ما زال ماسك مقتنعًا: فالكون لم ينفجر… أحدهم أطلق النار عليه وفجّره 🧐

3 د
اعتقد إيلون ماسك أن انفجار صاروخ Falcon 9 عام 2016 قد يكون ناتجًا عن إطلاق نار من قناص.
حقق مهندسو SpaceX والـFBI في الفرضية، لكن لم يجدوا أي دليل على وجود عمل تخريبي.
أثبت التحقيق أن السبب الحقيقي كان فنيًا متعلقًا بطريقة تحميل الهيليوم شديد البرودة.
رغم الحادث، تفوقت SpaceX على منافسيها وأصبحت أول شركة خاصة تنقل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
في عام 2016، تحوّل انفجار صاروخ Falcon 9 التابع لشركة SpaceX إلى مادة دسمة للجدل، ليس فقط بسبب الخسائر التقنية التي ألحقها، وإنما لما أعقبه من فرضية غريبة قادها مؤسس الشركة،إيلون ماسك. فقد اعتقد الملياردير المثير للجدل حينها أن قناصًا مجهولًا، ربما تمركز على سطح مبنى تابع لمنافس مباشر، قد يكون هو من فجّر الصاروخ.
صاروخ ينفجر… ونظرية تتكوّن
في الأول من سبتمبر عام 2016، انفجر صاروخ Falcon 9 بشكل مفاجئ ومريع على منصة الإطلاق أثناء التحضيرات لاختبار روتيني. وقد التهمت النيران القمر الصناعي الإسرائيلي "Amos-6" المخصص للاتصالات، والذي كان مثبتًا على متن الصاروخ، وتحول إلى رماد في غضون ثوانٍ.
لكن ما أثار الجدل لاحقًا لم يكن الانفجار ذاته، بل ما تبعه من افتراضات واتهامات غير مسبوقة. فبعد الحادث مباشرة، ووفقًا لتحقيق أجراه الصحفي إيريك بيرغر من موقع "Ars Technica" عبر طلب معلومات بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، بدأ مهندسو SpaceX بالتحقيق في احتمال تعرض الصاروخ لطلق ناري من مسافة بعيدة.
ماسك ينام على الأرض ويستيقظ على نظرية المؤامرة
كان إيلون ماسك في منزله بكاليفورنيا لحظة وقوع الحادث، لكنه ما إن استيقظ على خبر الانفجار، حتى انجذب فورًا نحو فرضية لم تخطر على بال الكثيرين: إطلاق نار متعمد من قناص على أحد خزانات الوقود، من سطح مبنى تابع لمنافسه الشرس، شركة United Launch Alliance (ULA)، التي كان مقرها يقع على بعد ميل واحد فقط من منصة الإطلاق.
مهندسو SpaceX أخذوا هذه الفرضية على محمل الجد، وذهبوا إلى حد اختبار إطلاق النار على خزانات وقود مماثلة لمحاولة محاكاة الانفجار.
FBI يدخل على الخط… ويفنّد الرواية
ما زاد من جدية الموقف هو دخول مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) على الخط، خصوصًا وأن هذا الانفجار كان الثاني في غضون عام تقريبًا لشركة SpaceX، في وقت كانت فيه ناسا (NASA) تستثمر بكثافة في الشركة لإطلاق برنامجها لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
غير أن التحقيقات الرسمية خلصت في نهاية المطاف إلى أن الانفجار لم يكن ناجمًا عن أي عمل تخريبي أو جريمة. بل تبيّن أن السبب الفني وراء الحادث يعود إلى تحميل خزانات الهيليوم المضغوط في الصاروخ بسرعة مفرطة وبدرجة حرارة شديدة الانخفاض، ما أدى إلى تمزق داخلي كارثي.
ووفقًا لرسالة حصل عليها بيرغر تعود إلى أكتوبر 2016، أكّد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه "لا توجد مؤشرات تدل على حدوث تخريب أو أي نشاط إجرامي في انفجار صاروخ Falcon 9".
خلفية المنافسة والعداء
التوتر بين SpaceX وULA لم يكن حديث العهد. ففي أبريل 2014، رفع ماسك دعوى ضد سلاح الجو الأميركي، متهمًا إياه بالتعامل غير التنافسي ومنح عقود إطلاق الصواريخ لـULA بشكل غير عادل.
بالتالي، لم يكن غريبًا أن يبحث ماسك عن مسؤول خارجي عند وقوع انفجار بهذا الحجم، خصوصًا وأن شركته كانت وقتها تعمل على تطوير مركبة Crew Dragon استعدادًا لرحلات الفضاء البشرية.
وتفاقم الضغط مع إعلان ناسا عن أول دفعة من رواد الفضاء الذين سيشاركون في برنامج "الطاقم التجاري"، وذلك بعد أسابيع فقط من أول انفجار لـFalcon 9 في صيف 2015، ثم وقوع انفجار ثانٍ في العام التالي.
حين تحوّلت فرضية غير مثبتة إلى حملة دعائية
بحسب بيرغر، فإن ماسك لم يكتف بالتكهن، بل أمر فريقه بتسليط الضوء على فرضية القنص وكأنها سيناريو مرجّح، في محاولة على ما يبدو لتبرئة الشركة وإبعاد أي لوم محتمل عن إدارتها أو عن تصميم الصاروخ.
إلا أن القصة لم تصمد أمام نتائج التحقيق الرسمي، والتي أنهت الجدل بشكل حاسم.
النهاية: النجاح بعد الانفجار
رغم تلك الأوقات العصيبة، نجحت SpaceX في قلب الطاولة لاحقًا. ففي عام 2017، تفوقت على ULA في عدد عمليات الإطلاق السنوية، وفي عام 2019 أصبحت أول شركة خاصة تنقل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
ما بدأ كحادثة مفجعة، وما تبعها من نظريات مؤامرة، لم تمنع SpaceX من التقدّم والنجاح، بل ربما شكلت محفزًا إضافيًا لمسيرتها نحو قيادة قطاع الفضاء التجاري.