أخيرًا… إنستغرام يجد طريقه إلى الآيباد هذا العام!

في تحوّل منتظر منذ أكثر من عقد، تستعد شركة "ميتا" لإطلاق تطبيق رسمي لمنصة إنستغرام مخصص لأجهزة iPad خلال العام الجاري، بحسب تقارير جديدة أكّدتها مصادر متعددة، من بينها تقرير "ذا إنفورميشن" وتصريحات الصحفي الشهير في "بلومبرغ" مارك غورمان في نشرته الإخبارية Power On.

منذ إطلاق iPad لأول مرة عام 2010، لم توفر "ميتا" (التي كانت تُعرف حينها بـ"فيسبوك") تطبيقاً رسمياً لإنستغرام على هذه الأجهزة، رغم الشعبية الواسعة للمنصة باعتبارها إحدى أكثر التطبيقات تركيزاً على المحتوى البصري. وبدلاً من تطوير تطبيق مستقل، ظل المستخدمون يعتمدون على نسخة iPhone الموسّعة أو على واجهة الويب، ما أثار استياء مجتمع المستخدمين لعقود.

ورغم أن فيسبوك وفّرت تطبيقها لأجهزة iPad منذ عام 2011، بقيت بقية تطبيقاتها الرئيسية – بما في ذلك إنستغرام وواتساب – غائبة عن هذا النظام. غير أن هذا التوجّه بدأ يتغير، إذ أطلقت الشركة مؤخراً تطبيق واتساب لأجهزة iPad، ويبدو أن إنستغرام سيكون التالي على القائمة.

بحسب غورمان، فإن موظفي "ميتا" يجرون حالياً اختبارات نشطة للتطبيق الجديد على أجهزة iPad. ورغم عدم الإعلان عن موعد دقيق للإطلاق، يُتوقع أن يصل التطبيق إلى المستخدمين في وقت لاحق من عام 2025، ما لم تظهر عراقيل تقنية أو استراتيجية تؤخر الإطلاق.

ومع أن التفاصيل حول تصميم التطبيق وتجربة الاستخدام ما تزال غير معلنة، يأمل المستخدمون أن يكون الإصدار الجديد متكيفاً فعلاً مع حجم الشاشة الكبير الذي توفره أجهزة iPad، بدلاً من مجرد تكبير واجهة الهاتف – وهي نقطة لطالما كانت محور شكاوى من مجتمع المستخدمين.

لم يشر التقرير إلى نية "ميتا" إطلاق نسخة خاصة بأجهزة iPad من تطبيقها الأحدث "ثريدز"، المنافس المباشر لمنصة X (تويتر سابقاً). ومع أن ثريدز حقق نمواً سريعاً – حيث وصل عدد مستخدميه إلى أكثر من 350 مليون مستخدم نشط شهرياً وفقًا لأرقام Meta – لا تزال المنصة تفتقر إلى بعض الميزات الرئيسية التي يطالب بها المستخدمون، مثل دعم الأجهزة اللوحية.

ردود الفعل على مواقع التقنية ومنتديات مثل MacRumors كانت لاذعة. أحد المعلقين كتب بسخرية:

كما أشار البعض إلى أن تأخير "ميتا" ربما لم يكن تقنياً بقدر ما كان قراراً استراتيجياً، ربما لتقليل التداخل بين منتجاتها أو لتوجيه المستخدمين نحو تطبيقاتها الأساسية على الهواتف الذكية. إلا أن مثل هذه التحليلات تبقى في إطار التكهنات.

في المقابل، تساءل بعض المتابعين عن التناقض في تعامل الجهات التنظيمية مع عمالقة التكنولوجيا، إذ لطالما تعرضت آبل لانتقادات على خلفية ممارسات احتكارية، بينما تجاهلت الجهات الرقابية تأخر "ميتا" في توفير دعم أساسي لأحد أهم أجهزتها.

رغم أن الخطوة تأخرت كثيراً، فإنها قد تفتح الباب أمام تحسين تجربة المستخدم على أجهزة iPad، لا سيما مع تزايد الاعتماد على هذه الأجهزة في التحرير والتصميم واستهلاك الوسائط. السؤال المطروح الآن: هل سيكون التطبيق الجديد مجرد إصدار موسّع لواجهة الهاتف، أم أنه سيتضمن تحسينات فعلية تُراعي طبيعة iPad كشاشة إنتاجية متقدمة؟

يبقى أن ننتظر الإطلاق الرسمي، لكن من المؤكد أن هذه الخطوة – وإن كانت متأخرة – تُمثل تغييراً في نهج "ميتا" تجاه دعم المنصات متعددة الاستخدام.