ألتمان يكشف: طريقة استخدامك لـChatGPT تكشف عمرك

عندما تتحدث مع أشخاص مختلفين عن ChatGPT، ستكتشف سريعاً أن لكل منهم أسلوباً مميزاً لطريقة استخدامه. الأمر المثير أن رئيس شركة OpenAI، سام ألتمان، شرح هذه الظاهرة بشكل مبسط مؤخراً، مؤكداً أن طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي كشات جي بي تي مرتبطة بشكل واضح بعمر المستخدم.

خلال مقابلة أجراها ألتمان مع مؤسسة سيكويا كابيتال مؤخراً وتم نشرها عبر يوتيوب، قال إن الجيل الأكبر سنًا غالباً ما يستخدم ChatGPT كبديل لمحرك البحث غوغل. بمعنى أنه يلجأ إليه للحصول على معلومات عامة بسرعة ودقة، مما يجعل الأداة بالنسبة لهم كموسوعة رقمية جاهزة.

أما الفئة الأصغر نسبياً، الذين تتراوح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيات، فيستعملون ChatGPT كمستشار شخصي للحياة. ويسألون الأداة أسئلة شخصية ويطلبون نصائح اجتماعية أو مهنية، لا سيما أنهم يشعرون بالراحة عند التفاعل بهذه الطريقة، إذ يتعاملون معه وكأنه صديق حكيم يمكنك استشارته في أي شيء.

لكن الأكثر إثارة هو استخدام فئة الطلاب الجامعيين لـ ChatGPT، حيث وصف ألتمان تعامل الشباب مع التطبيق وكأنه نظام تشغيل يسهّل مهامهم اليومية. هؤلاء الطلاب يذهبون أبعد من مجرد طرح الأسئلة البسيطة؛ فهم يضبطون إعدادات معقدة، ويربطون المنصة بملفات مختلفة لديهم، كما يحفظون في أذهانهم أو مع نصوص معدة مسبقاً تعليمات (prompts) معقدة تجعل ChatGPT أداة مساعدة لهم طوال الوقت. بل يتعدى الأمر ذلك أيضاً، حسب تعبير ألتمان، إذ يعتمد بعض هؤلاء الطلبة عليه في اتخاذ القرارات الحياتية المهمة بعد تزويده بكل تفاصيل حياتهم الشخصية.

وهذا التوجه الملفت لاستخدام التطبيق يربطنا بشكل مباشر بكيفية استغلال OpenAI ذاتها لقدرات ChatGPT. فقد كشف ألتمان أن شركته تعتمد كثيراً على ChatGPT في كتابة الأكواد البرمجية، دون أن يوضّح بالتحديد نسبة الكود الذي تنتجه الأداة لهم. من جانب آخر، ذكرت غوغل سابقاً أن ما يزيد عن ربع الأكواد المنتجة الجديدة لديها يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي. وهذا مؤشر واضح على أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة سيزداد بشكل كبير خلال السنوات المقبلة.

وفي تقارير أخرى صدرت منذ أشهر قليلة، ذكرت OpenAI نفسها أن أكثر استخدامات ChatGPT انتشاراً في الولايات المتحدة كانت بين طلاب الجامعات، حيث يستخدمه أكثر من ثلث الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً. دراسة أخرى لمركز بيو الأمريكي أوضحت أن 26٪ من طلاب المدارس الثانوية الأمريكيين يستخدمون ChatGPT في أعمالهم المدرسية عام 2024، مقارنة بـ13٪ فقط عام 2023. ويعكس هذا تصاعداً ملحوظاً في انتشار هذه التقنية الشعبية بين الأجيال الأصغر سناً.

بوضوح، تُظهر تصريحات ألتمان والتقارير الحديثة أن العمر هو المؤشر الواضح الذي يحدد لنا طريقة التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT. ولعل المستقبل يجعلنا ندرك أن فهم هذه الأنماط مهم لتعزيز الفائدة من التقنيات الحديثة وتطويرها بشكل يلبي احتياجات الجميع بسهولة وفاعلية. وقد يكون من المفيد في عرضنا هنا استبدال عبارة مثل "استخدام كبير" بمرادف أكثر دقة مثل "تزايد ملحوظ"، وإضافة جملٍ ربطية بين استخدامات المجموعات العمرية المختلفة بشكل متسلسل لتوضيح الصورة الأكبر بطريقة أكثر سلاسة.