العلماء مذهولون: مادة سحرية تجعل الخلايا تعيش 50% أطول

3 د
أظهرت دراسة أن السيلوسايبين قد يطيل عمر الخلايا بنسبة 50%.
عُولجت خلايا بشرية بمادة بسيلوسين، وتأخرت الشيخوخة الخلوية بشكل واضح.
في الفئران، 80% من المعالَجة بالبسيولسايبين عاشت أطول مقارنة بالمجموعة الأخرى.
أُشارت النتائج إلى تحسين نوعية حياة الفئران، وليس فقط طول العمر.
الباحثون يشددون على الحاجة لدراسات أعمق لتأكيد الفوائد المحتملة.
من كان يظن أن المادة التي ارتبطت طويلاً باسم "الفطر السحري" قد تحمل أسراراً تتجاوز عالم النفس والعلاج النفسي؟ دراسة جديدة نُشرت هذا الأسبوع تكشف أن **السيلوسايبين**، المعروف بخصائصه المهلوسة، قد يمتلك قدرة غير متوقعة على مواجهة الشيخوخة وإطالة عمر الخلايا.
البحث، الذي قاده علماء من جامعتي إيموري وبايلور في الولايات المتحدة، توصل إلى أول دليل تجريبي على أن هذه المادة لا تكتفي فقط بتأثيراتها الإيجابية في مكافحة الاكتئاب والقلق، بل قد تلعب أيضاً دوراً في إبطاء **الشيخوخة البيولوجية**. هذه النقلة تفتح آفاقاً جديدة أمام المجتمع العلمي لدراسة تقاطع الصحة العقلية مع طب الشيخوخة.
نتائج لافتة على الخلايا والفئران
في التجارب المعملية، عالج الباحثون خلايا بشرية مأخوذة من الجلد والرئة بمادة **بسيلوسين**، وهي الصيغة النشطة للسيلوسايبين بعد استقلابه في الجسم. النتيجة كانت مذهلة: الخلايا المعالجة استغرقت وقتاً أطول بنسبة تفوق 50% قبل أن تدخل في مرحلة **الشيخوخة الخلوية**، وهي الحالة التي تتوقف فيها الخلايا عن الانقسام وتبدأ في التراجع. هذا الاكتشاف يشير إلى أن السيلوسايبين قد يعيد رسم حدود فهمنا لعملية الهرم الخلوي.
وانتقالاً من أنابيب الاختبار إلى الكائنات الحية، أُعطيت فئران أنثوية مسنّة – تعادل أعمارها البشرية نحو 60 عاماً – جرعات شهرية من المركب. وبعد عشرة أشهر من المتابعة، كان 80% من الفئران المعالجة ما تزال على قيد الحياة، مقارنة بنصف العدد فقط في المجموعة التي لم تتلقَّ العلاج. وهذا يربط بين المؤشرات المخبرية على الخلايا البشرية والنتائج العملية في حياة الكائنات.
بين الصحة وطول العمر
المثير أن الفئران المعالجة لم تعش أطول فحسب، بل بدت عليها أيضاً مظاهر شباب أوضَح: فراء أكثر حيوية وربما تباطؤ في ظهور الشَيب. ويعلق الأطباء بأن هذه الملاحظات، وإن كانت أولية، توضح أن السيلوسايبين قد يسهم في تحسين **نوعية حياة** كبار السن وليس فقط إطالة عمرهم. وهنا يظهر البُعد الأخلاقي والاجتماعي لأي علاج محتمل، إذ يتجاوز نطاق مكافحة الأمراض إلى تعزيز رفاهية الشيخوخة.
الحاجة إلى دراسات أعمق
ورغم أن النتائج مبشرة للغاية، يشير الباحثون إلى أن الطريق ما يزال طويلاً قبل الحديث عن علاج فعلي. فهناك أسئلة ملحّة حول التوقيت الأنسب لبدء العلاج، والجرعة المثالية، ومدى تأثيره على **العمر الأقصى للبشر**. لذا، تأتي هذه الدراسة خطوة تأسيسية تشجع على مواصلة البحث دون أن تقدّم وعوداً قاطعة. وهذا يربط الطموح العلمي بالحذر المنهجي الذي يتطلبه أي دواء جديد.
في النهاية، ما أظهره هذا البحث أن مادة طالما ارتبطت بالثقافة الشعبية والجدل القانوني قد تتحول يوماً ما إلى عنصر فاعل في **الطب الوقائي وعلم الشيخوخة**. وإذا صحت هذه النتائج عبر دراسات أكبر على البشر، فقد نكون أمام فصل جديد في كيفية تعاملنا مع التقدّم في العمر.