.

ذو صلة

خاتمة


اكتشاف **Breugnathair elgolensis** ليس مجرد إضافة إلى مجموعة المتاحف، بل هو مفاتيح جديدة لفك لغز تطور الزواحف. ومن خلاله، يحصل العلماء والجمهور على لمحة حية من الماضي السحيق لتاريخ الأرض، حيث كانت الطبيعة تجرب أشكالاً متعددة للحياة قبل أن تستقر على ما نعرفه اليوم. سكاي، بجروفها وصخورها القديمة، تثبت مرة أخرى أنها ليست مجرد مكان جميل على خريطة اسكتلندا، بل مختبر مفتوح لرحلة التطور الكبرى.

ذو صلة