ترامب لا يستبعد تأجيل حظر “تيك توك” مجددًا: “أعترف… لدي نقطة ضعف تجاه التطبيق”

3 د
لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأجيل جديد لحظر تيك توك، للمرة الثالثة.
يشترط القانون الأمريكي بيع عمليات التطبيق في الولايات المتحدة لشركات أمريكية قبل 19 يونيو.
عبّر ترامب عن "نقطة ضعف" شخصية تجاه التطبيق، مما قد يعكس اعتبارات انتخابية.
يعود تأخُّر الصفقة جزئياً إلى عدم رضا الحكومة الصينية وخلافات بشأن نقل التكنولوجيا.
في تحوّل جديد في قضية حظر تطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لتأجيل قرار الحظر مرة أخرى، مما يعكس تردده في اتخاذ خطوة قاطعة ضد التطبيق الصيني واسع الانتشار.
وكان ترامب قد أدلى بهذا التصريح خلال مقابلة مع برنامج Meet the Press على قناة NBC، مؤكداً أنه سيفكر في منح شركة "بايت دانس" (المالكة لتطبيق تيك توك) تمديداً إضافياً في حال عدم التوصل إلى اتفاق بخصوص بيع عمليات الشركة داخل الولايات المتحدة إلى مالكين أمريكيين قبل الموعد النهائي المحدد في 19 يونيو 2025.
قال ترامب:
"ربما لا يجدر بي قول هذا، لكن لدي نقطة ضعف تجاه تيك توك".
خلفية الحظر وتطوراته
تعود جذور الأزمة إلى قانون أقرّه الكونغرس الأمريكي العام الماضي، يفرض على "بايت دانس" بيع عمليات تيك توك داخل أمريكا أو مواجهة الحظر الكامل. وقد تم تنفيذ الحظر فعلياً لفترة قصيرة في يناير 2025، قبل أن يتدخل ترامب ويمنح الشركة مهلة أولى مدتها 90 يوماً، مفضّلاً التوصل إلى صفقة بدلاً من الحظر الفوري.
ثم جاء التمديد الثاني في أبريل الماضي، عندما منح ترامب مهلة إضافية تبلغ 75 يوماً، مشيراً آنذاك إلى أن الحكومة الصينية – التي يجب أن توافق على أي صفقة بيع – "ليست سعيدة كثيراً برسومنا الجمركية المتبادلة"، في إشارة إلى النزاع التجاري القائم بين البلدين.
ويبدو أن البيت الأبيض ما يزال يأمل في التوصل إلى صيغة لصفقة "مشتركة" تسمح ببقاء تيك توك في السوق الأمريكية ضمن ملكية أو رقابة أمريكية، وهو ما كان ترامب قد لمح إليه في مرات سابقة.
قراءة في الموقف السياسي
من الجدير بالذكر أن موقف ترامب من تيك توك اتسم بالتذبذب، إذ عبّر سابقاً عن قلقه من التهديدات الأمنية المحتملة المرتبطة بملكية شركة صينية للتطبيق، خاصة فيما يتعلق بجمع البيانات الشخصية للمستخدمين الأمريكيين. ومع ذلك، فإن تصريحاته الأخيرة تعكس بوضوح عدم رغبته في اتخاذ خطوة قد تُغضب ملايين المستخدمين الأمريكيين الذين يعتمدون على المنصة كمصدر رئيسي للمحتوى والتواصل.
ومن الممكن أن يكون لهذا الموقف المراوغ أبعاد سياسية داخلية، لا سيما في ظل استعداد ترامب لخوض الانتخابات المقبلة، وسعيه للحفاظ على شعبيته لدى فئات الشباب التي تُعد من أكبر مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة.
ما الذي يُعيق الصفقة؟
رغم الضغوط الأمريكية، لا تزال الصفقة المحتملة لبيع عمليات تيك توك تواجه عقبة كبيرة: موافقة السلطات الصينية، التي تفرض ضوابط صارمة على تصدير التكنولوجيا، خاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وخوارزميات التوصية التي تُعد العمود الفقري لتطبيق تيك توك.
كما أن تعقيدات المفاوضات بين الجهات الاستثمارية الأمريكية وشركة "بايت دانس" تزيد من احتمالية التأخير، مما يبرر استعداد ترامب لتمديد جديد.
إلى أين تتجه الأمور؟
حتى الآن، لم تُعلَن أي صفقة رسمية، كما أن مهلة يونيو تقترب بسرعة، مما يضع الإدارة الأمريكية في موقف حرج. وبينما يواصل ترامب التلميح إلى رغبته في حلّ تفاوضي، يظلّ مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة معلقاً على خيوط دقيقة من التوازنات السياسية والتجارية والدبلوماسية.
وفي حال لم تُبرم صفقة في الوقت المحدد، قد يشهد الصيف الأمريكي جولة ثالثة من الجدل حول "تيك توك"، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على شركات التكنولوجيا والأسواق والمستخدمين على حد سواء.